جنود امريكيون امام السفارة الأمريكية في نيروبي.(أرشيف)
جنود امريكيون امام السفارة الأمريكية في نيروبي.(أرشيف)
الجمعة 10 أغسطس 2018 / 11:24

بشهادة عناصره ..هذه صلات القاعدة بإيران

قبل عشرين عاماَ، نفذ تنظيم القاعدة أشد هجماته الإرهابية فتكاً قبل هجمات 11 سبتمبر(أيلول) الدموية. ففي صبيحة 7 أغسطس(آب)، 1998، قاد عنصران من التنظيم الجهادي شاحنتين محملتين بمتفجرات نحو سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا، مما أدى إلى سقوط 224 قتيلاً، وجرح آلاف.

حزب الله نفذ تدريبات حول عمليات تفجير لصالح القاعدة والجهاد الإسلامي. كما قدمت إيران أسلحة للجهاد الإسلامي في مصر، واستعانت بحزب الله لتوفير متفجرات

ومن خلال تحقيقات في الهجومين، ثبت أن لإيران ضلعاً في تنفيذهما، حسب ثوماس جوسلين، محرر لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات. فقد أعطت درساً عملياً لعناصر من القاعدة حول كيفية تنفيذ تلك النوعية من الهجمات.

ويلفت كاتب المقال إلى ما كشفه محققون فيدراليون خلال عهد كلينتون، من أنه كان لإيران يد طولى في تنفيذ الهجومين. فقد تطورت العلاقة بين القاعدة وإيران بداية خلال إقامة أسامة بن لادن في السودان، مطلع التسعينات. وخلال تلك الفترة، كان بن لادن يعمل على بناء "جيش إسلامي" مكون من مجموعات جهادية سنية متواجدة في مناطق عدة حول العالم. وقد تمددت الخيمة الجهادية الكبيرة لمؤسس القاعدة نحو إيران وعميلها، حزب الله.

عدو مشترك
وفي مطلع نوفمبر(تشرين الثاني) 1998، دانت الحكومة الأمريكية عدداً من عناصر القاعدة لدورهم في تفجيرات السفارتين. وشملت عريضة الاتهام النص التالي: "شكل تنظيم القاعدة تحالفات مع الجبهة الإسلامية القومية في السودان ومع حكومة إيران وميليشيا حزب الله التابع لها بهدف العمل معاً ضد عدوهم المشترك في الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة".

تواطؤ
ويقول جوسلين إن الإدارة الأمريكية لم تتجاهل تلك الاتهامات، بل واصلت هيئات رسمية عملها لمتابعة التحقيقات. وخلال محاكمة بعض المسؤولين عن تفجير السفارتين، شرح عنصران من القاعدة ماهية التواطؤ بين القاعدة وإيران.

وكان أحد الشهود، جمال الفضل، قد انشق عن صفوف القاعدة، وقال أثناء جلسة محاكمة في نيويورك إن بعض رفاقه سافروا إلى لبنان، حيث تلقوا تدريبات، حول كيفية تنفيذ تفجيرات، على أيدي حزب الله. وعاد عناصر القاعدة مع تسجيلات فيديو صورت أثناء التدريبات. وقال الفضل: "رأيت أحد تلك الأشرطة التي توضح كيفية صنع متفجرات لتدمير أبنية كبيرة".

تنسيق واجتماعات
ويشير كاتب المقال إلى شهادة إرهابي آخر، علي محمد، وافق على الكلام بناء على وعد بتخفيف عقوبته، معترفاً بأنه نفذ عدداً من المهام لصالح أسامة بن لادن. ولكن أهم ما ورد في شهادته كان بشأن علاقات القاعدة بإيران وحزب الله.

فقد ورد في شهادته أمام المحكمة: "كنت على يقين بالصلات الوثيقة بين القاعدة ومنظمة الجهاد الإسلامي في مصر من جهة، وبين إيران وحزب الله والقاعدة من جهة أخرى. وقد رتبت للقاء تم في السودان، وجمع بين عماد مغنية، قائد عمليات حزب الله، وأسامة بن لادن".

وقال ذلك الشاهد إن حزب الله نفذ تدريبات حول عمليات تفجير لصالح القاعدة والجهاد الإسلامي. كما قدمت إيران أسلحة للجهاد الإسلامي في مصر، واستعانت بحزب الله لتوفير متفجرات صممت كي تبدو شبيهة بأحجار صغيرة.

سلسلة من الهجمات
ويصف كاتب المقال عماد مغنية بأنه كان قائد العمليات الإرهابية في حزب الله. وقد قتل في النهاية في تفجير بسيارته في دمشق في 2008. ويشاع أن قتل مغنية تم بتنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة. فقد كان مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية.

ويشير كاتب المقال لتقييم صدر عن لجنة تحقيق أمريكية حول هجمات 9/11، يوضح كيف زودت إيران وحزب الله تنظيم القاعدة "بخبرة تقنية" كانت مفيدة في تنفيذ تفجيري سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا.

ويشير تقييم اللجنة إلى نقاط وردت في شهادتي الفضل ومحمد، ولكنه ضم أيضاً معلومات استخباراتية إضافية حول إقامة عدد من كبار عناصر القاعدة في الأراضي الإيرانية طوال سنوات، رغم الاختلافات الإيديولوجية المزعومة بين القاعدة وإيران.