إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 / 13:52

أعداد الدواعش.. من الظهور إلى الانحسار

24. إعداد: شادية سرحان وناصر بخيت

خرج في يونيو (حزيران) 2014، تنظيم داعش من رحم الفوضي، ووصف بأكبر تنظيم أرهابي في العالم وكان شعاره "باقية وتتمدد"، وأعلن قائده أبو بكر البغدادي ولادة "الخلافة الإسلامية" المزعومة في العراق والشام، واعتمد التنظيم منذ بداية ظهوره على عدد من الموارد البشرية، والإمكانات المادية، حيث اجتذب التنظيم عشرات الآلاف من المسلمين من مختلف أنحاء العالم.

وصدرت الكثير من التقارير، التي ذكرت أن عشرات الآلاف من الشباب المسلمين من تونس والسعودية والمغرب وآسيا الوسطى، وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، انضموا لصفوف التنظيم في 2014.

تجنيد المئات
ففي 26 أغسطس (آب) 2014، أكدت مصادر بأن عدد الملتحقين بالتنظيم قدر في ذلك الوقت بما لا يقل عن 100 ألف، وكان هذا الرقم يزداد يومياً بسبب نشاط داعش على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية ليجند المئات عبرها.

وفي 2015، اختلفت تقديرات الأجهزة الاستخباراتية والإعلامية الدولية حول العدد الحقيقي لمقاتلي تنظيم داعش في سوريا والعراق، حيث كشف موقع WND الأمريكي أنه حصل على وثيقة مخابراتية صادرة عن أحد أكبر أجهزة المخابرات في منطقة الشرق الأوسط، أكدت الوثيقة أن تنظيم داعش الإرهابي أصبح يمتلك جيشاً يقدر عدده بنحو 180 ألف مقاتل.

وحسب الوثيقة، فإن تعداد الجيش الداعشي يقدر بـ6 أضعاف توقعات الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، حيث قدمت وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) في سبتمبر (أيلول)2015 تقديراً لعدد جنود داعش، قالت "إنه يتراوح ما بين 20 ألفاً إلى نحو 32 ألف مقاتل".

وكان العدد الفعلي لمقاتلي داعش في حالة تغير مستمر، حيث لم يكن عدد عناصر التنظيم واضحاً بالضبط، ولكن كان من المرجح أن تكون القوة الإجمالية لهذا التنظيم، أقرب إلى 180 ألف مقاتل، منها إلى 32 ألف مقاتل، لأن التقديرات المنخفضة للمخابرات الأمريكية لم تكن ترقى إلى أن تكون واقعية، بينما كانت التقديرات المرتفعة جداً معقولة أكثر بكثير في ذلك الوقت.

ويذكر أن جنود داعش كانوا يسافرون إلى سوريا والعراق عبر حدودهما المشتركة مع تركيا، التي كانت في تلك الفترة، تساير التنظيم، نظراً للمصالح المشتركة.
 بداية النهاية
وفي 2016، تغير الوضع كثيراً، فالكثير من الدول فرضت رقابة مشددة على خروج الشباب الذين يحتمل أن ينضموا لداعش، بعد أن التفتت الأنظمة الحاكمة في تلك الدول، لتزايد ظاهرة الإرهاب، وخطورة ذلك عليها وعلى أمن المنطقة، ومن جهة أخرى، تراجعت تركيا عن ممارسة دورها كمنفذ لتوصيل تلك الطاقات البشرية للتنظيم.

وأدى ذلك إلى عدم استطاعة التنظيم تعويض خسائره البشرية الضخمة، التي يتعرض لها بشكل يومي بميادين القتال في سوريا والعراق، كما صرح مسؤولون أمريكيون أن عدد مقاتلي تنظيم داعش في سوريا والعراق بات في أدنى مستوى له.

ومع تصاعد وتيرة الحرب الدولية ضد الإرهاب، أشارت تقديرات دولية في تلك الفترة إلى أن عدد المقاتلين في صفوف داعش في سوريا والعراق يزيد على 30 ألف عنصر، بينما قدرتهم دراسات أخرى بأكثر من 90 ألف مسلح.

ولكن في ذلك الوقت، أكد الكثير من الخبراء في شؤون الجماعات المتطرفة، صعوبة تحديد عدد المسلحين في صفوف التنظيم الإرهابي بدقة.

عام خسائر داعش
وفي 2017، شهدت هذه السنة نهاية شعار داعش "باقية وتتمدّد" وشكلت الضربة القاضية لدولته المزعومة، ولم تكن النهاية وليدة هذه السنة، بل أتت نتيجة ضربات جويّة وبرية استمرت أكثر من 3 سنوات، حيث انتهت قدرات داعش عسكرياً في العراق وسوريا.

وفي منتصف يونيو (حزيران) 2017، سجلت السلطات التركية أسماء 53 ألفاً و781 شخصاً من 146 دولة، أكدت دولهم الأصلية مغادرتهم أراضيها من أجل الانضمام إلى داعش، وأشارت إلى أنهم اتخذوا من تركيا ممراً للوصول إلى سوريا، وذلك وفقاً لإحصائية نشرتها "منظمة مشروع كلاريون" المهتمة بمجال حقوق الإنسان ومكافحة التطرف في 26 من أكتوبر (تشرين الأول) 2017.

آخر الإحصائيات 
وأخيراً، ذكر تقرير أصدرته الأمم المتحدة أمس الإثنين أن ما بين 20 و30 ألفاً من مقاتلي تنظيم داعش لا يزالون في العراق وسوريا، رغم هزيمة التنظيم وتوقف تدفق الأجانب للانضمام إلى صفوفه.

وقدر التقرير أن ما بين 3 و4 آلاف من جهاديي التنظيم هم في ليبيا بينما يتم نقل عدد من العناصر الفاعلين في التنظيم إلى أفغانستان، وأفاد مراقبو العقوبات في الأمم المتحدة أن عدد أعضاء التنظيم في العراق وسوريا هو ما بين 20 و30 ألف فرد موزعين بالتساوي تقريباً بين البلدين.

وبحلول يناير(كانون الثاني) 2018 أصبح التنظيم محصوراً في جيوب صغيرة في سوريا رغم أن التقرير قال أن التنظيم أظهر صموداً أكبر في شرق سوريا، وفقاً للتقرير.

ويجدر الإشارة إلى  أن فريق مراقبة العقوبات في الأمم المتحدة يقدم تقارير مستقلة كل 6 أشهر إلى مجلس الأمن الدولي حول تنظيم داعش وتنظيم القاعدة المدرجين على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية.