الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الثلاثاء 17 يوليو 2018 / 10:31

هل كان بوتين الفائر الحقيقي بكأس العالم؟

باعترافه، يشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفخر وسعادة بالغتين لنجاح بلاده في تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم.

يتمتع اليوم بوتين بشعبية عالية لأنه يجسد عودة بلد إلى المشهد الدولي، بعدما تعرض للإهانة

وكما كتب داميين شاركوف، كاتب مساهم في تحرير مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تابع الناس في كل مكان، لمدة شهر، كيف استضافت روسيا أكبر حدث رياضي في العالم الذي حضره مئات الآلاف، من أكثر من 32 دولة، في موسكو وسانت بطرسبرغ وتسع مدن روسية أخرى.

نهاية الحفلة
وحسب شاركوف، مع حصد الكرملين جوائز مهمة أنجزت بنجاح، ما زالت أمامه مهمة أصعب تتركز في التعامل مع روس لا يريدون رؤية نهاية لذلك الاحتفال الدولي.

وتبدو للعيان المكاسب التي حصدها بوتين وروسيا. فقد انتشرت صور لمشجعين من أمريكا الجنوبية رقصوا عند أسوار الكرملين، والتقطت صور لمشجعين يابانيين وسنغاليين وهم ينظفون الملاعب بعد نهاية المباريات. كما حفلت وسائل التوصل الاجتماعي بصور لمشجعين حضروا من غرب أوروبا، ولحقوا بفرق بلادهم متنقلين عبر الأراضي الروسية دون خوف من مخاطر كتلك التي تشكلها جماعات مشاغبة مثل الألتراس.

مكاسب سياحية
وحسب وكالة إنترفاكس الروسية، يقدر خبراء في مجلس السياحة الروسي تحقيق أرباح هائلة نتيجة هذا الحدث الكبير، وزيادة في عدد السياح القادمين إلى روسيا بنسبة 25٪ في عام 2019.

ووفقاً لوكالة "رويترز" للأنباء، قدر معهد غيدار الروسي أن يزيد معدل تعافي الاقتصاد الروسي عن 0.2٪ من الدخل القومي الإجمالي، في الربعين الثالث والرابع للعام الجاري، رغم الكلفة العالية لاستضافة كأس العالم.

طيف العقوبات
وبرأي كاتب المقال، حققت روسيا إنجازاً هائلاً في مجال تحسين صورتها على الصعيد الدولي، وخاصة بعد أقل من أربع سنوات على فقدانها مقعدها بين مجموعة الثمانية، وفي مواجهة طيف عقوبات غربية ستكون أكبر مما فرض على أية دولة، بجانب كوريا الشمالية وإيران.

وكانت رؤية بوتين مبتسماً، في ستاد لوجنيكي في موسكو وهو يصافح أشهر الرياضيين في بلاده والعالم، أبعد ما تكون عن صورة الزعيم المنبوذ.

زيارات رفيعة المستوى
وحضر إلى موسكو زعماء دول كبرى من بينهم ملك إسبانيا، كما بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعيداً وهو جالس إلى جانب بوتين أو رئيس وزرائه دميتري ميدفاديف في مقصورة الشخصيات الرفيعة المستوى، رغم تشدد نبرة بلده حيال موسكو.

وفي هذا السياق، قال وزير خارجية إسبانيا، جوزيف بوريل لصحيفة "إل بايس" الإسبانية، في عددها الأخير" سواء أحببنا أم كرهنا، روسيا عائدة بقوة". وقد نشرت وسائل إعلام روسية تلك الملاحظات الودية حيال بلادها. وورد في صحيفة روسية: "يتمتع اليوم بوتين بشعبية عالية لأنه يجسد عودة بلد إلى المشهد الدولي، بعدما تعرض للإهانة".

تخفيف القيود
ولكن حسب كاتب المقال، لم تقدم الحكومة الروسية أية تعهدات لمواطنيها توحي بأن أجواء الفرح والشهرة والبهجة التي سادت خلال موسم كأس العالم سوف تصبح سمة دائمة بالنسبة إليهم. وقد خففت موسكو من تطبيق قوانين صارمة بهدف السماح بسريان أجواء احتفالية دولية أثناء تركيز العالم اهتمامه على روسيا طوال شهر كامل.