الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.(أرشيف)
الجمعة 10 أغسطس 2018 / 13:42

ترامب يسعى وراء صفقة جديدة.. ماذا تريد طهران؟

فيما تصدر عناوين صحف أمريكية وعالمية نبأ إعادة فرض عقوبات أمريكية على إيران وأثرها الاقتصادي، وجد قادة طهران فرصة لاستعراض موقف حذر، مع سعيهم لابتكار استراتيجية قابلة للتطبيق لإدارة مسار محفوف بالمخاطر.

مجموعة الخيارات غير المستساغة التي تعرضها واشنطن تترك طهران في موقف صعب يتطلب منها اتخاذ قرار حاسم لا يحرج ملاليها

ولم يكن قرار ترامب مفاجئاً لإيران أو للعالم، حسب سوزان مالوني، نائبة مدير تحرير مجلة "فورين بوليسي" زميلة بارزة لدى مركز سياسة الشرق الأوسط لأمن الطاقة ومبادرة المناخ. فهو حدد عند إعلانه في مايو(أيار) عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، موعدين نهائيين لفرض عقوبات على شركات تتعامل تجارياً مع طهران، مع بعض الاستثناءات. ولكن القضية الرئيسية الوحيدة التي تحيط بموعد إعادة فرض عقوبات ضد إيران، تتعلق بالأثر النفسي على الإيرانيين، وهو أمر ليس بصغير في وقت تهاوت فيه قيمة العملة الإيرانية، فضلاً عن وصول احتجاجات شعبية نحو عدد من المناطق في إيران.

إدارة أزمات
وبرأي مالوني، يبدو أن قدرات طهران في إدارة الأزمات لا تزال سليمة. فمن خلال اتخاذ بعض الخطوات المتأخرة، بما فيها تغيير مدير المصرف المركزي، وتعديل لوائح خاصة بأسواق الصرف الأجنبي، فضلاً عن خطاب تلفزيوني هادئ ألقاه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يبدو أن الجمهورية الإسلامية أحبطت حالة ذعر فوري. فقد استعاد الريال الإيراني شيئاً من قيمته، وأبدى قادة إيران ارتياحاً للموقف الرمزي القوي وللدعم الكلامي الصادر عن أوروبا حيال الإبقاء على الصفقة النووية. ولكن الموعد المحدد التالي الذي سوف يحل في مطلع نوفمبر(تشرين الثاني)، سيكون له أثر أكبر على عائدات النفط الحيوية بالنسبة لإيران.

ضغط أكبر

ونتيجة قرار الخروج من الاتفاق النووي وتكثيف الضغط الاقتصادي سيواجه كل من طهران وواشنطن مواقف صعبة لن يكون من السهل الخروج منها، خاصة في ظل انقسامات ضمن الهيئات السياسية في كلا البلدين. وعبر مطالبتها بوقف كلي ونهائي لجميع صادراتها النفطية وسواها من النشاطات التجارية، تسعى واشنطن لفرض أقصى الضغوط الاقتصادية على إيران. ولكن إلى أين سيقود هذا المسار؟

صفقة أفضل
برأي كاتبة المقال، يسعى ترامب لحض إيران على التفاوض على صفقة أفضل، أو على الأقل، عقد لقاء أمام كاميرات التلفزة يعطي الانطباع بحدوث بعض الانفراج، كما جرى مع كوريا الشمالية، وهو ما يلوح في الأفق. فمنذ أطلق حملته الانتخابية، ركز على قدراته الفريدة في إعادة التفاوض على "صفقة جديدة ودائمة"، مع إطلاق كم من التهديدات والنداءات، وخاصة تلك التي وجهها نحو طهران في الأسابيع الأخيرة، من أجل التفاوض "في أي وقت يريدونه" و "بدون شروط".

مقر وحيد
وفي ذلك السياق، يبدو أن المقر الوحيد الذي قد يلتقي فيه الرئيسان الأمريكي والإيراني سيكون بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وهو موعد يقترب بسرعة. وقد سعى ترامب، في العام الماضي، للقاء روحاني، وتشير توقعات لاحتمال إجراء محاولة ثانية في سبتمبر(أيلول).

فهم معقد

ومن جانب آخر، ترى مالوني أن لدى فريق ترامب للسياسة الخارجية فهماً معقداً حيال مزيج من الكراهية والتحدي يسيطر على سياسات طهران، وهو ما منع إقامة علاقات ديبلوماسية مع أمريكا.

وأما مجموعة الخيارات غير المستساغة التي تعرضها واشنطن، فهي تترك طهران في موقف صعب يتطلب منها اتخاذ قرار حاسم لا يحرج ملاليها، وخاصة بعدما أعلن روحاني عن استعداد حكومته لإجراء حوار يمهد لمفاوضات أسورع مع واشنطن. لكن روحاني تقدم، عبر وسطاء "بمطالب جديدة كتقديم الولايات المتحدة تعويضات إلى الشعب الإيراني عن تدخلها في شؤونه بدءاً من 1953 ولحين تاريخه".