الأحد 22 يوليو 2018 / 11:06

صحف عربية: مطالبات باعتقال تميم في لندن

24 - إعداد: حسين حرزالله

تسود حالة من الاحتقان في بريطانيا رفضاً لزيارة سرية مزمعة لأمير قطر وسط مطالبة باعتقاله، بينما تجددت الخلافات بين حركتي فتح حماس حول ورقة اقتراحات مصرية جديدة للمصالحة، ما ينذر باستمرار الانقسام.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، قدمت تركيا "ورقة بيضاء" إلى روسيا بشأن الحل النهائي في إدلب وتجنب تكرار ما حدث في حلب وغوطة دمشق، فيما تفاقمت الأزمات الداخلية في إيران ما يزيد الضغوط على نظام الملالي الذي يقف عاجزاً في انتظار عقوبات أمريكية جديدة.

اعتقال تميم في لندن
وذكرت صحيفة "اليوم" السعودية، أن الأوساط السياسية في بريطانيا تشهد حالة واسعة من الاحتقان رفضاً لزيارة سرية مزمعة لأمير قطر تميم بن حمد، يوم غد الإثنين، فيما دعا نواب بريطانيون لمقاطعة البرلمان أثناء استقباله، كما دعا المعارض القطري خالد الهيل، إلى وقفة احتجاجية أمام البرلمان البريطاني.

وانتشرت لافتات في مداخل ومخارج الشوارع الكبرى بالعاصمة البريطانية لندن، بجانب منشورات وزعها بريطانيون تطالب باعتقال ومحاكمة تميم أو طرده من الأراضي البريطانية، بينما رفضت عدة جهات حقوقية ومنظمات حقوقية ومدنية في لندن زيارة أمير "تنظيم الحمدين" الداعم الأكبر للإرهاب في المنطقة والعالم.

وقالت الصحيفة إن أكثر من 80 نائباً بريطانياً يستعدون لمقاطعة البرلمان أثناء زيارة تميم وإلقاء خطاب فيه.

تعثر المصالحة الفلسطينية
كشف مسؤول ملف المصالحة في فتح عزام الأحمد، لصحيفة "الحياة" اللندنية، أن حركته مصممة على تمكين الحكومة من تسلُّم صلاحياتها كاملة في قطاع غزة تمهيداً لإنهاء الانقسام، معتبراً أن تصريحات بعض قادة حماس في شأن "مسودة الاقتراحات المصرية"، كانت "مضللة، وهدفت إلى بلبلة الرأي العام".

وأوضح الأحمد أن "عضو المكتب السياسي في حماس موسى أبو مرزوق صرّح بأن الورقة المصرية تنص على تسليم الجباية الداخلية في قطاع غزة إلى الحكومة، واقتطاع جزء منها لدفع رواتب موظفي الأمن، والحقيقة غير ذلك، إذ تنص على تسليم الجباية للحكومة من دون أي إضافات"، مضيفاً "هناك تصريح بأن حكومة وحدة وطنية ستُشكل في غضون خمسة أسابيع، والحقيقة أنه لا يوجد سقف زمني، وهي تنص على تمكين الحكومة أولاً، ثم بحث تشكيل حكومة وحدة، من دون ذكر أي مدد زمنية".

وذكرت الصحيفة أن حماس ترفض بحث تمكين الحكومة في غزة، مطالبة بتشكيل حكومة وحدة، ورفع ما تسميه العقوبات عن غزة، وعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي تشارك فيه حركتا حماس والجهاد الإسلامي. أما فتح، فتصر على تمكين الحكومة أولاً من خلال تسليمها الدوائر الحكومية والوزارات، بما فيها أجهزة الأمن، وتطبيق الاتفاقات الموقعة.

وعلقت مصادر ديبلوماسية للصحيفة، أن "الجهود المصرية تصطدم بمناورات لا تنتهي من الفصائل الفلسطينية التي يسعى كل منها إلى تحقيق مصالحه".

"ورقة بيضاء" حول إدلب
أعلنت تركيا أن الحدود مع سوريا "مناطق أمنية" لمدة 15 يوماً، وقررت زيادة الدوريات الأمنية والعسكرية بطول الحدود حتى 3 أغسطس (آب) القادم، وقال بيان لولاية غازي عنتاب الحدودية جنوبي تركيا، إن الإجراء الجديد يهدف إلى قيام الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية للقوات الموجودة في سوريا ورفع مستوى حماية الحدود.

وتزامن الإعلان التركي الصادر الليلة قبل الماضية، مع تصاعد القلق إزاء احتمالات تعرض منطقة خفض التصعيد في إدلب لهجمات من النظام السوري وحلفائه على غرار مناطق أخرى في الغوطة وحمص والجنوب الغربي، وهو ما أكدت أنقرة أنها لا ترغب في حدوثه وحذرت من تأثير ذلك على مباحثات آستانة حال وقوع مثل هذه الانتهاكات.

وكشفت تقارير بحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، عن تقديم تركيا "ورقة بيضاء" إلى روسيا بشأن الحل النهائي في منطقة خفض التصعيد الرابعة التي تضم قرى تمتد من اللاذقية وحماة وحلب ومعظم ريف إدلب ومدينة إدلب، وأضافت الصحيفة أن تركيا قدمت لروسيا ورقة من عدة بنود أطلقت عليها اسم "الورقة البيضاء للحل في إدلب"، تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة.

أزمات إيران الداخلية
أوردت صحيفة "العرب"، أن إيران تعيش على وقع أزمات داخلية متعددة تزيد من الضغوط على السلطات التي تعجز عن تقديم الحلول وتكتفي بتفسير كل ذلك بنظرية المؤامرة، مشيرة إلى أن تصاعد الأزمات يأتي قبل أشهر قليلة من سريان العقوبات الأمريكية.

وقادت الاحتجاجات أخيراً، مجموعات انفصالية تنشط في الشرق والغرب، إلى توجيه ضربات ضد القوات الإيرانية، كان آخرها هجوم أودى بحياة 11 عنصراً من الحرس الثوري على الحدود مع العراق. فيما قال متابعون للشأن الإيراني إن تنوع الهجمات على الحدود يكشف عن تراجع القبضة الحديدية التي كان المحافظون المتشددون يمسكون بها الوضع في البلاد، وإن الشارع الإيراني لم يعد يخاف من هذه القبضة، لافتين إلى أن المجموعات الانفصالية المسلحة تستثمر هذا التراجع للمطالبة بحقوقها.

وأضاف محللون للصحيفة، أن السلطات الإيرانية ستجد نفسها مجبرة على مراجعة سياستها الخارجية لتستطيع أن تواجه مشكلات الداخل، مشيرين إلى أن الإنفاق الكبير على تدخلاتها في ملفات إقليمية مثل سوريا ولبنان واليمن حال دون رصد استثمارات لتطوير مناطق الأقليات المهمّشة وساعد على تغذية نزعات الانفصال وحمل السلاح لتحقيق ذلك، لافتين إلى أن بدء العقوبات الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) سيقلص هامش التحرك لدى نظام الملالي ليس فقط في تمويل ميليشيات خارجية مثل حزب الله اللبناني أو الحوثيين، ولكن لإقامة مشاريع ولو محدودة لامتصاص غضب الشارع الإيراني، بسبب أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية متراكمة منذ ثورة 1979.