المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي ومستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر.(أرشيف)
المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي ومستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر.(أرشيف)
الأحد 5 أغسطس 2018 / 09:45

أمريكا تسعى إلى تجريد ملايين الفلسطينيين من وضع لاجئين

جاء في تقرير حصري لمجلة "فورين بوليسي" أن إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحاول تجريد ملايين الفلسطينيين من وضع "لاجئ" بالمنطقة، وسحب قضيتهم من طاولة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، في الوقت الذي يحاول صهر الرئيس جاريد كوشنر إنهاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

هناك مشروع قانون يقضي بقصر المساعدة على اللاجئين الأصليين، على أن تذهب غالبية ما يتبقى من مساعدة للأمم المتحدة إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو أس أيد"

ونسبت المجلة إلى رسائل إلكترونية مسربة أن هناك مشروعي قانون أمام الكونغرس للتعامل مع قضية "أونروا" واللاجئين الفلسطينيين".

ووصف كوشنر "أونروا" في إحدى رسائله لعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين في 11 يناير(كانون الثاني) الماضي -بمن فيهم مبعوث ترامب لسلام الشرق الأوسط جيسون غرينبلات- بأنها فاسدة وغير كفوءة وتطيل الوضع الراهن ولا تساعد عملية السلام.

منتقدو أونروا
وقالت المجلة إن منتقدي "أونروا" ينظرون إليها باعتبارها جزءاً من بنية تحتية دولية حافظت بشكل مصطنع على قضية اللاجئين الفلسطينيين حية، وعلى آمال الفلسطينيين في المنافي بأنهم عائدون يوماً ما إلى منازلهم، وهو احتمال تستبعده إسرائيل تماماً.

ويشير المنتقدون لـ "أونروا" بشكل خاص إلى سياستها في منح "وضع لاجئ" ليس لمن هربوا من "فلسطين الانتداب" قبل 70 عاماً، بل لأبنائهم وأحفادهم أيضاً، ولذلك بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حالياً حوالي خمسة ملايين يعيش ثلثهم تقريباً بمخيمات في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.

تعمل ضد إسرائيل
ونسبت إلى المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية بواشنطن إيلاد استروهماير قوله إن حكومته ترغب في إنهاء "أونروا" نظراً إلى أنها منظمة تعمل سياسياً ضد إسرائيل وتبقي قضية اللاجئين الفلسطينيين على قيد الحياة، وأن الفلسطينيين هم الشعب الوحيد في العالم القادر على تمرير "وضع لاجئ" عبر الأجيال.

وعلقت المجلة الأمريكية بأن محاولة تقليص أو حل "أونروا" من قبل إدارة ترامب يشير إلى إعادة واشنطن تغيير شروط قضية اللاجئين لصالح إسرائيل، مثلما فعلت مع قضية رئيسية أخرى عندما اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ضغط على الأردن
ونسبت المجلة إلى مسؤولين فلسطينيين قولهم إن كوشنر ضغط على القيادة الأردنية -خلال زيارة له لعمان في يونيو (حزيران) الماضي- لتجريد أكثر من مليوني فلسطيني مسجلين بالأردن كلاجئين من "وضع لاجئين" حتى لا يكون هناك سبب لـ "أونروا" لتعمل بالمملكة.

التوطين والتمويل
وأكدت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن كوشنر قال إن إعادة توطين الفلسطينيين يجب أن تتم بالبلدان المضيفة لهم حالياً، وأن تتولى حكومات هذه البلدان المهام التي تمارسها "أونروا" وأن تقوم دول الخليج الغنية بتغطية تكاليف هذه العملية في الأردن.

وعارض هذه الخطة داخل الولايات المتحدة كل من وزارتي الخارجية والدفاع "البنتاغون" ومجتمع الاستخبارات خشية إشعال العنف بالمنطقة.

وفي الكونغرس، هناك مشروع قانون يقضي بقصر المساعدة على اللاجئين الأصليين، على أن تذهب غالبية ما يتبقى من مساعدة للأمم المتحدة إلى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو أس أيد". كما تقضي بأن يشهد وزير الخارجية عام 2020 بأن الأمم المتحدة قد أنهت اعترافها بأن أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين الأصليين لاجئون.