منشأة نفطية إيرانية.(أرشيف)
منشأة نفطية إيرانية.(أرشيف)
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 15:32

العقوبات النفطية على إيران..تأثير أكبر وأسرع من المتوقع

24- زياد الأشقر

عاودت الإدارة الأمريكية فرض الدفعة الأولى من العقوبات على إيران مع بروز مؤشرات ضئيلة لتليين أيٍ من الجانبين لمواقفهما. وسيلي ذلك فرض قيود على صادرات النفط في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، وسيكون التأثير أكبر وأسرع من المرة الأخيرة. ولا يبدو أن خبراء النفط قد أدركوا ذلك بعد.

من شأن توقف الشحنات إلى أوروبا ودولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، وخفض التدفقات إلى الهند، أن يقلل الصادرات الإيرانية بنحو 1.5 مليون برميل يومياً على مدى ستة أشهر

وكتب جوليان لي في موقع "بلومبرغ": "مما لا شك فيه أن الرئيس دونالد ترامب سيكون أقسى على إيران مما كان باراك أوباما. ومن المتوقع أن يعمد المستوردون إلى خفض مشترياتهم من النفط الإيراني بحلول 5 نوفمبر عندما تدخل القيود حيز التنفيذ. وستبقى أي تنازلات تمنح للمشترين تتطلب تخفيضات أكبر بكثير مما كانت عليه في المرة السابقة، عندما كان التخفيض بنسبة 20% كل ستة أشهر كافياً لكسب الإعفاء من العقوبة. وهذه المرة، ستغطي العقوبات صادرات إيران من المكثفات، وهو شكل خفيف من النفط المستخرج من حقول الغاز.

التهديد بالإقصاء
وقال لي إنه لا يهم أن تعارض الحكومات الأوروبية انسحاب ترامب من الصفقة النووية الإيرانية. قد يعمل السياسيون والبيروقراطيون على "مواصلة صادرات إيران من النفط والغاز"، لكن الشركات، لا الحكومات، هي التي تشتري نفط إيران. والتهديد بالإقصاء من السوق الأمريكي والنظام المصرفي كافٍ لمنعهم من شرائه، وشركات النقل البحري من نقله وشركات التأمين من تغطية تلك التجارة.

الصين ضد العقوبات
ولفت لي إلى أن الصين هي المشتري الوحيد للنفط الإيراني الذي يحتمل أن يقف ضد العقوبات الأمريكية. إذاً كيف ستبدو خسارة صادرات النفط الإيرانية؟ في يوليو (تموز)، انخفضت صادرات النفط الخام والمكثفات فعلاً بمقدار 430 ألف برميل يومياً أو 15%، عن مستوياتها في أبريل، أي قبل شهر من إعلان ترامب بدء عملية العقوبات- ولم تدخل القيود حيز التنفيذ حتى الآن. وقد توقفت شركة "رويال داتس شل بي آي سي" و"توتال" عن الشراء، ومن المؤكد أن المصافي الأوروبية الأخرى سوف تحذو حذو الشركتين.

واردات أوروبا
 وبحلول يوليو (تموز)، انخفضت واردات الاتحاد الاوروبي من إيران بنحو 220 ألف برميل أو 41% مقارنة مع أبريل (نيسان)، لا تتفاجأ برؤيتهم يخفضون وارداتهم إلى الصفر بحلول نوفمبر. وتظهر تركيا انقساماً مشابهاً بين السياسيين والشركات. في حين يقول وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي إن العقوبات الأمريكية ليست ملزمة، فإن واردات النفط الإيراني من قبل شركة "تورباس توركي بيرول رافينيرليري" قد تدنت بنسبة 45 في المئة عن أبريل.

تخفيضات في آسيا
وبينما عزز أكبر المشترين في إيران عمليات الشراء قبل العقوبات، عمد آخرون إلى تخفيضات كبيرة. ففي آسيا، أكبر سوق لإيران، توقفت كوريا الجنوبية عن شراء الخام والمكثفات منذ أواخر يونيو. وهذا أمر بالغ الأهمية، لأن الكوريين هم أكبر المشترين للمكثفات، حيث يمثلون أكثر من 50%  من الشحنات على مدى 12 شهراً حتى يونيو. ولن تتحدى اليابان الولايات المتحدة أيضاً. وانخفضت وارداتها من الخام الإيراني في ظل عقوبات أوباما وتمت معاودتها فقط بشكل متواضع عند تخفيف العقوبات عام 2016. ويمكن أن تنخفض الواردات اليابانية من النفط الإيراني إلى الصفر قبل نوفمبر.

وبقيت الصين والهند، الدولتان اللتان لم تخفضا حتى الآن مشترياتهما من النفط الإيراني. وتأمل شركات هندية في أن تحصل على اعفاءات من العقوبات الأمريكية. أما الصين فتتجه إلى تعزيز مشترياتها، إذ ارتفعت شحنات يوليو من النفط الخام والمكثفات بمقدار 105 ألاف برميل يومياً مقارنة بشهر أبريل.

1,5 مليون برميل
وتوصل الكاتب إلى خلاصة مفادها أنه من السهل أن نرى مليون برميل تختفي يومياً في نوفمبر إضافة إلى الـ 430 ألف برميل التي فقدت فعلاً حتى الآن. ومن شأن توقف الشحنات إلى أوروبا ودولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، وخفض التدفقات إلى الهند، أن يقلل الصادرات الإيرانية بنحو 1.5 مليون برميل يومياً على مدى ستة أشهر. ولا شك في أن السوق في حاجة إلى التفكير في هذا الموضوع.