الأحد 29 يوليو 2018 / 13:24

بالفيديو| حامد رعاب: الإعلامي في الميدان كالجندي في جبهة القتال يكمل أحدهما الآخر

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

بملء إرادتهم، حملوا أسلحتهم التي لا تستطيع قوى العالم مجتمعةً على قهرها، هم إعلاميون إماراتيون بعمر الشباب، ما استطاعوا المكوث خلف جدران الاستديوهات ونداء الواجب الوطني يشدهم إلى جبهات اليمن، فلبوا النداء وهدفهم نقل الحقيقة كاملة، وتلمس أوجاع اليمنيين الذين أنهكتهم جرائم الحوثي، وجرّعتهم من القهر والجوع والحرمان شتى أصناف العذاب. إعلاميون إماراتيون .. جنود الكلمة في الميدان

في خضم أحداث اليمن ذهبت نخبة من الإعلاميين الإماراتيين إلى الجبهات، سلاحهم الكاميرا والمايكروفون، وصوتهم الذي يصدح لنشر رسائل الأمل والسلام، ورصد مآسي الشعب اليمني، ولا سيما النساء والأطفال الذين دفعوا ثمن الحرب من أجسادهم الغضة الصغيرة التي مزقتها الألغام، ومن أحلامهم التي اغتالتها يد الحوثي الآثمة بتجنيد الآلاف منهم، في انتهاكٍ صارخٍ للقوانين والأعراف الدولية، وفي جرائم يندى لها جبين الإنسانية.

بارقة أمل
وفي ظل ما حملته الحرب في اليمن من صورٍ مأساوية سوداء، إلا أنها حملت في الجانب الآخر بصيص أمل، وبرز فيها دور الإعلاميين الإماراتيين اللافت للأنظار، في تغطية بطولات أبناء القوات المسلحة الإماراتية المشاركين ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية لليمن، حيث أثبتوا كفاءة أضحى يُشار إليها بالبنان، وخبرةً وحرفية عاليتين، حتى نافسوا نظراءهم، ممن لهم باعٌ طويلٌ في هذا المجال، وأكدوا أن "لا مستحيل" في قاموس أبناء الإمارات.

رسالة الحق
في تقارير خاصة، التقى 24 عدداً من المراسلين الإماراتيين الحربيين، للوقوف على دورهم البارز في نقل أحداث اليمن كما هي على أرض الواقع، وتسليط الضوء على أبرز التحديات وأصعب المواقف الإنسانية التي ستظل عالقةً في ذاكرتهم ما حييوا، وكيف استطاعوا قهر جميع الظروف والخروج في تغطيات مباشرة تحت أزيز الرصاص، أمامهم عدسة الكاميرا، وخلفهم تدور رحى المعارك الشرسة، دون أن يهتز صوتهم لإيمانهم بتأدية رسالة الحق والواجب بمهنية مشرّفة، والبداية مع الإعلامي الإماراتي حامد رعاب مراسل قنوات أبوظبي للإعلام.

من غرفة الأخبار الاقتصادية في تلفزيون أبوظبي، انتقل حامد رعاب، مراسل قنوات أبوظبي للإعلام في اليمن، لتغطية أحداث المعارك الدائرة على جبهة اليمن، دون تردد، تلبية لنداء الوطن.

وأشار حامد رعاب في حديثه لـ24، إلى أن مهمة تغطية قناة أبوظبي لأحداث اليمن، لم تقتصر على العاملين في قسم الأخبار السياسية، أو المراسلين الذين غطوا سابقاً الصراعات والحروب في دول أخرى حول العالم، بل شارك به أيضاً جميع مذيعي قسم الاقتصاد، إذ إن لكل قاعدة استثناء، مؤكداً استعداد الجميع للذهاب إلى اليمن تأدية لرسالة الحق ونقل الأحداث الدائرة هناك دون تزييف أو مراوغة.

دور أبوظبي للإعلام
وقال إن تغطية القنوات الإخبارية تختلف تماماً عن تلك التي تقوم بها القنوات العادية، لافتاً إلى أن جميع موظفي أبوظبي للإعلام حين قرع جرس الواجب، تهافتوا لتلبية النداء دون تفكير، مؤكداً أن قنوات أبوظبي للإعلام كانت نجماً ساطعاً في تغطيات أحداث اليمن دون منازع، ليضاف ذلك إلى رصيدها الحافل بالإنجازات في جميع الأحداث ومختلف القطاعات، كما استطاع كل مراسل حربي لأبوظبي للإعلام، وضع بصمة متميزة في تغطية أحداث اليمن.

