السبت 21 يوليو 2018 / 10:47

صحف عربية: قطر تغدق الأموال على الحوثيين لعرقلة تقدم التحالف العربي

كشفت تقارير أن النظام القطري شارك بشكل فعال ومؤثر في دعم الميليشيات الحوثية قبل وأثناء وبعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، فيما قدّرت واشنطن حجم المبالغ التي صرفتها إيران على نظام بشار الأسد والميليشيات التابعة لها في الوطن العربي بنحو 16 مليار دولار أمريكي.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم السبت، بدأت ملامح الصراع الروسي الإيراني في سوريا تتضح، إثر التصريحات الأمريكية حول ضرورة خروج الميليشيات الإيرانية بالكامل من سوريا، في حين كشفت مصادر أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "سينتهي خلال شهر"، على خلفية تسريب وثيقة وجهها إلى الإدارة الأمريكية.

الدوحة وتصفية علي عبدالله صالح
وفي التفاصيل، كشفت معلومات جديدة حصلت عليها صحيفة "العرب"، أن النظام القطري شارك بشكل فعال ومؤثر ومتصاعد في دعم الحوثيين قبل وأثناء وبعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2017، في ظل مؤشرات على تورّط الدوحة في المواجهات التي اندلعت في صنعاء في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2017 بين أنصار علي عبدالله صالح والميليشيات الحوثية.

وأكدت المصادر أن الأموال والعلاقات القطرية نجحت في إفشال خطة محكمة أعدها الرئيس السابق علي عبدالله صالح لإسقاط العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، وتجاوز الدور القطري، حسب المصادر، خانة دعم الحوثيين مالياً وإعلامياً والعمل على تحييد ضباط وسياسيين وشيوخ قبائل إلى التدخل بشكل قوي وحاسم في تقرير مصير علي عبدالله صالح.

وقالت المصادر، إن مسؤولين وضباطاً قطريين أجروا اتصالات مكثفة في الساعات التي سبقت الإعلان عن مقتل علي عبدالله صالح. وعملت تلك الاتصالات على دفع قيادات حوثية على صلة وثيقة بالدوحة إلى عدم إفساح المجال أمام أي وساطات تستهدف خروج الرئيس السابق بماء الوجه أو اعتقاله بصورة غير مهينة.

إيران دفعت 16 مليار دولار لزعزعة المنطقة
من جهة أخرى، قدّرت واشنطن حجم المبالغ التي صرفتها إيران على نظام بشار الأسد والميليشيات التابعة لها في الوطن العربي بنحو 16 مليار دولار أمريكي، كما أنها تمنح ميليشيا "حزب الله" اللبناني أكثر من 700 مليون دولار سنوياً، إضافة إلى دعم الميليشيات الأخرى في العراق، والحوثيين في اليمن، وذلك بغرض زعزعة استقرار دول منطقة الشرق الأوسط، وكانت بذلك سبباً رئيسياُ في تفاقم أزمة اللاجئين السوريين حول العالم.

وأوضحت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الائتمانات التي منحها النظام الإيراني للأسد فقط بلغت أربعة مليارات دولار، ذلك في شكل ائتمانات خاصة لتقوية حصون الحرب في سوريا، وهي بذلك تكون سبباً رئيسياً في أزمة اللاجئين السوريين، التي تعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، مبرراُ الإجراءات الأخيرة التي تتخذها أمريكا ضد إيران بسبب وقف كل أشكال العنف وسفك الدماء والاضطراب في الشرق الأوسط، وحرمان النظام الإيراني من العوائد لتنفيذ رغبتهم وطموحاتهم الثورية والإيديولوجية وتصدير ثورته حول الشرق الأوسط.

خلافات بين إيران وروسيا حول سوريا
وفي سياق منفصل، وصف مراقبون العلاقة الروسية الإيرانية في سوريا بأنها تجاوزت الصراع إلى حد الخلاف بين الطرفين حول تحديد مناطق النفوذ، وتقاسم سوريا، في ظل الحديث عن حل سياسي وتسويات إقليمية ودولية. وكشف محلل سياسي روسي، فضل عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة "عكاظ"، أن إيران تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في طرطوس على غرار قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية، مشيراً إلى أنها تبحث عن موقع متقدم لميليشياتها وقواتها العسكرية على ساحل البحر المتوسط، إلا أن ثمة اعتراضات روسية على المساعي الإيرانية لإنشاء هذه القاعدة.

وأكد المحلل أن الخلاف الأكبر ما بين الطرفين سيكون على سوريا ما بعد الحرب، مبينا أن السؤال الكبير الذي ينتظر الإيرانيين، ماذا تفعل كل هذه الميليشيات بعد انتهاء الحرب، مضيفاً أن مشاريع إعادة الإعمار أيضاً والديون الإيرانية التي ترتبت على النظام ستكون إحدى القضايا الخلافية بين النظام وروسيا وإيران.

تسريب مراسلات العبادي وإيران تحرك ميليشياتها
وعلى صعيد آخر، كشفت مصادر، نقلاً عن السفير الإيراني في العراق، قوله، إن رئيس الوزراء العراقي الحالي، حيدر العبادي "سينتهي خلال شهر"، وذلك على خلفية تسريب وثيقة وجهها العبادي إلى الإدارة الأمريكية، أكد فيها رفضه توقيع اتفاقية شراء الكهرباء، وتسديد الديون الإيرانية المستحقة في ذمة العراق، وذلك لالتزامه بإجراءات الحظر الاقتصادي المفروض على طهران.

وذكرت المصادر، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية، أن عاملين في مكتب العبادي من قياديي "حزب الدعوة الإسلامية" بزعامة نوري المالكي، قاموا بتسريب هذه الوثيقة إلى إيران. وشددت المصادر على أن العبادي حاول تدارك الأمر، بإجراء لقاء مع نائب قائد ميليشيا "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس، المعروف بارتباطه المباشر بإيران، قبل أن يقدم المهندس قائمة مطالب تتضمن تولي الميلشيات مسؤولية حفظ الأمن في مدن محافظات جنوب ووسط العراق.

وأضافت المصادر أن الغرض من هذا الإجراء يهدف إلى تحقيق تغيير ديموغرافي في المناطق السنّية، مؤكدة أن الميليشيات متورطة بشكل مفضوح في حرق مقار حكومية بمحافظتي البصرة والمثنى، وبعلم الحكومتين المحليتين، وطالت النيران وثائق تتعلق بإبرام عقود وتنفيذ مشاريع، فيما أعطى أعضاء في الحكومة المحلية في البصرة الضوء الأخضر لزعيم ميليشيا ينتمي إلى فيلق القدس الإيراني يعرف باسم "سيد يوسف" للسيطرة على أحد الحقول النفطية.