مشايخ دروز في السويداء.(أرشيف)
مشايخ دروز في السويداء.(أرشيف)
الأربعاء 15 أغسطس 2018 / 12:09

علاقة الأسد بداعش إلى الواجهة مجدداً

تطرّقت هيئة التحرير في صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكيّة إلى التقرير الذي أورده موقع "ذا دايلي بيست" الأمريكي الأسبوع الماضي والذي تحدّث عن ظروف هجوم داعش الوحشيّ على محافظة السويداء أواخر يوليو (تموز) الماضي. هذا التقرير الذي أعدّه مدير الأبحاث في المركز الدولي لدراسة التطرف العنفيّ أرديان شايكوفسي ومديرة المركز نفسه آن سبيكهارد، أشار إلى أنّ الهجوم وقع بعدما أبلغ الدروز الروس رفضهم القتال ضمن قوات النظام.

القادة الدروز يعتقدون أنّ المجزرة كانت عقاباً من الرئيس السوريّ لأنهم رفضوا طلباً عرضه مسؤولون عسكريون روس كي ينضموا إلى قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين

وكتبت هيئة التحرير في الصحيفة أنّ الفظائع التي خلّفها الهجوم على سوريا، إضافة إلى الاشتباه بدور لروسيا ونظام الأسد في ذاك الهجوم، تقدّم أرضية صلبة لاستمرار وجود القوات الأمريكية في المنطقة. ففي الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أدت المذبحة التي ارتكبها 400 مقاتل من داعش إلى سقوط أكثر من 200 قتيل وعدداً مشابهاً من الجرحى. واختطف مقاتلو التنظيم عشرات الأطفال والمراهقين والنساء ثمّ قطعوا لاحقاً رأس شاب يبلغ من العمر 19 عاماً.

أي تحركات سبقت العقاب؟
نقلت الصحيفة عن التقرير إشارته إلى أنّ القادة الدروز يعتقدون أنّ المجزرة كانت عقاباً من الرئيس السوريّ لأنهم رفضوا طلباً عرضه مسؤولون عسكريون روس كي ينضموا إلى قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين في عملية عسكرية ضدّ المقاتلين في محافظة إدلب. لكنّ الدروز أرادوا البقاء محايدين.

وكدليل على تواطؤ الأسد، تحدث ناطقون باسمهم عن التحركات التي قام بها النظام قبل وقوع اعتداء داعش: تم قطع خدمات التيار الكهربائي والاتصالات، وانسحبت القوات من نقاط التفتيش الأمر الذي أعطى المهاجمين إمكانية الوصول بسهولة إلى قرى الدروز. وبعد الهجوم، رفض الأسد إرسال سيارات الإسعاف من أجل مساعدة الضحايا. حتى أنّ مسؤولاً حكومياً رافق عناصر التنظيم من أجل قتل الدروز داخل منازلهم، وفقاً لما اعترف به مقاتل عبر شريط فيديو بعدما ألقي القبض عليه.

غالباً ما تحالف الأسد وداعش
تضيف الصحيفة أنّ الديكتاتور السوري قال إنّ الحرب التي خاضها على مدى سبع سنوات هي جهد من أجل إيقاف الإرهابيين الجهاديين. لكنّ الدليل يظهر أنّه غالباً ما تحالف مع تنظيم داعش. يواجه الدروز حالياً تهديدات من النظام ومن حلفائه الإيرانيين والروس وأيضاً من مقاتلي داعش الذين لا يزالون ينشطون بالآلاف داخل سوريا. يبحث الدروز عن قوة دولية تتكفل بحمايتهم إلى جانب الأيزيديين والمسيحيين والأكراد، كما تفعل القوات الأمريكية التي تحمي الأكراد في مناطق أخرى داخل سوريا.

ماذا لو انسحبت أمريكا؟

إنّ الخليط الفاسد للاعبين السيّئين – إيران، روسيا، داعش، جهاديين آخرين، الأتراك والنظام السوري القاتل نفسه – دليل على أنّ واشنطن مخطئة بالانسحاب من سوريا في المدى القريب، بغضّ النظر عن أنّ هذا الأمر هو ما يأمله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وخلصت هيئة التحرير في صحيفة "نيويورك بوست" إلى أنّ إخلاء الساحة أمام البلطجية سيجعل هجوم داعش على الدروز يبدو وكأنه نزهة بالمقارنة مع ما سيأتي تالياً.