الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الإثنين 16 يوليو 2018 / 12:59

أمام أمريكا فرصة لقيادة العالم نحو مساره الصحيح

أظهرت قمة الناتو التي عقدت قبل أيام، أن العداء للمهاجرين ينمو باطراد في مختلف أنحاء العالم. وقد قارن عدد من الخبراء هذه الظاهرة ببروز الفاشية قبل قرابة مائة عام. ولذا يرى بريندان كاشينغ دانييلز، كاتب مساهم في تحرير موقع "ذا هيل" الإخباري، أنه أمام أمريكا حالياً فرصة لقيادة العالم نحو مساره الصحيح.

تجارب الأعوام السبعين الماضية تشير إلى أن أفضل أمل لتحقيق السلام والازدهار يتحقق عبر التزام مشترك بتحالفات عريقة

ويقول كاشينغ إن الولايات المتحدة لطالما تقر بأن الأمن المشترك يتطلب نمواً ورفاهية مشتركة، وهو يعتقد أن الهدف الثاني شرط لتحقيق الأول.

حلقة قوية
وحسب كاتب المقال، عندما يتحقق السلام والازدهار، يولدان معاً حلقة قوية لارتفاع مستويات المعيشة وإرساء السلام، وعندما ينتفي وجودهما، يصبح لدينا دورة سيئة من ارتفاع معدلات عدم المساواة والخصومات الداخلية والدولية.

ويسترجع الكاتب ذكرى تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، عندما صاغ الآباء المؤسسون لأمريكا الدستور الجديد. فقد وضع الدستور بهدف توحيد مستعمرات سابقة تحت راية واحدة وتبادل المساعدة والدعم حال التعرض لعدوان خارجي أو محلي. كما أدرك الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أن الحفاظ على توحدهم يعتبر شرطاً أساسياً لتأسيس الدولة كقوة نظيرة لقوى استعمارية كبرى.
  
قوة مشتركة
ويقول الكاتب إنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، صاغت أمريكا وحلفاؤها النظام العالمي على أساس من الأمن الاقتصادي والعسكري المتبادل. وكان توسع التبادل التجاري بين دول العالم الغربي أحد دعائم نجاح هذه التجربة. وقاد رفع التعريفات الجمركية وسواها من الحواجز، في مقابل تدفق السلع والخدمات عبر حدود دول غربية، لرفع مستويات المعيشة لتلك الدول. ولربما تحققت تلك المكاسب عبر التزام مشترك بتبادل أمني تجسد في حلف الناتو مع تحالفات أخرى تشكلت في فترة ما بعد الحرب.

فهم واضح
وحسب كاتب المقال، قامت خطة مارشال لإعادة بناء اقتصادات حلفاء أوروبيين، فضلاً عن دعم اقتصادات دول معادية قديماً، على أساس فهم واضح أن اقتصاداً عالمياً قوياً سيكون أفضل لدعم أمريكا قوية ومزدهرة. كما كان من شأن ذلك الاقتصاد القوي أن يصبح أقدر على مقاومة التهديد المتصاعد للتوسع السوفييتي. وقد خصص ما يعادل 10٪ من نفقات خطة مارشال لإعادة بناء ألمانيا.

ورغم ذلك، أدرك قادة عسكريون وساسة مثل ديغول وتشرشل وروزفلت، أن دولاً تستطيع تلبية الاحتياجات المادية وتوسيع منظور حق تقرير المصير لشعوبها، تكون أقل ميلاً لشن حروب ضد دول أخرى، أو ضد شعوبها.

قيادة العالم
وهكذا وجدت أمريكا نفسها في موقع قيادة العالم بعد الحرب العالمية الثانية. كما أدرك قادتها أن مكانة أمريكا في العالم ليست مهددة بسبب الازدهار في مناطق أخرى، بل إن الرفاهية ذاتها هي التي عززت مكانة أمريكا في العالم.

نتيجة لما سبق، يرى الكاتب خطأ تبني أفكاراً من قبيل أن تحالفات قديمة قد انتهت، أو أنها باتت شديدة الكلفة، وأن أمريكا يجب أن تقود مناقشة مستفيضة حول الخسائر البشرية والاقتصادية والأمنية الناجمة عن التخلي عن تحالفات تقليدية.

وعلاوة عليه، يرى كاتب المقال أن تجارب الأعوام السبعين الماضية تشير إلى أن أفضل أمل لتحقيق السلام والازدهار يتحقق عبر التزام مشترك بتحالفات عريقة.