لوحة عليها صورة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد على طريق في سوريا.(أرشيف)
لوحة عليها صورة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد على طريق في سوريا.(أرشيف)
الخميس 2 أغسطس 2018 / 13:57

الأسد قلق..أي هاجس يساوره كل ليلة؟

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي سام داغر في موقع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد رفعت الجمعة أعلاماً سورية وفلسطينية عند دوار في القنيطرة، البلدة المهدمة داخل المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين سوريا وإسرائيل.

طبق بشار الأسد الدروس الرئيسية المستخلصة من عهد والده حافظ الأسد: "يجب ألا يكون الناس قادرين على تخيل عالم من دونك. في اللحظة التي يفعلونها، تكون قد انتهيت"

وفي يوليو (تموز)، كان هدف العمليات العسكرية المدعومة من روسيا طرد الثوار الرئيسيين، فضلاً عن المقاتلين المرتبطين بداعش من محافظة درعا المجاورة للقنيطرة. ومع استعادة نظام الأسد كل الأراضي في جنوب سوريا، فإن المنطقتين اللتين لا تزالان خارج سيطرة النظام هما محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، التي تسيطر عليها جماعات من المتمردين الإسلاميين والقوات التركية، والشمال الشرقي الغني بالنفط، الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات الكردية وتحت حماية وحدة من القوات الأمريكية.

ملامح الحل السوري
ولفت داغر إلى أن ان ملامح الحل بدأت تظهر فعلاً في سوريا على رغم إسقاط إسرائيل لطائرة مقاتلة سورية الأسبوع الماضي وموقفها المتصلب في شأن التوسع الإيراني في سوريا منذ 2011. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أوائل يوليو (تموز) أن بلاده لا ترغب أكثر من العودة إلى الوضع الراهن المستقر نسبياً الذي ساد على الحدود الإسرائيلية-السورية من عام 1974 حتى 2011، ولم يستبعد "نوعاً من العلاقة" مع نظام الأسد. وعلى رغم التوتر الذي تصاعد مؤخراً مع سوريا وإيران، فإن إسرائيل وقفت إلى حد كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية على الحياد مع إستيلاء النظام وحلفائه على مدينة تلو الأخرى على طول الحدود الإسرائيلية والأردنية. وقد وصفت الدعاية الإعلامية للنظام، الحملة بأنها "تنظيف المنطقة من الإرهابيين المدعومين من الدولة الصهيونية".

الأسد يعني استقراراً لإسرائيل
ورأى داغر أنه من وجهة نظر بشار الأسد، كانت الحرب التي دامت أكثر من سبعة أعوام لإنقاذ حكم عائلته الذي استمر 50 عاماً، قد حققت نجاحاً هائلاً على رغم مقتل نصف مليون شخص وتشريد الملايين، فضلاً عن الدمار الذي أحدثته، وجرائم الحرب التي ارتكبها نظامه. وحاول الأسد استخدام الحرب في سوريا لتحويل نفسه إلى زعيم لا غنى عنه في المنطقة. وفي الواقع فإن رعاته الروس يعولون عليه لإعادة السوريين الذين فروا من الحرب، وفي القضاء على المتطرفين الإسلاميين، والدفاع عن إسرائيل كجزء من سعي موسكو لجني ثمار كبيرة من تدخلها العسكري نيابة عنه. ويمكن لإسرائيل أيضاً ان تقبل انتصاره لأنه يعني الاستقرار، وكرجل قوي راسخ لديه قدرة واضحة على ضبط التهديدات الإسلامية عبر الحدود.

الأسد قلق
وأضاف داغر أن روسيا تريد إقناع إسرائيل بأن استعادة السيطرة الكاملة لنظام الأسد على جنوب سوريا، توفر أفضل فرصة للعودة إلى الهدوء الذي ساد قبل 2011، مع إبقاء إيران ووكلائها بعيدين عن مرتفعات الجولان. وفي الوقت الذي يعمل فيه الروس على إعادة وضع النظام السوري كضامن لأمن إسرائيل، وتحتفل وسائل الإعلام السورية الرسمية بالأعمال النهائية لما سموه "مؤامرة عالمية" ضد سوريا، لا يزال بشار الأسد قلقاً: إذ إن بقاءه كان بفضل دعم روسيا وإيران، وهما دولتان لهما أجندات وحسابات تتجاوز الحدود السورية. ويقول المحلل في معهد فليتشر نديم شحاده: "إذا كان الروس يتفاوضون مباشرة مع الإسرائيليين، فلماذا يحتاجون إليه؟ أنا متأكد من أنه في كل ليلة يذهب الأسد إلى الفراش، يجري حسابات لمدى فائدته وتاريخه المثير للقلق، ويساوره هاجس متى سيصبح ذلك عبئاً".

دروس حافظ الأسد
وخلص الكاتب إلى أنه في نهاية المطاف، طبق بشار الأسد الدروس الرئيسية المستخلصة من عهد والده حافظ الأسد: "يجب ألا يكون الناس قادرين على تخيل عالم من دونك. في اللحظة التي يفعلونها، تكون قد انتهيت". لكن حتى حافظ الأسد لم يكن يستطيع أن يتخيل الثمن الذي سيتحمله من أجل إدراك هذا الدرس بشكل كامل.