أمنية تحققت
وأضاف رعاب، أنه "لطالما تمنى أن يشارك ضمن القوات المسلحة الإماراتية، في رد العدوان، وتلبية نداء الوطن، والوقوف في وجه الإرهاب بشتى أشكاله وصوره، لكن عوامل عدة وقفت أمام تحقيقه مناه، إلى أن جاء الوقت المناسب ليخدم في المسار ذاته، جنباً إلى جنب مع الجنود الإماراتيين المشاركين ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، مؤكداً أن الإعلامي في الميدان هو كالجندي في جبهة القتال، كل منهما يكمل الآخر".

فخر واعتزاز
وأشار إلى أنه كان في طليعة المراسلين الحربيين الإماراتيين الذين غطوا المعارك التي تدور في اليمن، من مكان الحدث، وفي زمان وقوعه تحديداً، بينما كانت التغطيات الإعلامية سابقاً تركز على رصد الأوضاع الإنسانية والمعيشية لليمنيين في المناطق المحررة، وإنجازات قوات التحالف فيها وصولاً إلى التحرير، معبراً عن فخره واعتزازه بعمله كمراسل حربي إماراتي لنقل الحقيقة من جبهات القتال في اليمن.

وقال حامد رعاب: "في اللحظة الأولى لوصولنا لم يثننا شيء عن تأدية الرسالة التي أردنا تحقيقها، في نقل الحقيقة كما هي على أرض الواقع، وواكبنا التقدم العسكري في جبهات القتال، جنباً إلى جنب مع جنودنا الإماراتيين البواسل، ومع قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والمقاومة اليمنية المشتركة".

جنود الإمارات البواسل
وثمن دور الجنود الإماراتيين في اليمن، الذين يرابطون على الجبهات، بصبر وعزيمة لا تلين، ضاربين أروع الصور من الشجاعة والإقدام، قائلاً: "كل ما نقوم به كإعلاميين في ميدان القتال، لا يساوي واحد بالمائة مما يقوم به جنودنا المرابطين بشجاعة على جبهات القتال في اليمن، وإن الكاميرا والمايكروفون هما سلاح الإعلامي في الميدان، والمهنية والحرفية والموضوعية والشفافية هي أدواته".

البحث عن التميز
ونوه رعاب بأن التميز هو دوماً ما يبحث عنه في كل خطوة خطاها على مدار 11 عاماً من مسيرته المهنية في مجال الإعلام، مشيراً إلى أنه عمل كمراسل حربي لقنوات أبوظبي للإعلام لمدة ثلاثة أشهر كاملةً في اليمن، وهي الفترة الزمنية التي أضافت له رصيداً من الإنجازات طغى على ما قدمه خلال 11 عاماً من عمله في قطاع الإعلام.

سرعة الإنجاز
وأكد أن مشاهدة المعارك الدائرة على جبهات القتال، تختلف اختلافاً كلياً عن تتبع مجرياتها على أرض الواقع، موضحاً أنه قبل ذهابه إلى اليمن كمراسل حربي، توجه هناك لمدة يومين لتصوير حلقة في برنامج، وكان الوقت المتاح له ضيق جداً، لكنه استطاع إنجاز تقريرين ورسالتين إعلاميتين خلال ما يتراوح بين 3 إلى 4 ساعات.

المصادر الموثوقة
ولفت حامد رعاب إلى أنه كان مصراً على الذهاب إلى اليمن، ولم يجد صعوبة في التأقلم على الأوضاع التي تفرضها ظروف الحرب خلال تواجده على جبهات القتال، مؤكداً أهمية اعتماد الإعلامي في تغطية الأحداث المرتبط بالحروب على وجه التحديد على مصادر المعلومات الرسمية والحقيقية والموثوقة، إلى جانب وجوب التزامه بذلك في جميع الأعمال المكلف بها خلال عمله في قطاع الإعلام.

مشاهد مؤثرة
وأشار حامد رعاب إلى أنه "من المشاهد الإنسانية التي أثرت فيه خلال تغطيته الميدانية للحرب في اليمن، الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة والمتردية التي يرزح اليمنيون تحت وطأتها". مؤكداً أنه لم يصدق أنه في عام 2018 سيشاهد أناساً مازالوا يعيشون في أكواخ مصنوعة من القش، تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، محرومون من خدمات الكهرباء والمياه، ينتظرون الفرج من الله، يتضرعون للمولى عز وجل أن يجدوا فقط ما يسد رمق أطفالهم الصغار كل يوم، لا يملكون سوى الإعانات التي تقدمها لهم فرق عمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تشكل بالنسبة لهم عكازاً يتكئون عليه ليستمروا في الحياة.

