لاجئون سوريون.(أرشيف)
لاجئون سوريون.(أرشيف)
الأحد 5 أغسطس 2018 / 11:21

إدلب المنسية..هل تكون هدفاً لهجوم النظام؟

عبر عدد من سكان محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، والتي تسيطر عليها تنظيمات جهادية مسلحة مدعومة تركياً، عن خشيتهم من هجوم عسكري وشيك على منطقتهم بهدف اعادتها "إلى حضن الوطن"، كما تعهد الرئيس السوري بشار الأسد، في أكثر من مناسبة

يعيش اللاجئون إلى إدلب في حالة يرثى لها بسبب حاجتهم الماسة للطعام والدواء والرعاية الطبية والاجتماعية وللخدمات الأساسية، وحيث لم تستطع منظمات إغاثة إنسانية توفير سوى ثلث التمويل اللازم

والتقى مراسلو "إنترناشونال كرايزيس غروب"، مجموعة تعمل لمنع الصراعات، وتجري أبحاثاً ميدانية في 40 بلداً، ومعهم تيتوين، رسام غرافيك مستقل مقيم في فرنسا، مع بعض هؤلاء السكان الذين تحدثوا عن معاناتهم من تحكم تلك المجموعات الجهادية في حياتهم اليومية، وخوفهم الشديد من المعركة المقبلة.

مرحلة جديدة
وحسب مراسلي "كرايسيس غروب"، تدخل الحرب الأهلية السورية مرحلة جديدة، حيث يطبق النظام قبضته على مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة. وتبقى منطقة واحدة، إدلب، حيث يحتمل أن تجري آخر مواجهة بين القوات السورية وجماعات جهادية مسلحة.
ويعيش حالياً في محافظة إدلب قرابة 3 مليون نسمة، نصفهم من سكانها الأصليين، والنصف الآخر نازحون هربوا من ساحات حرب، ولجؤوا إلى إدلب القريبة من الحدود مع تركيا.

كارثة إنسانية
وحسب المراسلين سوف تسبب مواجهة عسكرية كارثة إنسانية. فقد يهرب آلاف نحو مناطق أبعد إلى الشمال قرب مناطق تسيطر عليها تركيا، أو يتوزعون على طوال الحدود التركية مع سوريا.

محافظة منسية
ويلفت المراسلون لعبارة كانت توصف بها محافظة إدلب، قبل 2011، بكونها "المحافظة المنسية"، والتي رغب شبابها بمغادرتها. واليوم، باتت أراضي إدلب ملجأ لسوريين من جميع الأعمار والمناطق، وتمثل الوجهة الرئيسية للنازحين وللمهجرين من مناطق أخرى. وقد ضاعف القادمون المنهكون من الحرب السورية عدد سكان المحافظة.

وحسب المراسلين، يتمنى اليوم سكان إدلب الأصليون ومعهم النازحون لو تنسيهم المجموعات الجهادية المتمردة التي تحكمهم حالياً، كما النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد. فقد تعهد الجيش السوري، وبعدما قضى على معظم جيوب المعارضة، أن يستعيد السيطرة على جميع الأراضي السورية.

حرب وتهجير
ويشير المراسلون لوحشية الحرب السورية التي أدت لمقتل مئات الآلاف، وخروج قرابة 12,2 مليون، أكثر من نصف سكان البلاد، من بيوتهم. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، نزح حوالي 6,6 ملايين سوري إلى مناطق أخرى داخل البلاد، ويعيش 5,6 ملايين خارج سوريا كلاجئين في تركيا والأردن ولبنان، وفي دول أوروبية عدة.

ومرة تلو أخرى، يعمد النظام لسياسة العقاب الجماعي، وحيث يحول أحياء بكاملها إلى ركام، لأن قوات معارضة ينشطون فيها، كي يجبرهم على الاستسلام.

ويقول معارضون سوريون إن النظام يدمر "الأخضر واليابس"، كي يستعيد سيطرته على مناطق خرجت عن إرادته.

الهروب أو القتال
ويقول حسن، موالٍ للحكومة السورية، وهو لاجئ حالياً إلى المغرب: "وجدنا أنفسنا أمام ثلاثة خيارات: فإما الانشقاق والقتال مع المتمردين، أو محاربة النظام، أو المغادرة".

ويلفت كتاب المقال لتمكن ميليشيات جهادية معارضة، في ربيع 2015، من التغلب على قوات النظام في إدلب، وجعلها أول محافظة تخرج عن سيطرة الحكومة، وتخضع كلياً لحكمهم.

وفي خريف 2016، بدأ النظام السوري استعادة بلدات وقعت تحت سيطرة معارضة مسلحة، في غوطة دمشق، ومؤخراً في محافظة درعا، جنوب سوريا.

اتفاقيات مصالحة
ويلفت مراسلو "كرايسيس غروب" لاضطرار عدد من ميليشيات سورية مسلحة لإخلاء مناطقهم، وتسليم أسلحتهم لقوات النظام وفق اتفاقيات مصالحة قضت بنقلهم مع أسرهم في ما عرف باسم "قوافل الباصات الخضراء" نحو محافظة إدلب.

وتبعاً له، تؤوي منطقة إدلب وفوداً متتابعة من أولئك المهجَّرين. واليوم تقيم أسر كاملة داخل مخيمات ومناطق إيواء في منطقة ريفية محاذية للحدود التركية. وليس غريباً الالتقاء بأشخاص هربوا أكثر من مرة من مناطق قتال، ولاذوا بأخرى أكثر أماناً. ولكن حالياً، يعيش هؤلاء في حالة يرثى لها بسبب حاجتهم الماسة للطعام والدواء والرعاية الطبية والاجتماعية وللخدمات الأساسية، وحيث لم تستطع منظمات إغاثة إنسانية توفير سوى ثلث التمويل اللازم لتقديم مساعداتها لهم، خلال 2018.