محام يتخدث إلى الصحافيين أمام أحد السجون التركية.(أرشيف)
محام يتخدث إلى الصحافيين أمام أحد السجون التركية.(أرشيف)
الإثنين 23 يوليو 2018 / 15:30

أردوغان وديبلوماسية الرهائن.. اقتصاد يترنح وصبر أمريكي ينفد

يوم الأربعاء الماضي، رفضت إحدى المحاكم التركية إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون. في هذا الإطار، ذكّر النائب التركي السابق والباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" الدكتور أيكان إردمير بأنّ برانسون محتجز منذ 21 شهراً بناء على تهم ملفّقة مرتبطة بالإرهاب والتجسس.

قرار المحكمة بتأجيل محاكمة برانسون حتى أكتوبر (تشرين الأول) أطلق رد فعل قوياً على امتداد الطيف السياسي الأمريكي

والقسيس الأمريكي هو واحد من بين أكثر من 50 مواطناً غربياً اعتقلتهم السلطات التركية بسبب تهم مشكوك بصحتها كجزء من "ديبلوماسية الرهائن" التي يعتمدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي تهدف إلى انتزاع تنازلات من الغرب.

إنّ قرار المحكمة بتأجيل محاكمة برانسون حتى أكتوبر (تشرين الأول) أطلق رد فعل قوياً على امتداد الطيف السياسي الأمريكي. قبل الاستماع الثالث إلى برانسون في 18 يوليو، كان هنالك تفاؤل حول إمكانية إطلاق سراح القسيس أخيراً. لم يكن من المقرر إنهاء حالة الطوارئ القاسية في اليوم نفسه وحسب، بل أيضاً كان هنالك أمل بأنّه يمكن لأردوغان إبداء ليونة بعدما فاز بانتخابات 24 يونيو (حزيران) من دون الخوف من ردّ فعل داعميه الإسلاميين والقوميين المتطرفين.

خيبة أمل من المحكمة والإعلام
أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفاً إيجابياً تجاه أردوغان خلال لقائهما في قمة حلف شمال الأطلسي حين قال إنّ الرئيس التركي "يفعل الأمور بالطريقة الصحيحة". كما أنّ الرئيسين عززا التوقعات حول إطلاق سراح براسنون وذلك خلال اتصال هاتفي في 16 يوليو. جسّد محامي القسيس الأجواء الإيجابية السائدة مشيراً قبل الجلسة إلى أنّ المحكمة قد تطلق سراح برانسون. لكنّ المحاكمة خيّبت أمل المتفائلين عبر جلب مزيد من الشهود إلى المحكمة حيث لم يقدّموا سوى شائعات وادعاءات غير مؤكدة. في هذه الأثناء، واصل الإعلام الموالي للحكومة تشويه سمعة القسيس حارمين إياه من أي إمكانية للمحاكمة العادلة.

تركيا تستهزئ بالعدالة
بعد قرار المحكمة، ردّ المسؤولون الأمريكيون بقوة. استنكرت نائب رئيس اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية كريستينا أرياغا "استهزاء تركيا بالعدالة في تعاملها مع القسيس برانسون. ودعت أرياغا التي حضرت جلسة الاستماع إدارة ترامب والكونغرس إلى "مواصلة فرض الضغط، بما فيه استخدام عقوبات هادفة ضدّ المسؤولين المرتبطين بهذه القضية حتى يُطلق سراح القسيس برانسون". عند مغادرته المحكمة، صرّح القائم بالأعمال الأمريكية في تركيا فيليب كوزنيت بأنّ الحكومة الأمريكية "قلقة بشدة" حول وضع برانسون كما "وضع مواطنين أمريكيين آخرين وموظفين أتراك محليين من البعثة الديبلوماسية الأمريكية الذين تم احتجازهم بموجب أحكام حال الطوارئ".

لا مكان لخطف الرهائن داخل الناتو
انتقد أربعة أعضاء بارزين من لجنة هلسينكي الأمريكية قرار الحكومة التركية بسبب "نيتها في إبقاء هذا الرجل البريء في السجن بعد مرور أكثر من عامين على توقيفه من دون إدانة ومن دون أي دليل موثوق به ضدّه". وحذّروا من أن لا مكان داخل الناتو "لخطف الرهائن". في هذا الوقت، أصدر السيناتوران الجمهوريان توم تيليس وليندسي غراهام والسيناتوران الديموقراطيان جين شاهين وجايمس لانكفورد بياناً مشتركاً يشجعون الإدارة على "استخدام جميع الأدوات المتاحة لضمان إطلاق سراح هؤلاء الناس الأبرياء قبل أن يُجبر الكونغرس على الضغط (لتمرير) إجراءات تشريعية أكثر صرامة حتى ويصعب حلحلتها".
 
إنّ الرئيس ترامب الذي انتُقد بسبب دعمه لأردوغان خلال قمة حلف شمال الأطلسي غرد الأربعاء أنه "عار مطلق ألا تطلق تركيا قسيساً أمريكياً محترماً" مضيفاً أنّه "احتجز كرهينة لفترة طويلة". وحضّ الرئيس التركي على فعل "شيء لتحرير" برانسون.

وأضاف الكاتب أنّ رد الفعل القوي من كلا الحزبين على سجن برانسون هو مؤشر إلى أنّ صبر واشنطن بدأ ينفد.

وأشار تقرير لشبكة "بلومبيرغ" إلى أنّ قرار المحكمة التركية دفع أسواق البلاد للهبوط. فالليرة التركية فقدت قيمتها وارتفعت العوائد على السندات الحكومية وانخفضت الأسهم. من هنا أكّد إردمير أنّه يجب على أردوغان إعادة تقييم ما إذا كانت ديبلوماسية الرهائن تستحق ضرب لا العلاقات التركية الأمريكية وحسب لكن أيضاً الاقتصاد التركي المتدهور أساساً.