عناصر من الخوذ البيضاء في إحدى العمليات الإنسانية بسوريا (أرشيف)
عناصر من الخوذ البيضاء في إحدى العمليات الإنسانية بسوريا (أرشيف)
الأحد 22 يوليو 2018 / 22:53

الأردن: دخول 422 من "الخوذ البيضاء" إلى المملكة عن طريق اسرائيل

أعلن الأردن مساء اليوم الأحد أن 422 عنصراً فقط "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، دخلوا المملكة عن طريق اسرائيل وليس 800 كما أعلن سابقاً، تمهيداً لإعادة توطينهم في بريطانيا، وألمانيا، وكندا.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية محمد الكايد في بيان إن "الرقم الذي طلبت هذه الدول مرورهم عبر الأردن على أساس تعهدها بإعادة توطينهم كان في البدء حوالي 827 شخصاً لكنه استقر في النهاية على 422".

وأضاف أن "هؤلاء السوريين الـ422 دخلوا المملكة صباح الأحد لفترة انتقالية مدتها القصوى ثلاثة أشهر"، مشيراً إلى أنهم "الآن في منطقة مغلقة حتى إعادة توطينهم".

وكان الكايد أكد في وقت سابق أن  الأردن أذن "للأمم المتحدة بتنظيم مرور حوالى 800 سوري عبر الأردن لتوطينهم في دول غربية، هي بريطانيا، وألمانيا، وكندا".

وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي إجلاء 800 سوري من "الخوذ البيضاء" وعائلاتهم إلى إسرائيل، ونُقلوا بعدها إلى الأردن.

وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جوناثان كونريكوس قال رداً على سؤال لوكالة فرانس برس: "ما يمكنني أن أؤكده هو أننا سهلنا إنقاذ 800 سوري ينتمون إلى منظمة مدنية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية إن الدول الغربية الثلاث "تعهدت خطياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب الخطر على حياتهم"، مؤكداً "الموافقة على الطلب لأسباب إنسانية بحتة".

وأكد أن "تنظيم مرور السوريين يتم بإدارة الأمم المتحدة، ولا تترتب عليه أي التزامات على الأردن".

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن دعمها لبقاء 422 سوريا من أعضاء "الخوذ البيضاء" بصورة مؤقتة في الأردن قبل نقلهم إلى كندا، وألمانيا، وبريطانيا.

إشادة بالعملية
من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالإجلاء قائلاً: "قبل بضعة أيام اتصل بي الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الكندي ترودو، وآخرون لطلب المساعدة في إخراج مئات من الخوذ البيضاء من سوريا".

وأضاف: "هؤلاء أنقذوا أرواحاً وحياتهم أصبحت الآن في خطر، لذا وافقت على نقلهم عبر إسرائيل إلى دولة ثالثة".

تفاصيل الإجلاء
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تفاصيل الإجلاء، مشيرةً إلى أن "الولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا ناشدت قبل أسابيع قليلة المسؤولين في إسرائيل المساعدة في إجلاء حوالى 800 من الناشطين والمدنيين من عناصر الخوذ البيضاء من سوريا".

وقالت إن المسؤولين السياسيين أصدروا في ضوء ذلك: "تعليماتهم للجيش بالتحضير للعملية، وزود الجيش بقائمة بأسماء جميع الأشخاص الذين سيُجلون".

وذكرت الصحيفة أن العملية تمت "بسرية تامة"، بعد اختيار "نقطتين حدوديتين" للمعنيين الذين وصلوها "سيراً وبوسائل أخرى".

وتابعت الصحيفة "عند الساعة 11 مساء ليلة السبت، بدأ الجيش بفتح المعابر الحدودية"، فعبر عناصر الخوذ البيضاء الحدود إلى إسرائيل و"وضعوا في حافلات، وزودهم الجيش الإسرائيلي بالطعام داخلها أثناء توجههم إلى نقطة العبور إلى الأردن" دون توقف.

وكان الأردنيون في الانتظار في الجانب الآخر من الحدود.

وقالت "هآرتس" إن غالبية الذين أُجلوا هم من الأطفال، وبعضهم أقارب لعناصر الدفاع المدني أو يتامى مصابون بالحرب.

ويبلغ عدد عناصر "الخوذ البيضاء" في سوريا نحو 3700 متطوع، وتعرف عليهم العالم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الانقاض عن  عالقين تحت ركام الابنية، أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدماء إلى المشافي.

وتشدد المنظمة على أن أفرادها "مستقلون" وتلقت مساعدات وتدريباً من دول غربية، لكن النظام يتهمها بأنها مع الإرهابيين في سوريا و"أداة" في أيدي الحكومات التي تدعمها.

وظهرت مجموعة "الخوذ البيضاء" في 2013، عندما كان الصراع السوري يقترب من عامه الثالث. ومنذ تأسيسها، قتل أكثر من 200 متطوع في صفوفها، وأصيب 500 آخرون.

في لندن، أصدر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت بياناً قال فيه: "بعد جهد دبلوماسي مشترك بين المملكة المتحدة وشركاء دوليين، تمكنت مجموعة من المتطوعين من الخوذ البيضاء من مغادرة جنوب سوريا مع عائلاتهم بحثاً عن الأمان".

وأوضح أنهم يتلقون حالياً "المساعدة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، في انتظار إعادة توطينهم".

في برلين، أكد مصدر دبلوماسي ألماني مشاركة بلاده مع "شركاء دوليين في استقبال الخوذ البيضاء". 

وقال وزير الداخلية الالماني هورست زيهوفر لصحيفة "بيلد" اليومية، إن ألمانيا ستستقبل 8 من الخوذ البيضاء مع عائلاتهم، دون أن يحدد عددهم.

لكن الصحيفة أشارت في وقت سابق الى أن مجموع الذين سيوطنون في ألمانيا قد يبلغ نحو 50 شخصاً.

في أوتاوا، قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إن "كندا وبالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة، وألمانيا، تقود جهودًا دولية لضمان سلامة الخوذ البيضاء، وأسرهم".

واوضحت أن "كندا شريك رئيسي للخوذ البيضاء وتفخر بتقديمها التمويل اللازم لدعم التدريب في حالات الطوارئ".

ومن الصعوبة بمكان معرفة عدد عناصر "الخوذ البيضاء"الذين ما زالوا في جنوب سوريا.

وقال أحدهم في مدينة درعا، إنه مصمم على البقاء.

وصرح لفرانس برس طالباً حجب هويته: "لن أترك بلادي .هذا البلد بلدنا ولنا الحق في العيش هنا في أمان".

وشنت قوات النظام السوري المدعومة من روسيا في 19 يونيو (حزيران) حملة لاستعادة المناطق الجنوبية المجاورة للأردن، ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وتمكنت بعد أسابيع من القصف، والعمليات العسكرية من استعادة الجزء الأكبر منها، بعد اتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة بوساطة روسية.

وتنص الاتفاقات على تسليم المعارضين أسلحتهم الثقيلة، ونقل من يرفض منهم دخول قوات النظام إلى مناطقهم، إلى شمال البلاد.