الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.(أرشيف)
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.(أرشيف)
الأحد 12 أغسطس 2018 / 13:31

تقرير: أحمدي نجاد يعود إلى الساحة

يرى روح الله فقيهي، صحفي عمل لصالح عدة منافذ إعلامية إيرانية، أن إيران أصبحت في حالة فوضى منذ إعادة انتخاب الرئيس حسن روحاني في 2017. فقد خرجت، خلال العام الماضي، سلسلتا احتجاجات عارمة، عبر أصحابها عن نقمتهم حيال الوضع الاقتصادي – وهو غضب ارتبط في عقول الإيرانيين بالوضع المضطرب للاتفاق النووي لعام 2015، فضلاً عن عودة عقوبات إثر فشل ديبلوماسية روحاني مع الولايات المتحدة.

عبر تقديمه لنفسه بصفة زعيم المعارضة الجديدة في إيران، يعمل أحمدي نجاد على النأي بنفسه عن المؤسسة الحاكمة برمتها

وحسب ما ذكره فقيهي، في موقع "فورين بوليسي"، لم يكن للاحتجاجات أثر كبير في إيران – باستثناء وحيد. فقد أنتجت تلك المظاهرات إحياء سياسياً لرئيس إيران السابق، محمود أحمدي نجاد، ولأسلوبه السياسي المعروف بشعبويته الداخلية، ومعاداته للمجتمع الدولي.

ويلفت كاتب المقال للوضع الذي آل إليه أحمدي نجاد عند خروجه من السلطة في 2013، بعدما حكم لفترتين رئاسيتين في إيران. فقد كان الرجل معزولاً ومكروهاً، حتى من قبل النخبة السياسية، بسبب تحديه العلني للسلطة الدينية، بما فيها المرشد الأعلى علي خامنئي، والذي قيل إنه انتقد نجاد في مجالسه الخاصة.

بداية تحسن
ويشير الكاتب لفوز روحاني برئاسة إيران، وهو يعتبر رجلاً معتدلاً، وأيضاً من ضمن النخبة السياسية، ومن ثم تحسن حالة الاقتصاد بعدما ساهمت حكومته في التفاوض مع الغرب، والتوقيع على الصفقة النووية في مقابل رفع عقوبات فرضتها إدارة أوباما على إيران.

لكن، في 2016، فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة. وتزامن تدشين عهد الرجل الذي يصفه الإيرانيون بأنه "أحمدي نجاد أمريكا"، مع أفول طالع روحاني. فقد أدى وفاء ترامب بتعهده أثناء حملته بتقويض أكبر إنجاز ديبلوماسي حققه الرئيس السابق باراك أوباما، الصفقة النووية. ومن ثم أعاد ترامب فرض عقوبات قادت لزعزعة الاقتصاد الإيراني، ولزرع الخوف في قلوب مستثمرين وشركات غربية كبرى.

استغلال فرصة
وفي 2017، استغل أحمدي نجاد فرصة وفرها ضعف روحاني عبر إعلانه عن الترشح لانتخابات الرئاسة في ذلك العام، متحدياً علانية المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي حذره من الترشح. وفاقم ذلك من خلاف أحمدي نجاد مع المتشددين والمحافظين، الذين هاجموه لعصيانه "نصيحة" المرشد الأعلى. كما لم يسمح له مجلس صيانة الدستور بالترشح.

نكسة
لكن، حسب فقيهي، لم تمنع تلك النكسة أحمدي نجاد من تكرار المحاولة. وعوضاً عنه، غير تكتيكاته. فقد تجول، خلال العام الماضي، في أنحاء إيران، وعقد لقاءات سعى من خلالها لاستعادة سمعته كزعيم ومنقذ لملايين من الإيرانيين الذين يكافحون لكسب عيشهم وسط اقتصاد إيران المضطرب. وعبر تقديمه لنفسه بصفة زعيم المعارضة الجديدة في إيران، يعمل أحمدي نجاد على النأي بنفسه عن المؤسسة الحاكمة برمتها.

مهاجمة الجميع
ويلفت كاتب المقال لمهاجمة أحمد نجادي، في عدد من خطبه، جميع خصومه، بمن فيهم الإصلاحيون والمحافظون والمعتدلون، ومتهماً إياهم بالفساد والمحسوبية، وتدمير الاقتصاد الوطني. كما شن أحمدي نجاد هجوماً على القضاء الإيراني، وهو تحت قبضة المحافظين المتدينين. وهو يزعم نجاد عودة الثورة الإسلامية إلي أصحابها الحقيقيين، الناس العاديين في إيران.

حذر
ورغم ذلك، يقول فقيهي إن أحمدي نجاد توخى الحذر في الاستجابة لاحتجاجات شعبية خرجت في ديسمبر(كانون الأول) 2017. لكن مستشاره المقرب، أسفنديار رحيم مشائي، نشر مقالاً في 18 يناير(كانون الثاني) قارن فيه المظاهرات بالاحتجاجات التي سبقت الثورة الإسلامية. وأعلن علي أكبر جوانفكر، مستشار آخر مقرب لأحمدي نجاد، في 3 يناير(كانون الثاني) أن "أحداث تلك الأيام والليالي مترسخة طوال سنين في أذهان الإيرانيين، وأن الأحداث الأخيرة تنطوي على استهانة واضحة لإدراك وفهم الشعب الإيراني. وقد عبر المحتجون عن استيائهم من سياسات حكومتهم، خلال الأسابيع الأخيرة".

صوت أعلى
وبرأي كاتب المقال، بدا صوت أحمدي نجاد أعلى هذا العام. فمع تراجع قيمة العملة الإيرانية عقب إعلان ترامب انسحابه من الصفقة النووية في مايو(أيار)، وخروج الإيرانيين إلى شوارع عدة مدن، ألقى أحمدي نجاد باللائمة على روحاني وعلى المرشد الأعلى لتوصلهم إلى "صفقة غير مقبولة" مع الغرب، قائلاً إنهم لم يستمعوا لنصيحته بشأن أفضل السبل للتفاهم على اتفاق مع الولايات المتحدة.