الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي (أرشيف)
الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي (أرشيف)
الإثنين 13 أغسطس 2018 / 22:56

خامنئي يتهم الحكومة الإيرانية بسوء الإدارة الاقتصادية

رفض الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم الإثنين عرضاً كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدمه لعقد محادثات دون شروط مسبقة لتحسين العلاقات بين البلدين واتهم الحكومة الإيرانية بسوء الإدارة الاقتصادية في مواجهة إعادة فرض العقوبات الأمريكية.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات صارمة على إيران الأسبوع الماضي بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بهدف الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وهدد ترامب بمعاقبة شركات الدول الأخرى إذا استمرت في العمل بإيران.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي، الذي له القول الفصل في توجيه سياسة البلاد، قوله "أحظر عقد أي محادثات مع أمريكا، أمريكا لا تفي أبداً بتعهداتها في المحادثات"، وأضاف أمام حشد من آلاف الإيرانيين "انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي برهان واضح على أن أمريكا لا يمكن الوثوق بها".

واستهدفت العقوبات تجارة إيران في الذهب ومعادن نفسية أخرى وعمليات الشراء للدولار الأمريكي وقطاع صناعة السيارات، وقالت واشنطن إن "فرصة طهران الوحيدة لتجنب العقوبات هي قبول عرض ترامب للتفاوض على اتفاق نووي أكثر صرامة".

ورفض مسؤولون إيرانيون بالفعل العرض من قبل لكنها المرة الأولى التي يعلق فيها خامنئي نفسه علناً على الأمر، لكن الزعيم الأعلى استبعد اليوم احتمال نشوب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.

وقال "في الفترة الأخيرة كان المسؤولون الأمريكيون يتحدثون بشكل فج عن إيران، يتحدثون عن حرب وعن مفاوضات، يبالغون في احتمال نشوب حرب مع إيران، لن تكون هناك حرب ولم نبدأ حروباً قط وهم لن يواجهوا إيران عسكرياً".

مشكلات اقتصادية
وانتقد خامنئي، الذي أدلى بتصريحاته اليوم فيما شهد الريـال الإيراني انخفاضاً حاداً في قيمته تسبب من قبل في احتجاجات غاضبة، حكومة الرئيس حسن روحاني الذي قاد إبرام الاتفاق النووي بهدف إنهاء عزلة إيران السياسية والاقتصادية.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله "أكثر من العقوبات، تفرض سوء الإدارة الاقتصادية للحكومة ضغوطاً على الإيرانيين العاديين، لا أسميها خيانة، لكنه خطأ فادح في الإدارة".

وأضاف "بإدارة وتخطيط أفضل، يمكننا مقاومة العقوبات والتغلب عليها"، في محاولة على ما يبدو لتوجيه غضب الرأي العام بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية نحو حكومة روحاني.

وفقد الريال الإيراني نحو نصف قيمته منذ أبريل(نيسان) الماضي تحسباً للعقوبات الأمريكية الجديدة، متأثراً في الأساس بالطلب القوي على الدولار من الإيرانيين العاديين الذين يسعون لحماية مدخراتهم.

وألقى مسؤولون إيرانيون بمسؤولية انخفاض قيمة العملة والارتفاع السريع في قيمة العملات الذهبية على "الأعداء" وألقت السلطات القبض على أكثر من 60 شخصاً من بينهم العديد من المسؤولين باتهامات تصل عقوبة بعضها للإعدام.

وقال خامنئي إن "المسؤولين الفاسدين يجب أن يعاقبوا بحزم"، وفي تحد لمطالب الولايات المتحدة لإيران بكبح برنامجها الصاروخي قال التلفزيون الرسمي إن "طهران كشفت عن جيل جديد من الصاروخ (فاتح مبين) الباليستي قصير المدى".

وقال وزير الدفاع الإيراني البريجادير جنرال أمير حاتمي بعد الكشف عن الصاروخ الجديد "إرادتنا لتطوير قوتنا الدفاعية في كل المجالات ستتعزز إذا زادت الضغوط على إيران، الصاروخ محلي الصنع بالكامل وعالي الدقة".

وقال ترامب إن "على إيران أن تتوقف عن التدخل في الصراعات الدائرة في سوريا واليمن"، لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال لقناة الجزيرة القطرية "لن تغير إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأمريكية".