الأربعاء 15 أغسطس 2018 / 10:40

صحف عربية: ضربة لإخوان الأردن وتحالف سني سداسي بالعراق

كشف مراقبون أن الفترة المقبلة ستشهد تحولاً استراتيجياً في التعامل مع إيران، وأن أمريكا ستفرض شروطها لتغيير سلوك نظام الملالي في المنطقة والعالم، فيما تثير استقالة القيادي الإخواني البارز زكي بني أرشيد مخاوف من ضربة قاصمة لإخوان الأردن.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، اعتبر قانونيان بحرينيان أن ادعاءات الحقوق لا تبيح لكندا التدخل السافر في الشأن السعودي، بينما كشف مصدر عراقي عن تشكيل تحالف سني سداسي لحسم معركة تشكيل الحكومة.

تحول استراتيجي في التعامل مع إيران

وفي التفاصيل، نقلت صحيفة الوطن السعودية عن مراقبين، أنه على مدى نحو 40 عاماً من عمر نظام الملالي في إيران كان سيناريو "التفاوض" قاسماً مهماً من استراتيجيته بهدف كسب الوقت والتغطية على الأزمات الداخلية، إضافةً إلى مواصلة سلوكه الخارجي بالتدخل في شؤون دول الجوار، ومد أذرعته عبر الميليشيات لإشعال الحروب، وإثارة الفتن الطائفية في بعض الدول العربية".

وتوقع المراقبون أن "الفترة المقبلة ستشهد تحولاً استراتيجياً في التعامل مع إيران، وأن الولايات المتحدة ستفرض شروطها الداعية لتغيير سلوك النظام في المنطقة والعالم، ولفتوا إلى إن "نظام الملالي الديكتاتوري لاقى للأسف فرصا متتالية من خلال عملية التفاوض، لأن النظرة العامة لهذه العملية خلال الأربعة عقود الماضية أظهرت النتائج المدمرة للتفاوض معه".

وقال الباحث السياسي، عبدالرحمن مهابادي إنه "لا يجب الاعتقاد بأن المفاوضات التي دعت إليها الآن الحكومة الأمريكية نظام الملالي تشبه المفاوضات السابقة، لأن هذه المفاوضات ستكون من نوع لن يكون بمقدور الملالي الوصول إليها بهذه السهولة، وعندما سيصل إليها سيتم فرض الشروط الأمريكية وستكون فضيحة تاريخية للأطراف التي ذهبت في وقت سابق إلى طاولة المفاوضات للتفاوض مع النظام".

استقالة بني أرشيد.. ضربة قاصمة لإخوان الأدرن
وفي ملف آخر، ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن "استقالة القيادي الإخواني البارز زكي بني ارشيد من مجلس شورى الجماعة شكلت صدمة لأعضاء التنظيم وأنصاره في الأردن كما في خارجه، بالنظر للثقل الذي يحظى به، وامتلاكه تياراً عريضاً داخل الحركة الإسلامية".

ويرى مراقبون، أن "الخلافات بين الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان وشق من القيادات الصقورية قد تكون السبب الكامن خلف قرار بني أرشيد". مشيرين إلى أن "الأخير أظهر في السنوات الأخيرة تغيراً في مقارباته الفكرية والأيديولوجية واصبح يتبنى مفهوم المدنية كأساس نحو الارتقاء بالجماعة التي تعرضت في السنوات الأخيرة لهزات عنيفة، أدت إلى انشقاق العديد من القيادات وتشكيل كيانات سياسية موازية للجماعة".

ويضيف مراقبون أن "التوجه لفصل الدعوي عن السياسي لا يروق للكثيرين داخل الحركة الإسلامية ويعتبرون أن ذلك سيعني نهايتها، ويبدو أن هؤلاء يملكون التأثير الأقوى داخل الجماعة".

ولا يستبعد متابعون أن تحصل القطيعة بين بني ارشيد والجماعة وأن يتجه القيادي لتشكيل كيان جديد أسوة بقيادات بارزة أخرى كعبد المجيد ذنيبات، لافتين إلى أن "هذه الخطوة ستشكل ضربة قاصمة للجماعة بالنظر لوجود تيار بأكمله يؤازر بني ارشيد ويتبنى توجهاته".

