حاكن الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (أرشيف)
حاكن الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (أرشيف)
الأحد 15 يوليو 2018 / 20:23

حلم القاسمي: المعجم التاريخي للغة العرب

حلم يراود صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة. حلم له جذور تمتد إلى قرن من الزمان أو أكثر. بُذرت البذرة، وسقيت، أينعت أو كادت، ثم يبست وأوشكت أن تموت لولا أن تنبه لها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. وبذل لها الكثير، وما زال يبذل.

المستشرق الألماني أوجست فيشر كان أول من تنبه إلى ضرورة وجود معجم تاريخي للغة العربية أسوة، أو ربما غيرة من اللغة الإنجليزية التي كانت على وشك إنجاز معجمها التاريخي في بواكير القرن الماضي

فكرة المعجم التاريخي فكرة لازمة عند الشعوب العريقة، وهي ليست مشروع أشخاص، والعمل فيها لا يقاس بالأيام ولا حتى بالسنين، فهو عمل مما يمكن أن يقال أن الأعمار تفنى فيه. والأجيال اللاحقة تستلم الراية من السابقة. الإنجليز عملوا بجد على معجم للغتهم لعقود، والفرنسيون مثلهم. والسويديون رغم أن تاريخ لغتهم لا يمكن أن يطاول أبداً تاريخ اللغة العربية إلا أنهم عملوا على معجم لغتهم التاريخي أكثر من مئة عام.

المستشرق الألماني أوغست فيشر كان أول من تنبه إلى ضرورة وجود معجم تاريخي للغة العربية أسوة، أو ربما غيرة من اللغة الإنجليزية التي كانت على وشك إنجاز معجمها التاريخي في بواكير القرن الماضي.

بدأ فيشر العمل عام 1906 بشكل فردي، وأنجز ما يمكن أن يسمى خريطة طريق ونموذج عمل، واجه صعوبات في تمويل عمله، لكن الأكاديمية الألمانية مولت العمل وساهمت في دعمه.

لكن قيام الحرب العالمية الأولى أوقف تمويل هذا العمل، فوجد فيشر ضالته في مصر، وكان مجمع اللغة العربية "مجمع فؤاد الأول" أو مجمع الخالدين كما يسمى.

تبنى المجمع هذا العمل الموسوعي وأسند إلى نخبة من أعضائه العمل عليه، وطبع الجزء الأول منه، وهو جزء لم يستوف من الهمزة إلا نزراً يسيراً. وكان المؤمل بناءً على تاريخ اللغة العربية ومنجزها الكتابي وثروتها المعرفية واتساع مفرداتها، أن يصل عدد أجزاء الكتاب إلى خمسين جزءاً.

بعد وفاة فيشر، توفي المشروع إكلينيكياً. ورغم محاولات هنا وهناك، ودعوات في الندوات والمؤتمرات، ولم يجد المشروع من يعمل له بوعي، ومسؤولية إلى أن جاء صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي فحيت هذه الفكرة على يديه، وعادت الروح إلى مجامع اللغة العربية، وأثريت الساحة بمجمع الشارقة للغة العربية الذي يحمل على عاتقه مسؤولية إخراج معجم اللغة العربية التاريخي إلى النور بعد قرن من الزمان.