مقانلون يحملون أعلام سوريا وإيران في سوريا.(أرشيف)
مقانلون يحملون أعلام سوريا وإيران في سوريا.(أرشيف)
الإثنين 23 يوليو 2018 / 11:44

لمَ تخشى إسرائيل الوجود الإيراني في سوريا؟

بعنوان" لماذا تخشى إسرائيل من الوجود الإيراني في سوريا" كتب ديفيد كينر في مجلة ذا أتلانتيك الأمريكية، بأن إسرائيل لم تكن قط أقوى مما هي عليه اليوم. فهي تتفاخر بعلاقتها الوثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبحيازتها لترسانة عسكرية ونووية قوية، ولقوة جوية قادرة على مهاجمة أعدائها على مسافة مئات الكيلومترات.

القدرات الأحدث التي تستعرضها إيران لن تكون ذات فاعلية عسكرية حتمية، لكنها قد تعطل خطط إسرائيلية

ورغم ذلك، يقول كينر، تعتبر إسرائيل دولة صغيرة ذات بنية تحتية محدودة، ولديها مطار دولي وحيد، وبضعة محطات كبرى لتوليد الطاقة، وشبكة كهربائية حذر خبراء إسرائيليون من خطر تعرضها لهجمات.

وحسب كاتب المقال، تحوز اليوم إيران وحليفها حزب الله صواريخ متطورة صممت من أجل استغلال ثغرة الضعف تلك عند إسرائيل. ويتحسب مسؤولون أمنيون لدى إسرائيل من سيناريو كارثي قد يتحقق لو تطورت تلك الأسلحة بما يكفي لضرب البنية التحتية المدنية والعسكرية ولشل الحياة اليومية في إسرائيل. وقد أدى خطر تلك الأسلحة لجر إسرائيل بشكل أعمق نحو الصراع السوري، وهو يمهد لتغيير جذري في الحرب المقبلة مع حزب الله، والتي قد تتم في موعد أقرب مما كان متوقعاً.

تصعيد أوسع
وكما يلفت كاتب المقال، منذ بداية الحرب السورية، ضربت قاذفات إسرائيلية قوافل أسلحة خاصة بحزب الله أكثر من مائة مرة. ويشن اليوم الجيش السوري هجوماً يشمل جنوب غرب البلاد، بما يهدد بإشعال فتيل تصعيد أكبر. فقد اقتربت قوات النظام السوري من إسرائيل التي سارعت إلى إرسال تعزيزات نحو جانبها من الحدود خشية اندلاع عمليات عنف هناك. وقبل أيام، أسقطت إسرائيل طائرتين عسكريتين سوريتين غير مأهولتين بعدما تسللت نحو أراضيها. وفيما لم تظهر مشاركة مقاتلين إيرانيين في الهجوم، يخشى مسؤولون في القدس من احتمال أن يتحركوا بهدوء حال استعادة الحكومة السورية السيطرة على المنطقة.

حل ديبلوماسي
ويشاع بأن الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل تتفاوض على حل ديبلوماسي للصراع السوري من شأنه إنشاء منطقة عازلة خالية من قوات مدعومة إيرانياً بالقرب من الحدود الإسرائيلية. ولكن يبقى خطر صواريخ حزب الله البعيدة المدى قائماً.

في هذا السياق، قال مايكل أورين، سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة، ونائب وزير حالياً: "لا يتركز خوفنا الأكبر عند وجود إيران قرب الحدود، بل من وجود إيران في سوريا. ولن يفيد إبعاد قوات إيرانية عن الحدود طالما أن لديها صواريخ يصل مداها لـ 200 كيلومتر".

ترسانة متطورة
وحسب كاتب المقال، منذ حرب حزب الله الأخيرة مع إسرائيل في عام 2006، وسع الحزب مخزونه الصاروخي. وبدعم إيراني، أصبحت ترسانته أكثر تطوراً.

وقال أوفر زالزبيرغ، محلل بارز في القضايا الإسرائيلية لدى مجموعة كرايسيس إنترناشونال: "في حال نشوب حرب، سوف يتلقى سكان إسرائيل ضربات لم يشهدوها منذ عشرات السنين".

ولكن لمايكل إيلمان، مسؤول رفيع لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، رأي آخر. وهو يقول: "تستطيع تلك الصواريخ إيقاف الحركة في مدينتي تل أبيب والقدس، وإغلاق مطار بن غوريون، ولكنها لن تكون دقيقة بما يكفي لتدمير أهداف عسكرية محددة". ويضيف: "لا أعتقد أن القدرات الأحدث التي تستعرضها إيران ستكون ذات فاعلية عسكرية حتمية، لكنها قد تعطل خطط إسرائيلية".

منظور عسكري
ويرى كاتب المقال أنه، من المنظور العسكري، قد تهدد الضربات العسكرية ضد حزب الله في سوريا بإشعال حرب جديدة. وقد نقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله في لقاء مع مجموعة كرايزيس إنترناشونال: "سوف نهاجم مواقع لحزب الله في لبنان، وإن كان ضمن مناطق مدنية. وسوف نستخدم القوة المفرطة ضد قرى أو مناطق يعمل من خلالها حزب الله. وسوف نسحق هذه الميلشيا وندمرها نهائياً".