الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الأربعاء 18 يوليو 2018 / 14:52

سوريا.. ماذا بعد القمة الأمريكية الروسية؟

أشار الصحافي توم أوكونور، في تقرير بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد ناقشا عدداً من القضايا الساخنة في العالم في القمة الثنائية الأولى بينهما في هلسنكي بفنلندا، ويبدو أن الرجلين متوافقان حول قضية الحرب الأهلية المندلعة منذ سبع سنوات.

أشار الصحافي توم أوكونور، في تقرير بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قد ناقشا عدداً من القضايا الساخنة في العالم في القمة الثنائية الأولى بينهما في هلسنكي بفنلندا, ويبدو أن الرجلين متوافقان حول قضية الحرب الأهلية المندلعة منذ سبع سنوات.

ويصف أوكونور موقف ترامب بأنه أحدث دليل على أن الرئيس الأمريكي يدعم سياسة تتناقض تماماً مع النهج الأمريكي إزاء سوريا في بداية الصراع؛ حيث طالب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

سوريا .. أرضية مشتركة
وعلى الرغم من أن التغطية الإعلامية للقمة الأمريكية الروسية التي انعقدت يوم الإثنين الماضي ركزت على رفض ترامب المستمر للتحقيق الجاري في التدخل المزعوم لروسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، فإن اللقاء قد ينطوي على تداعيات واسعة بالنسبة إلى سوريا التي مزقتها الحرب. وحتى مع أن ترامب لم يعلن في المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين عقب قمة هلسنكي عن أي نوع من التحالف العسكري مع روسيا، فقد أكد ترامب على "الاتفاق والتنسيق الجيد بين القوتين في سوريا وأماكن أخرى".

ويعتبر الباحث كمال علم، وهو زميل زائر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (مركز بحثي في بريطانيا) أن سوريا كانت بلا شك نقطة الالتقاء الأكثر أهمية والأرضية المشتركة بين ترامب وبوتين، وخصوصاً في ضوء إحجام ترامب عن التدخل في سوريا والانتصارات التي حققها بشار الأسد (حليف روسيا) الذي كان الهدف الأولى لحملة واشنطن في سوريا، ولكن لم تعد هناك فرصة الآن لتغيير نظام الأسد.

نهج أوباما
ويشير تقرير "نيوزويك" إلى أن القمة الأمريكية الروسية تأتي بعد مرور سبع سنوات على إعلان رئيس الولايات المتحدة آنذاك (باراك أوباما) في بيان صدر في أغسطس ( آب) 2011 أن "الوقت قد حان لأن يتنحى الرئيس الأسد عن السلطة"، وبعد الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين السوريين ونظام الأسد اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بقتل المدنيين وبدأت في تسليح المعارضة وتدريبها.

ويشير التقرير إلى انتقادات ترامب لسياسة أوباما إزاء سوريا. وفي نهاية المطاف بدأت الولايات المتحدة في تركيز أولوياتها في سوريا على دحر داعش وتدخل التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في سوريا عام 2015 لاستهداف الجهاديين وليس نظام الأسد. وعلاوة على ذلك، كان انتصار ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمثابة نهاية للدعم الأمريكي للمعارضة السورية التي تراجعت بشدة بسبب داعش وحملات نظام الأسد.

ويوضح التقرير أنه مع تصاعد الاتهامات ضد ترامب بالتواطؤ مع روسيا، فقد اضطر إلى النأي بنفسه عن الزعيم الروسي، ولكنه كان يؤكد على دعمه لهدفهم المشترك في استعادة الأمن والنظام في سوريا، وركزت الولايات المتحدة على دعم الأكراد أو قوات سوريا الديمقراطية.

صراع دولي
ويرى أوكونور أن هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد بعض مواقع الحكومة السورية رداً على استخدام الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك الهجوم الثلاثي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا)، لم تؤثر على الإطلاق على الزخم الكلي لحرب تمكن خلالها الأسد من استعادة معظم البلاد، لا سيما بعد استعادة أجزاء كبيرة من وسط وشرق سوريا، كما استمر الجيش السوري في إزالة الضواحي التي كانت تحت سيطرة المعارضة في دمشق وتحرك النظام باتجاه الجنوب الغربي صوب درعا. وفي غضون أسابيع استعاد الأسد جزءاً كبيراً من المحافظة التي اشتعلت فيها الانتفاضة ضده.

وتخلت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة عن دعمها للمعارضة ضد الأسد، بحسب التقرير، ولكن الصراع في سوريا تصاعد مع الضربات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا؛ إذ تشعر كل من الولايات المتحدة وروسيا بالقلق من أن وجود ميليشيات موالية لإيران مثل حزب الله من شأنه أن يقود إلى اندلاع صراع أوسع ومعركة قاتلة.

ومن أجل تجنب مثل هذا الصراع الدولي غير الضروري، شاركت روسيا وإيران وإسرائيل والأردن والولايات المتحدة في محادثات مختلفة في محاولة للتوصل إلى إجراءات لتهدئة الأوضاع. وكانت محادثات أستانا التي توسطت فيها روسيا وإيران وتركيا (ولم تؤيدها الولايات المتحدة بالكامل) هي أقرب شيء إلى محادثات السلام المتاحة.

صفقات غير معلنة
وينقل تقرير "نيوزويك" عن الباحث كمال علم قوله: "على الأرجح أن الصفقة تتمثل في استعادة الأسد لجنوب سوريا كاملاً، وسوف توافق إسرائيل على ذلك، وإخراج إيران من الجنوب، وبذلك سوف يستعيد الجيش السوري السيطرة على الحدود مع كل من الأردن وإسرائيل، وعلاوة على ذلك من المتوقع أيضاً أن تستمر محادثات أستانة، وفي نهاية المطاف سوف تنسحب الولايات المتحدة في مرحلة ما لأن ترامب ليس مهتماً بسوريا وبشكل عام لا تزال القوات العسكرية الأمريكية متورطة في أفغانستان والعراق، وهو أمر أكثر أهمية بالنسبة إلى البنتاغون".
  
ويختتم التقرير بأن الصفقات التي أبرمها ترامب وبوتين بشأن سوريا يوم الاثنين في قمة هلسنكي لم يتم الإعلان عنها، وما تم الكشف عنه يتمثل فقط في الالتزام بالتعاون في مجال الإغاثة الإنسانية في الحرب التي تسببت بقتل مئات الآلاف، فضلاً عن العمل المشترك لإعادة بعض ملايين اللاجئين الذين نزحوا من ديارهم.