الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر (أرشيف)
الخميس 19 يوليو 2018 / 20:13

الأوروبيون يسعون لنزع فتيل التوتر التجاري مع واشنطن... لكنهم مستعدون للرد

قبل أيام من محادثات حاسمة مع دونالد ترامب، يبدو الاتحاد الأوروبي مستعداً لمد اليد لوضع حد للتوتر التجاري مع الولايات المتحدة، لكنه يستعد أيضاً لفرض رسوم على سلع أمريكية جديدة إذا فرضت واشنطن رسوماً على السيارات.

ويلتقي رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الرئيس الأمريكي في واشنطن في 25 يوليو(تموز) الجاري سعياً إلى نزع فتيل النزاع التجاري الذي يتجه إلى التصعيد بين الأوروبيين والأمريكيين.

فبعد فرض رسوم جمركية عقابية في يونيو(حزيران) الماضي على الصلب والألمنيوم الأوروبيين، أعلن ترامب استعداده لفرض رسوم على الواردات الأمريكية من السيارات المصنعة في الاتحاد الأوروبي.

وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم التي ترافق يونكر إلى واشنطن: "نتوجه إلى هناك بأفضل نوايا أملاً بنزع فتيل التوتر".

ولكن الاتحاد الأوروبي هدد بالرد إذا نفذت الولايات المتحدة تهديدها على صعيد السيارات، الأمر الذي اعتبرت أنه سيكون كارثة.

وأضافت المفوضة السويدية: "نُعد مع الدول الأعضاء قائمة بإجراءات مضادة، وأبلغنا شركاءنا الأمريكيين هذا الأمر بوضوح"، على غرار ما سبق أن حصل بالنسبة إلى الصلب والألمنيوم.

وأعد الاتحاد الأوروبي يومها قائمة بسلع أمريكية رمزية مثل الجينز، ودراجات هارلي ديفيدسون، وزبدة الفستق ما لبث أن فرض عليها رسوماً باهظة لتعويض 2.8 مليار يورو من الأضرار التي لحقت بصناعته، وأفاد مصدر أوروبي بأن قائمة الإجراءات المضادة المتصلة بالسيارات تناهز نحو 10 مليارات يورو.

وقال يونكر صرح أمس الأربعاء: "سنواصل الرد بالمثل على الاستفزازات التي يمكن أن تمارس ضدنا، كل الجهود لإحداث انقسام بين الأوروبيين لن تنجح"، ويتوجه إلى واشنطن دون تفويض بالتفاوض باسم الدول الأعضاء، لكنه يعتزم تجاوز الأزمة والتوصل إلى حل مع الأمريكيين، وفق ما أوضحت مالمستروم.

ويعلق الاتحاد الأوروبي أهميةً كبرى على إصلاح منظمة التجارة العالمية التي تواظب الولايات المتحدة على انتقادها، ويقترح أيضاً التصدي للمشاكل التي تتسبب فيها الصين، علماً أن الولايات المتحدة تخوض أيضاً حرباً تجارية معها، مثل فائض القدرة في قطاع الصلب، أو النقل القسري للتكنولوجيات.

وأوضحت المفوضة السويدية أن مصنعي السيارات الأمريكيين لم يطلبوا رسوماً على السيارات المنتجة في أوروبا، لأن صناعة السيارات الأمريكية مرتبطة بشكل وثيق بشبكة الإمداد العالمية.

ويفرض الاتحاد الأوروبي راهناً رسوماً على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة بـ 10%، ويشمل ذلك السيارات التي تصنعها شركات أوروبية، في حين تفرض واشنطن رسماً بـ 2.5% على واردات السيارات، و25% على واردات الشاحنات الصغيرة، والبيك آب، وتهديد ترامب يثير خاصةً قلق ألمانيا حيث يُشغل هذا القطاع الرئيسي 800 ألف شخص.

وأوردت مالمستروم اليوم الخميس: "تبين لنا في الماضي أنه لا يمكن توقع نتائج هذه الاجتماعات"، منتقدةً خطاب الأمريكيين الذي يزداد عدائية، ويقوض عقوداً من السياسة الخارجية.

والنقاط الخلافية مع ترامب عديدة، أهمها على حلف شمال الأطلسي، والاتفاق النووي الإيراني، والتغير  المناخي، وأضيف إليه، ذلك كله اعتباره أخيراً أن الاتحاد الأوروبي خصم الولايات المتحدة على الصعيد التجاري.

وروى جان كلود يونكر أن ترامب، وصفه في قمة مجموعة السبع الأخيرة في كندا بأنه "قاتل عنيف"، وكانت واشنطن صدمت المشاركين حين رفضت صدور بيان مشترك بعد مفاوضات صعبة، وإضافةً إلى التجارة، سيبحث يونكر وترامب، السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وملف الطاقة.