الهلال الأحمر
ولفت إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي يقوم بدور جبار في اليمن الشقيق، لرفع المعاناة عن اليمنيين البسطاء الذين أنهكهم الفقر والحاجة والجوع والمرض، وجاءت الحرب لتضاعف همومهم وأحزانهم بما لا طاقة للجبال على حملها، مستدركاً: "بالرغم من الظروف السيئة جداً التي يعيش فيها اليمنيون، إلا أنه بفضل الدور العسكري والإنساني لقوات التحالف العربي، وجهود الهلال الأحمر الإماراتي لمد شريان الحياة للمناطق المحررة من إرهاب ميليشيات الحوثي، مازال اليمنيون رغم بؤسهم يتمسكون بالأمل، ومصرون على أن يبتسموا للحياة من خلف دموعهم التي تسيل قهراً وحرماناً بسبب اضطرارهم لدفع ثمن جرائم ميليشيات الحوثي التابعة لإيران.

أطفال عطشى
وذكر أيضاً أنه "من المشاهد الأخرى التي أثرت فيه، رؤية مجموعة من الأطفال يجتمعون حول خرطوم للمياه، بالكاد يقطر قطرة مياه، ليعبئوا منه حاجتهم هو وذويهم، وقد يقضون طيلة النهار ليحصلوا في النهاية على ما يكفي بالكاد لملئ كأس مياه، وهو ما يجعل الإنسان يقف طويلاً أمام مأساوية هذا المشهد، ليتفكر في نعم الله التي لا تعد ولا تحصى عليه".

كوادر إماراتية
كما أنه من المشاهد التي لا تنسى بالنسبة له، كان لطفلة يمنية أصابتها رصاصة مزقت أحشاءها، منوهً بأن الله كتب له النجاة على يد طبيب إماراتي، مثمناً دور الكوادر الإماراتية في حرب اليمن، من العسكريين إلى فرق عمل الهلال الأحمر الإماراتي، إلى الأطباء والممرضين والمتطوعين، موضحاً أن التقارير الإعلامية لا يمكن أن تغطي إلا جزءاً يسيراً من المجريات على أرض الواقع.

دعم معنوي
وثمن حامد رعاب، الدعم المعنوي الذي يتلقاه المراسلون الحربيون الإماراتيون خلال تأدية مهامهم على الجبهات، من جميع شرائح وأطياف المجتمع الإماراتي، وتواصلهم المستمر معهم وتشجيعهم بمختلف عبارات الثناء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتعبير عن الفخر بالدور الاستثنائي الذي يقومون به في اليمن، ما يحثهم على بذل المزيد من الجهد لإيصال صوت الحق، وتعرية جرائم الحوثي ضد المدنيين الأبرياء، وخاصةً انتهاكاتهم بحق النساء والأطفال.

وأشار إلى الدعم المعنوي الذي يتلقاه من والديه وزوجته، والذين قالوا أنه ليس بأفضل أو أغلى من شباب الإمارات المرابطين على جبهات القتال، كما أنهما يحثانه على العمل أكثر وأكثر بتفاني وإخلاص ليرى العالم برمته حقيقة ما يحدث في اليمن.

إضافة نوعية
واعتبر فترة تغطيته للحرب في اليمن، إضافة نوعية لمسيرته المهنية، كون طبيعة هذا العمل مغايرة للتغطيات الإعلامية المحلية والاعتيادية تماماً، مؤكداً أن خدمة الوطن يتسارع الجميع لتأديتها بكلا عز وفخار، إذ إن أي مجهود مدني يساند المجهود العسكري، للرد على قنوات الكذب والفتنة والادعاء والتحريض التي تحاول عكس الصورة المشرقة لقوات التحالف العربي، وأبطال الإمارات، والمقاومة اليمنية، إنسانياً وعسكرياً، وميدانيا، وخاصة طبياً من خلال المستشفى الميداني.

سأقاتل لأعود إلى اليمن
وأكد حامد رعاب أنه على أهبة الاستعداد للعودة إلى اليمن في أي وقت دعاه الواجب، لمواكبة مجريات الأحداث على أرض الواقع، قائلاً: "إذا استدعت الحاجة لأكون في اليمن من أجل تغطيات تطورات المعارك هناك، سأقاتل من أجل الذهاب مرةً أخرى إلى اليمن".