كنيسة العذراء بالقليوبية
كنيسة العذراء بالقليوبية
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 00:58

باحث لـ24: منطقة عين شمس بالقاهرة حاضنة لنشر فكر التكفير والعنف

24 - القاهرة - عمرو النقيب

كشف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور عمرو عبد المنعم، أن تمركز خلية محاولة تفجير كنيسة العذراء بمنطقة مسطرد بالقليوبية، في منطقة عين شمس، أمر متوقع باعتبارها بيئة خصبة لانتشار التيار القطبي .

وأشار عبد المنعم لـ24، إلى أن منطقة عين شمس( شرق القاهرة)، على مدار تاريخها هي مركز مهم لانتشار التيار القطبي والتكفيري، وشهدت أقوى الأشتباكات بين قوات الأمن المصري، وقيادات التنظيمات المسلحة خلال مرحلة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

وأضاف عبد المنعم، أن منطقة عين شمس يوجد بها أشهر مساجد الجماعة الإسلامية، مثل مسجد أدم، ومسجد الأنوار المحمدية، ومسجد الحق، وكانت منابر لغالبية مشايخ التنظميات المتشددة، مثل عمر عبد الرحمن، وعلاء محيي، وعزت السلموني صاحب خطبة "ولنا يوم مع الشرطة" التى أدت لأحداث عين شمس الثانية.

وأوضح عبد المنعم، أنه نشأ فيها الكثير من رجالات التنظيمات المسلحة مثل عبدالله السماوي أمير جماعة السماوية، والمتهم الأول في حرائق محلات الفيديو عام 1986، ونبيل المغربي، المتهم السادس في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي قضى ثلاثين عاما في السجن، وقد وافته المنية أخيرا في سجن العقرب متهماً في قضية اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم بعد الثلاثين من يونيو(حزيران)2013، وعدد من قيادات تنظيم طلائع الفتح، وقضية العائدين من ألبانيا، مثل حسام حسن وأحمد البقال.

وأكد عبد المنعم، أن منطقة عين شمس بيئة صالحة لاستوطان الفكر التكفيري المسلح، ومساحة كبيرة لاستقطاب العناصر الجدد وغسل عقولهم، بكل سهولة نظراً، لوجود الكثير من البؤر القطبية المنتشرة على مدار عشرات السنوات الماضية، التي تؤمن بفكرة الاستطعاف.

ولفت عبد المنعم، إلى أن فكرة الاستضعاف، هي الركيزة الأولى في تكوين الخلايا التكفيرية الصغيرة، التي تحاول أن تتمحور حول نفسها وتؤمن بالمواجهة المسلحة مع النظام الحاكم، ووتصبح بؤرة جاذبة لمختلف العناصر الشاردة فكريا في المناطق الشعبية.

وأفاد عبد المنعم، أن الخلايا العشوائية تتكون عن طريق التمحور حول نفسها وتدارس الفكر القطبي وقضية جاهلية المجتمعات، ومخراجات الفكر التكفيري، وفكرة الاغتراب، والعزلة الشعورية لدي التتنظيمات المسلحة، ما يدفعهم بكل سهولة للتخطيط وحمل السلاح والدخول في مواجهات مسلحة مع الأجهزة الأمنية.

ونوه عبد المنعم، أن المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية، تعد بيئة صالحة لتكوين الخلايا والبؤر التي يصعب تتبعها من قبل الأجهز الأمنية، ومن السهل أن تنتشر وتمدد تحت الأرض، ويصعب تحجيمها لاسيما أن هذه التكوينات تستخدم العنصر النسائي كتأمين لتحركتها وسط التجمعات السكانية.

وبحسب عبد المنعم، فإن خلية كنيسة العذراء، من الخلايا العشوائية، وفي الغالب لا نتنمي لتنظيمات كبرى لكنها مجرد ذئاب منفردة، لم تتلق توجيهات من كيان أكبر، نتيجة صعوبة التواصل مع التنظيمات الكبرى حالياً في ظل إحكام قبضة الأمن المصري على المشهد الداخلي بشكل كبير.

وأوضح عبد المنعم، أن عملية إلقاء القبض على عناصر خلية كنيسة العذراء، يعد بمثابة توثيق لباقي عناصر الخلية الشاردين، الذين لم يتم القاء القبض عليهم، بحيث تورطهم يمكنهم من تقديم انفسهم للتنظيمات الكبرى مثل داعش أو القاعدة.