الثلاثاء 17 يوليو 2018 / 12:34

صيني يعمل مترجماً في محاكم دبي منذ 15 عاماً

24 - دبي - زيد قاسم

قبل 25 عاماً وطأت قدم الصيني "سليم ما تشيلينغ"، أرض دولة الإمارات العربية المتحدة بعد حصوله على منحة دراسية من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليدرس اللغة العربية والشريعة الإسلامية ويبدأ قصة حياة ناجحة لمواطن صيني في الدولة.

كان لمنحة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثر كبير في حياة سليم ما تشيلينغ، ففتحت له أفاقاً كبيرة في العيش والإقامة في دولة الإمارات ليعمل مترجماً في مهنة تعتبر واحدة من أصعب المهن لما تتطلبه من نقل دقيق للأحداث والوقائع إلى الهيئات القضائية من أجل تحقيق العدالة.

يقول سليم ما تشيلينغ: "أنا من مقاطعة قان سو في الشمال الغربي من جمهورية الصين، وهي مقاطعة وصل الإسلام إلى أهلها عن "طريق الحرير" الشهير الذي كان من خلال التجار العرب الذين يصلون إلى المنطقة ببضائعهم، وقد أقام العديد منهم في المقاطعة وتزوجو ونشروا الديانة الإسلامية فيها".

منحة زايد
وأضاف: "حصلنا في هذه المقاطعة على اهتمام كبير من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مجال توفير المنح الدراسية لدراسة اللغة العربية والشريعة الإسلامية وكنت من ضمن الحاصلين على المنحة، حيث وصلت إلى مدينة العين والتحقت بمعهد العلوم الإسلامية وتمكنت بفضل هذه المنحة من إتقان اللغة العربية والتعرف على العادات والتقاليد العربية الأصلية ودرست الشريعة الإسلامية عن قرب".

حملت منحة الشيخ زايد لسليم ما تشيلينغ سعادة أخرى غير فتح آفاق التعليم له في الدولة، فقد أتاحت له الفرصة للقاء زوجته التي كانت أيضاً مستفيدة من المنحة وتمكنت من دراسة اللغة العربية وباتت تتقنها بطلاقة إلى جانب لغتها الأم.

مترجم منذ 2003
أنهى سليم ما تشيلينغ دراسته في المعهد ليلتحق بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا وينهي دراسة اللغة العربية والشريعة الإسلامية وفي العام 2003، حيث التحق بالعمل كمترجم قضائي في دائرة القضاء في دبي والتي كانت تضم النيابة العامة ومحاكم دبي.

ومنذ ذاك التاريخ وسليم ما تشيلينغ مترجماً قضائياً في محاكم دبي ويقدم خدمات ترجمة إلى النيابة العامة وشرطة دبي والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في الدعاوى والخدمات القضائية ذات الصلة بالجالية الصينية، يقول: "تعتبر دولة الإمارات بلدي الثاني، ولقد وجدت ترحيباً ودعماً كبيراً منذ أن وطأت قدمي فيها وأعيش بسعادة برفقة أسرتي في هذا البلد الآمن الذي ينعم بقيادة حكيمة جعلت من هذا البلد محط أنظار العالم وجعلته بلداً متقدماً في مختلف المجالات".

لدى سليم ما تشيلينغ ابن اسماه عبد الرحمن وهو اليوم طالب في المرحلة الإعدادية ويمشي على خطى والده ويتقن اللغة العربية ويشعر بالفخر في حياته بدولة الإمارات.