الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.(أرشيف)
الخميس 2 أغسطس 2018 / 10:35

تقرير:على العالم الحرّ الوقوف بوجه أردوغان

عمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حملته الانتخابية لإعادة تنصيبه رئيساً مطلق الصلاحيات، على شيطنة الأكراد الأتراك بهدف تأجيج مشاعر قومية وكسب مزيد من الأصوات.

أردوغان أنهى فترة حكم طوارئ فرضها قبل عامين عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضده، لكنه ما يزال يحكم قبضته على تركيا

 فخلال الاضطرابات، يميل الناس لتقديس القادة المتعالين والفخورين بأنفسهم، كحالة أردوغان الذي صوّر نفسه زعيماً سوف "يحيي الإمبراطورية العثمانية".

وفي هذا السياق لفت، في مجلة "نيوزويك"، كل من جوناثان واتشيل، صحفي سابق ومتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وألبرت واتشيل، أستاذ في كلية بيتزر إلى وصف كان يطلق سابقاً على الأكراد في تركيا باعتبارهم "أتراك الجبل"، بسبب سكنهم في مناطق جبلية في جنوب شرق تركيا.

ويشكل الأكراد أكثر من 20٪ من مواطني تركيا، ويطالب معظمهم بالاستقلال. ولكن في 1991، دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب PKK المحظور، لتحقيق السلام. وقد لبى معظم الأكراد نداءه، ولكن عدداً منهم لايزالون يحلمون بالتوحد مع جيوب كردية في سوريا والعراق وإيران، لأجل إعادة تأسيس كردستان القديمة.

وعود زائفة
ويشير كاتبا المقال لوعود، ثبت أنها زائفة، قدمها أردوغان، في 2013، للاعتراف بالهوية واللغة الكردية، وتوفير مساحة من الحريات للأكراد. وأعقب ذلك هدنة، ولكن في 2015، تجدد القتال بين الأكراد والحكومة التركية. وقال أردوغان إنه يحارب إرهاب PKK. وزعم PKK بأن أردوغان خرق الهدنة عبر بنائه سدوداً ومواقع أمنية في مناطق كردية. وفي جميع الأحوال، استمرت الحرب، وقصف أردوغان مناطق كردية، وقتل آلاف، وشرد 335 ألف كردي. ووصف تقرير للأمم المتحدة قرى كردية مدمرة بأنها أصبحت أشبه بصحراء قاحلة.

خطر وجودي
ويقول كاتبا المقال إن أردوغان أنهى فترة حكم طوارئ فرضها قبل عامين عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضده، لكنه ما يزال يحكم قبضته على تركيا. وهو يتهم قساً أمريكياً، آندرو جوانسون الذي يعيش في مدنية إزمير التركية منذ 20 عاماً، بالتبشير للمسيحية وبدعم الانقلاب وحزب PKK والأكراد، باعتبارهم يمثلون "خطراً وجودياً" على تركيا.

إرسال جهاديين
وفي سياق سعيه للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، سمح أردوغان لجهاديين ومقاتلين أجانب بعبور تركيا نحو سوريا، ما ساعد في تشكيل تنظيم داعش وانطلاق حملة وحشية ضد كل غير المتطرفين. وفي ظل صمت الجيش التركي، دمر داعش مدينة كوباني الكردية. لكن وحدات حماية الشعب الكردي (YPG) تمكنت لاحقاً بدعم قوة أمريكية جوية من تحرير كوباني.

تغيير ديموغرافي
ويشير الكاتبان إلى عملية تغيير ديموغرافي يجريها اليوم أردوغان في مدينة عفرين الكردية، حيث يقوم بإحلال لاجئين سوريين معارضين للأسد مكان سكانها الأكراد. كما هدد بمهاجمة أكراد في مدينة منبج السورية، متفاخراً بقدرته على مواجهة قوات أمريكية متواجدة هناك.
  
وبعدما وضع الأكراد في سوريا تحت قبضته العثمانية، يرغب أردوغان بالانضمام إلى إيران في قتل قوميين أكراد يقيمون في جبال قنديل المحاذية للحدود بين إيران وتركيا.

دعم أصوليين
ورغم تحالفه مع إيران الشيعية، ينظر أردوغان لنفسه باعتباره زعيم السنة في المنطقة. وهو يدعم تنظيم الإخوان المسلمين الأصولي وجناحه الفلسطيني المتمثل في حركة حماس، ما أغضب مصر والسلطة الفلسطينية في رام الله.

وبرأي الكاتبين، من واجب العالم الحر عدم استرضاء طغاة من أمثال أردوغان. وتستطيع أمريكا بوصفها أقوى دولة تقديم المساعدة في احتواء أردوغان عبر استهداف اقتصاد بلاده الذي يعاني حالة انكماش وركود، وخاصة بعد تدهور قيمة الليرة مقابل الدولار بأكثر من ثلث قيمتها.

ويختم الكاتبان مقالهما بدعوة العالم الحر للإسراع في الوقوف في وجه أردوغان كي يكون العالم أكثر أماناً واستقراراً.