التدخل السافر لكندا في الشأن السعودي
ومن جانبها علقت صحيفة اليوم السعودية، على تطورات الأزمة بين المملكة السعودية والحكومة الكندية، ونقلت عن قانونيان بحرينيان أن "ادعاءات الحقوق لا تبيح لكندا التدخل السافر في الشأن السعودي"، إذ قال رئيس مجموعة "حقوقيون مستقلون" في البحرين، سلمان ناصر، إن "من المؤسف تبرير التدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول باسم حقوق الإنسان، أو باسم القضايا الإنسانية لدوافع سياسية بحتة، أو التستر على مجرمين، الأمر الذي يعتبر إساءة للعمل الحقوقي الإنساني".

ووصف ناصر تدخل الخارجية الكندية بـ"الفج وغير المبرر" الذي صاحب بيانها بشأن بعض المقبوض عليهم في المملكة، بقضايا تتعلق بأمن واستقرار السعودية، و"يمثل التفافاً على أبسط الضوابط التي يجب عليها (كندا) التحلي بها في الأعراف الدبلوماسية، حينما نصبت نفسها مكان القضاء الوطني للسعودية". وأشار سلمان ناصر أن "كندا على رأس الدول التي تنتهك حقوق الإنسان وللتغطية على ذلك تقوم عبر تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية فقط، باسم حقوق الإنسان".

وبدروها، قالت المحامية رئيس مركز المنامة لحقوق الإنسان، دينا اللظي، إنه "دائماً ما تكون الملفات الحقوقية نافذة الدخول على الأبواب السياسية، لذا اعتدنا أن نرى ارتفاع وتيرة المطالبات الحقوقية، حين تشتد الأوضاع السياسية تأزماً، فالتسيس للقضايا، يأتي من خلال تزييف الواقع الحقوقي بقصد الابتزاز السياسي، للتخلي عن بعض الملفات أو المواقف السياسية، وذلك يأتي بالطبع على حساب الإنسانية".

وأضافت أن "ما تتعرض له الدول الخليجية، وبينها السعودية ليس بتزييف لواقعها الحقوقي فقط، بل يعد تشويها لمنجزاتها الحضارية والإنسانية التي شهدت عليها تقارير دولية أممية أثنت على المراكز المتقدمة التي تبوأتها المملكة في كافة المجالات، مشيرةً إلى أن "موقف كندا لا يتماشى مع أصول الدبلوماسية، ويعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية لأغراض سياسية واضحة، نالت خلالها كندا ما تستحق من ردة فعل المملكة".

تحالف سني سداسي لتشكيل الحكومة العراقية
وفي العراق، كشف مصدر مقرب من رئيس البرلمان العراقي السابق سليم الجبوري عن تشكيل تحالف باسم "المحور الوطني" بقيادة ست قيادات سياسية سنية، وقال المصدر، وفق صحيفة عكاظ السعودية، إنه "تم تشكيل تحالف المحور الوطني بقيادة جمال الكربولي وأسامة النجيفي وخميس خنجر وأحمد عبدالله الجبوري وسليم الجبوري وفلاح حسن زيدان".

وأضاف المصدر، أن "القيادة ستكون جماعية"، لافتاً إلى أن "التحالف ستقوده 6 شخصيات، إلا أنها لم تتفق في ما بينها على تسمية رئيس للتحالف حتى الآن". وأفصح أن التحالف الجديد لم يكشف بعد عن توجهاته بشأن التحالفات الكبيرة التي تجري بلورتها في الوقت الراهن لتكوين التحالف الأكبر في البرلمان لتولي تشكيل الحكومة الجديدة. 

وأضافت الصحيفة "ولكن معلومات أولية أفصحت أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يقود تحالف "سائرون" أجرى اتصالات سياسية مع القيادات السنية لضمها لتحالفه، بيد أن نتائج هذه الاتصالات لم تظهر بعد، فيما عقد رئيس ائتلاف دولة القانون لقاءات عدة مع القيادات السنية لمحاولة استقطابها لتحالفه أيضاً".