(واشنطن بوست)
(واشنطن بوست)
الأربعاء 15 أغسطس 2018 / 15:39

دراسة: تراجع الإرهاب العالمي

24 - إعداد: ريتا دبابنة

على الرغم من الهجوم الإرهابي الذي شهدته العاصمة البريطانية لندن، أمس الثلاثاء، وأوقع نحو 15 جريحاً، إلا أن دراسة حديثة، أصدرتها جامعة أمريكية، أكدت أن 2017 هو العام الثالث على التوالي الذي انخفضت فيه الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الأربعاء، إحصائيات أصدرتها جامعة ماريلاند في أغسطس (آب) الجاري، تشير إلى أن 2017 هو العام الثالث على التوالي الذي انخفض فيه عدد الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، والوفيات الناجمة عنها.

ولفت الصحيفة إلى أنه حتى الآن، ومع نتائج هذه الإحصائيات، يتضح أن 2018 يتجه إلى المسار الصحيح، ليشهد أقل نسبة من الهجمات الإرهابية عن الأعوام السابقة.

هبوط نسبة الهجمات الإرهابية
وجد برنامج الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب "ستارت - START" التابع للجامعة، أن هناك 10900 هجوم إرهابي في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، ما أسفر عن مقتل ما 26400 شخص، بمن فيهم الجناة.

واتضح بحسب الدراسة، أن هذه النتائج تعتبر منخفضة نسبة إلى 2016، الذي شهد بدورة هبوطاً من 2015.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن عدد الهجمات الإرهابية والوفيات الناجمة عنها، بلغ ذروته في 2014، عندما وصل عدد الهجمات إلى 17000، وأكثر من 45000 ضحية.

وقالت الصحيفة إنه من أسباب هبوط أعداد الهجمات في أوروبا تحديداً، قد تكون مسائل متعلقة بالشرطة ومكافحة التجسس، حيث ارتفع عدد الهجمات بشكل طفيف في عام 2017، إلا أن عدد الضحايا انخفض بنسبة 65%.

جدير بالذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قالت أمس الثلاثاء، في تعليقها على هجوم ويستمنستر، إن بلادها أحبطت 13 مؤامرة إرهابية إسلامية وأربعة مؤامرات يمينية متطرفة منذ مارس (آذار) 2017، منذ أن وقع هجوم العام الماضي بالقرب من مبنى البرلمان.

إحصاءات 2017
على المستوى العالمي، تقول "واشنطن بوست"، إن الإجابة واضحة. فعلى الرغم من تصاعد الهجمات الإرهابية في أوروبا في السنوات الأخيرة، إلا أن معظم الهجمات ما زالت تحدث في الشرق الأوسط وأفريقيا، وشهدت تلك المناطق انخفاضاً كبيراً في عام 2017.



وتشير الإحصائيات إلى انخفاض عدد الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 38% على أساس سنوي وفقاً لـ"ستارت"، لافتة إلى أن عدد الضحايا انخفض بنسبة 44%.

وقالت الصحيفة إن ذلك يمكن أن يكون نتيجة إلى فقدان تنظيم داعش الإرهابي للأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا، والهزائم العسكرية التي مني بها طوال عام 2017.



وتشير التقارير إلى أن 2014 كان عام الإرهابي العالمي في المقام الأول، ويعود ذلك بفضل ظهور داعش وغيره من الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام في أفريقيا.

وفي 2015، أصدر معهد الاقتصاد والسلام، تقريراً أشار إلى أن هناك زيادة بنسبة 80% في عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام واحد فقط، وكان عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في 2014 تسعة أضعاف ما كان عليه عام 2000.

لكن قراءة أقرب لإحصاءات عام 2014 ترسم صورة أدق. فبحسب الصحيفة، وجدت بيانات "ستارت" أن ثلاث دول فقط - العراق ونيجيريا وأفغانستان - تمثل 60٪ من الوفيات الناجمة عن الإرهاب.



وعلى الرغم من أن إجمالي عدد الوفيات على مستوى العالم من الإرهاب في تلك السنة كان مروعاً بشكل واضح (أكثر من 45 ألفاً، وفقاً لستارت) إلا أنه كان أقل من عدد الوفيات الناجمة عن تعاطي جرعات زائدة من المخدرات في نفس العام في الولايات المتحدة وحدها.

ولخص تقرير "واشنطن بوست" إلى أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت 2018 ستواصل السير بالاتجاه المشجع نسبة إلى السنوات الثلاث الماضية فيما يخص الهجمات الإرهابية على مستوى العالم.

عودة الدواعش
فحذرت مجموعة مراقبة للعمليات الإرهابية، "جين إي إتش إس ماركيت"، من أنه قد يكون هناك تصاعد في الهجمات في أوروبا مع عودة مقاتلي داعش من الشرق الأوسط.

وعلى وجه الخصوص، أشار تقريران منفصلان، أمس الثلاثاء إلى أن عدد المقاتلين الذين لا يزالون مع تنظيم داعش في العراق وسوريا أعلى بكثير مما كان متوقعاً في السابق.



لكن السؤال الأكبر، بحسب الصحيفة، هو ما إذا كنا نستطيع أن نجزم من أن الإرهاب سيتراجع في السنوات القادمة، وتجيب "واشنطن بوست"، إن قياس نسبة الإرهاب العالمي وإصدار إحصاءات بشأنه مهمة معقدة، فـ"ستارت" واحدة من عدد قليل من المشاريع التي تعمل ي هذا الاتجاه مثل "جين إي إتش إس ماركيت"، أيضاً.

وعلى مدار السنوات الست الماضية، قدمت وزارة الخارجية الأمريكية التمويل إلى معاهد "ستارت"، حيث تعاقدت بشكل فعال مع مهمة جمع البيانات المتعلقة بالإرهاب.

لكن مديرة برنامج قاعدة بيانات الإرهاب العالمي في "ستارت"، إيرين ميلر، قالت للصحيفة، إن فريقها أخبر وزارة الخارجية بأنها لم تجدد عقدها. وذكرت ميلر أنه على الرغم من أن الفريق يسعى الآن للحصول على تمويل بديل، إلا أنه لا توجد خطط حالياً لنشر بيانات لعام 2018.