عملات إيرانية.(أرشيف)
عملات إيرانية.(أرشيف)
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 11:53

المزيد من الأكاذيب.. طهران تحاول شراء الوقت

استمرت المظاهرات الإيرانية سبع ليال متواصلة خلال الأسبوع الذي سبق إعادة فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجولة الأولى من العقوبات على طهران في السابع من الشهر الحالي. هتف المتظاهرون الغاضبون عالياً معبّرين عن تعبهم من سوء الإدارة والفساد الممنهجين وطالبوا بتغيير النظام. في هذا السياق، أوضحت الصحافية الأمريكية الإيرانية كاميليا انتخابي فرد ضمن مقالها في صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية أنّ كلفة العيش المتصاعدة في إيران لا علاقة لها بالعقوبات المفروضة.

لم تتحسن البنية التحتية الإيرانية منذ ثورة 1979 وهنالك مستويات عالية من الفساد وسوء الإدارة

حصل النظام في طهران على المليارات من الدولارات حين وقّع على الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015، لكنّه لم ينفق فلساً واحداً على رفاهية المجتمع. منذ ذلك الحين، توفرت فرص الاستثمارات في إيران، لكن بسبب سلوك النظام في المنطقة، وثقت شركات قليلة بالبيئة السياسية لكي تتعامل تجارياً مع إيران. لقد تم تبديد ثروة الشعب الإيراني على النزاعات الإقليمية في سوريا واليمن وعلى دعم الميليشيات الشيعية في العراق ولبنان.

مع أو بدون اتفاق.. حياة الإيرانيين بائسة
لا يلوم الشعب الإيراني سوى حكومته بسبب نسب البطالة المرتفعة وإفلاس المؤسسات التجارية. العقوبات الجديدة هي تذكير للإيرانيين بأنّ حياتهم لم تتحسن خلال السنوات الأربعين الماضية، مع أو بدون اتفاق مع الولايات المتحدة. أي شخص أصغى إلى خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني على التلفزيون الرسمي في السادس من أغسطس الحالي، لم يسمع إلا المزيد من الأكاذيب حول المبادرات الحكومية لمواجهة العقوبات واحتمال إجراء استفتاء على المسائل الأساسية التي تواجهها البلاد.

روحاني والخجل
يعلم الجميع أن لا المرشد الأعلى ولا الحرس الثوري سيسمحان للحكومة بتنظيم استفتاء كهذا على الإطلاق. ربما تقدم روحاني بهذا العرض لتهدئة الشعب لكنّ الحكام الدينيين يعمدون بشكل واضح إلى شراء الوقت للهروب من المأزقين الداخلي والدولي اللذين أوقعوا أنفسهم فيهما. لم يخجل روحاني من إبلاغ الشعب أنّه سيشعر بالألم الحقيقي حين تستهدف المرحلة الثانية من العقوبات قطاع النفط في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتسأل إنتخابي فرد عما إذا كان روحاني يظنّ أنّ الإيرانيين سيجلسون في منازلهم ويتضورون جوعاً لأنّهم مغرمون بالنظام الإيراني وعقيدته.

وعدان لم يتحققا
إنّ السبب الوحيد الذي دفع الشعب الإيراني إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية سنتي 2013 و2017 كان وعود روحاني بأنّه سيحسن ظروف عيشهم وصورة بلادهم على المستوى الدولي. لكنّه لم يحقق أياً من الأمرين. إنّ الأوروبيين الذين لا يزالون يدعمون الاتفاق النووي، يعملون على طريقة لتفادي العقوبات الأمريكية على الشركات التي تتعامل مع طهران. وهم يدركون توجهات الرأي العام وقمع النظام للمواطنين العاديين. يريد الأوروبيون الحفاظ على الاتفاق النووي لأنهم لا يودّون رؤية سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وللحفاظ على مصالحها الأمنية والإقليمية، ترغب أوروبا بتفادي مواجهة بين إيران والولايات المتحدة أو إسرائيل.

هل ينجو النظام هذه المرّة؟
تتساءل إنتخابي فرد عمّا إذا كان بإمكان النظام النجاة من جولة العقوبات الجديدة قبل أن تجيب بأنّ إيران عانت بشدة من هذه العقوبات خلال السنوات الأربعين الماضية. على وجه التحديد، كانت العقوبات قاسية خلال عهد باراك أوباما، غير أنّ النظام تخطّى الضغط. لكن هذه المرة، قد يكون الأمر مختلفاً.

الشعب الإيراني غير مستعد ولن يقبل تكبّد المشقّات. لم تتحسن البنية التحتية الإيرانية منذ ثورة 1979 وهنالك مستويات عالية من الفساد وسوء الإدارة. من جهة ثانية، إنّ تدخل النظام في الشؤون الإقليمية مكلف في حين أنّ الموارد يجب أن تكون موجهة لتلبية حاجات الملايين من الإيرانيين. بالرغم من ذلك، يبدو أنّه من غير المرجّح قيام طهران بتعديل أولوياتها لصالح شعبها وسيكون على الإيرانيين العاديين أن يقرروا ما هو الأنسب بالنسبة إليهم.