الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والترطي رجب طيب اردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والترطي رجب طيب اردوغان.(أرشيف)
الأربعاء 15 أغسطس 2018 / 10:50

تقرير: ترامب أتقن التعامل مع أردوغان

كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز عبر فيه عن استيائه من سياسات الولايات المتحدة. وأثار مخاوف مشروعة حيال السياسة الأمريكية أدت لإغضاب قادة تركيا وشعبها على حد سواء. لكن، ستيفن كوك، زميل بارز لدى معهد إيني إنريكو لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمجلس العلاقات الخارجية، رأى أن اردوغان لم يقل أردوغان سوى نصف الرواية، محاولاً إقناع قرائه بأن واشنطن ضحت بحليف وشريك موثوق.

التدهور الحاد الأخير في العلاقات بين واشنطن وأنقره بشأن تدهور قيمة الليرة التركية، ما هو إلا نتيجة سلسلة من الأزمات حلت بين البلدين

 لطالما كان لأمريكا قائمتها من الشكاوى بحق تركيا، ويحسب لترامب خلافاً رؤساء سابقين، اتخاذ قرار بشأنها.

وتشمل شكاوى واشنطن خطط أنقره لشراء نظام الدفاع الصاروخي المتطور S-400 من روسيا، لأن تركيا سوف تشغل كل من المقاتلات الأمريكية F-35، أحدث تقنية ابتدعها الجيش الأمريكي، وتعتمد أيضاً على روسيا لإجراء عمليات الصيانة وتوفير قطع غيار لنظام S-400، ما سيمكن موسكو من الحصول على معلومات قيمة حول كيفية كشف الطائرة. كما صعَّب الأتراك على الولايات المتحدة مهمة محاربة داعش، بداية عبر إكراه واشنطن على التفاوض بشأن استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، ومن ثم عبر دخولهم إلى شمال سوريا لاستهداف الأكراد حلفاء واشنطن. وفي هذا السياق، هدد أردوغان نفسه قوات أمريكية متواجدة في سوريا.

تقويض سياسات
وفي ما يتعلق بإيران، يلفت كوك لبذل أنقره كل ما أمكنها لتقويض السياسة الأمريكية، سواء عبر التفاوض على صفقة نووية مختلفة، أو بمعارضة فرض عقوبات ومن ثم المساعدة في تجنبها.

ويضيف كوك أن هناك أيضاً قضية اعتقال القس آندرو جاكسون في تركيا منذ أكتوبر(تشرين الأول)، 2016. كما تحتجز تركيا ما بين 15 و 20 شخصاً من حملة الجنسيتين الأمريكية والتركية، منهم عالم في ناسا، بتهم الإرهاب. وتستخدم أنقره أولئك المعتقلين كأوراق مساومة لإجبار واشنطن على تسليم فتح الله غولن، الحامل للغرين كارد، والذي تتهمه تركيا بتدبير محاولة انقلابية في يوليو (تموز) 2016.

سلسلة أزمات
ويرى كاتب المقال أن التدهور الحاد الأخير في العلاقات بين واشنطن وأنقره بشأن تدهور قيمة الليرة التركية، ما هو إلا نتيجة سلسلة من الأزمات حلت بين البلدين، وحيث بدأ مستثمرون في بيع الليرة جراء مخاوف حيال سوء إدارة اقتصادية، وعدم استقرار سببه التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا.

وحسب كوك، لأمريكا مصلحة في اقتصاد تركي صحي وقوي، إن لم يكن فقط لأجل منع انهيار الليرة من التأثير على عملات أسواق ناشئة أخرى. وقد تقلص هذا الخطر حالياً بسبب غياب معظم المستثمرين في عطلاتهم الصيفية، ولكن أغسطس (آب) سينتهي فوراً وسيأتي بعده سبتمبر(أيلول)، ولا يلوح في الأفق وجود خطط لإنقاذ الاقتصاد التركي.

مساعدة ذاتية
وحسب كوك، كي يتجنب الأتراك تعميق أزمتهم الاقتصادية، ما عليهم سوى مساعدة أنفسهم، ولا يبدو أن هذا ما سيحدث، أو أن مصالح أردوغان السياسية ستسمح لهم به. لكن موقع بلومبيرغ كشف أن صهر الرئيس، بيرات البيراق، وهو أيضاً وزير المالية والخزانة، طرح خطة مسؤولة إلى حد ما. ووفق الموقع يخطط البيراق لمتابعة الانضباط المالي، ولمساعدة أكثر الشركات تأثراً بانهيار الليرة، وعلى خلاف شائعات، لن تستولي الحكومة على ودائع بالعملات الأجنبية.

علاقات استراتيجية
ويشير كاتب المقال لتصريح أردوغان بأن واشنطن تشن "حرباً اقتصادية" ضد تركيا، ويرى أنه يعكس مدى التوتر الذي أصاب العلاقات بين البلدين خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويسود قلق كبير في أوساط مكاتب في وزارة الخارجية الأمريكية ولدى البنتاغون، ووسط عدد من محللي السياسة الخارجية، بشأن نهاية" العلاقة الاستراتيجية" بين البلدين، والحاجة لإنقاذها.

ولكن الكاتب يختم رأيه بترحيبه بالضغط الذي تمارسه حالياً إدارة ترامب على تركيا بهدف تغيير سلوكها السلبي الذي تجاهلته إدارتان سابقتان، ما أوحى لأنقره بأنها حليف قيم لا غنى عنه، وهي لذا لن تعاقب على أفعالها.