ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جينبينغ.(أرشيف)
ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جينبينغ.(أرشيف)
الثلاثاء 31 يوليو 2018 / 13:52

الصين حذرة من أردوغان.. زيارة شي للإمارات بالغة الدلالة

رأت الصحافية سعاد سباعي أنّ الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في بيجينغ الأسبوع الماضي لفت الانتباه إلى نسب التطرف العالية في آسيا الوسطى.

كشفت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أبو ظبي قبل أيام على وقوع الاعتداء ضد السفارة، هوية الجانب الذي قرر العملاق الصيني التحالف معه لمحاربة الإرهاب

وبوجود معلومات ضئيلة متوفرة حول الاعتداء الذي شنه شاب يدعى جيانغ، 26 عاماً، وينحدر من المنطقة الصينية من منغوليا، تتعدد فرضيات الهجوم. تكتب سباعي في صحيفة "المغربية" أنّ الشرطة الصينية استبعدت أن يكون الاعتداء حالة معزولة. قد يكون المعتدي رجلاً مجنوناً أو قد يكون هادفاً إلى تقديم حالة تعبيرية عن قضايا أخرى غير مرتبطة بالتطرف الجهادي.

لكن مع ذلك، إنّ طبيعة جهادية محتملة لهذا الاعتداء يجب ألا تفاجئ أحداً لأنّ خيط الجهاد الأحمر يصل إلى الصين أيضاً. إنّ نسبة التطرف في آسيا الوسطى مرتفعة جداً طالما أنّها متشابكة مع بؤر التوتر الضخمة في الشرق الأوسط وشمال القوقاز، لذلك ولّدت سهوب تلك المنطقة مجاهدين إرهابيين طوال عقود. وكان هؤلاء مستعدين لتضخيم صفوف القاعدة وداعش في مختلف مسارح الحروب كأفغانستان وسوريا والعراق وجنوب شرق آسيا، بما فيها الصين.

مستوى الإنذار مرتفع
سنة 2014 أدت سلسلة من الهجمات الإرهابية إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى ممّا أدى إلى رد قوي من حكومة بيجينغ التي أدخلت إجراءات صارمة لمكافحة التطرف في إقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد. منذ ذلك الوقت، لم تعد الصين تعاني من هجمات إرهابية لكنّ مستوى الإنذار بقي مرتفعاً بسبب عودة مقاتلي الأويغور الأجانب خصوصاً من سوريا. إنّ شر الأيديولوجيا الإسلاموية التي تجذرت في الإقليم بات صعباً على الاستئصال وربما أصابت عدواها مناطق أخرى داخل منغوليا حيث تبرز مطالب داعية بالانفصال أو بالاستقلال الذاتي.

مسار الخيط الجهادي
بانتظار بروز مزيد من الإيضاحات حول ما حصل في السادس والعشرين من الشهر الحالي، إنّ فرضية هجوم ذي طبيعة جهادية يسمح بتحديد مظاهر ومسار الخيط الجهادي الذي يحيط بالصين. من هذه الزاوية، تجسد السفارة الأمريكية في بيجينغ هدفاً عالي الرمزية. بغض النظر عن التناقضات بين البلدين، يمكن أن تتم مقاربة العلاقة الثنائية بينهما ككتلة رئيسية تقف بوجه تحقيق الخلافة الجهادية. يضاف إلى ذلك أنّ الصين منغمسة في المساحة الشاسعة الناطقة بالتركية بدءاً من منغوليا ومروراً بإقليم شينجيانغ وجمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية السابقة وصولاً إلى تركيا السلطان الجديد أردوغان.

ليس خيالاً.. الخيط بين أردوغان والإخوان
يربط هذا الخيط بين أولان باتار في منغوليا واسطنبول وقد وضع الرئيس التركي يده عليه لفترة طويلة من أجل استغلال الأصول الإثنية واللغوية المشتركة لنشر أجندته الإسلاموية. قد يبدو الأمر خيالاً لكنّ هدفه موجود بالفعل في رؤية العديد من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين حول العالم والذين ينظرون بأمل إلى استعادة اسطنبول دورها الذي أدته خلال السطنة العثمانية. ليس مصادفة أن تحتضن اسطنبول إضافة إلى مدن تركية أخرى، مئات الآلاف من الأشخاص القادمين من السهوب المذكورة: تلامذة وطلاباً وحتى إرهابيين مثل الأوزبيكي الذي ارتكب مجزرة خلال احتفالات رأس السنة 2017 في اسطنبول.

الصين حسمت حلفها لمحاربة الإرهاب
إنّ بيجينغ يقظة تجاه أهداف السلطان ولا تنظر إليها بطريقة إيجابية. قرار أنقرة بالاعتراف بحركة تركستان الإسلامية الشرقية النشطة في شينجيانغ كمنظمة إرهابية بسبب علاقتها بداعش، له صدقية ضئيلة في مواجهة حجم الدعم الذي قدمته تركيا إلى آلاف الأويغور الجهاديين في سوريا.

إذا تم وضع العلاقات الاقتصادية المتنامية جانباً، تبقى بيجينغ حذرة جداً تجاه أردوغان. وكشفت الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أبوظبي قبل أيام على وقوع الاعتداء ضد السفارة، هوية الجانب الذي قرر العملاق الصيني التحالف معه لمحاربة الإرهاب.