مسجد السلام في نانت.(أرشيف)
مسجد السلام في نانت.(أرشيف)
الخميس 16 أغسطس 2018 / 10:35

تقرير: نشاط مقلق لقطر الخيرية في فرنسا

24- زياد الأشقر

كتب الصحافي الإيطالي جيوليو ميوتي في موقع "غيت ستون إنستيتوت" أن النشاط القطري في فرنسا مقلق لهؤلاء الحريصين على استقرار الديمقراطيات في أوروبا، مذكراً بأنه منذ سنوات تُوجه إلى قطر اتهامات بالتشدد الإسلامي وبدعم جماعة الإخوان الإرهابية وإيران وداعش وعناصر من تنظيم القاعدة وحماس وطالبان وحركات إسلامية أخرى متشددة.

سان دني هي موطن لكاتدرائية شهيرة هي كنيسة سان دوني، التي تحتوي على المقبرة الملكية التي دفن فيها العديد من ملوك فرنسا، بمن فيهم شارل مارتل

وقال إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أعطى الدليل مؤخراً على أن فرنسا هي أرض مفضلة لتنفيذ مشاريع لبلاده فيها، وذلك بعد أكثر من عام من مقاطعة فرضتها الدول المجاورة لها في الخليج. وفي يوليو (تموز) عُقد اجتماع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتميم هو الثالث من نوعه خلال الأشهر الأخيرة. وتم التوقيع على عقود بقيمة 12 مليار يورو، مما يجعل قطر بعد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ثالث شريك تجاري لفرنسا في الخليج. وعلى رغم ذلك فإن قطر لا تلقي بظلالها على الاقتصاد الفرنسي فقط.

مسجد بواتييه
وكشف الصحافي أن الأموال القادمة من قطر تمول إقامة العديد من المساجد الكبرى في فرنسا. وهي مساجد ضخمة بمنارات- لا تشبه أبداً المساجد المقامة في متاجر أو مراكز ثقافية. وعلى سبيل المثال يقع مسجد بواتييه الكبير على مقربة من مكان معركة تورز (المعروف أيضاً بام معركة بواتييه)، حيث أوقف تشارلز مارتل حاكم الفرانك، الجيش المسلم المتقدم بقيادة عبد الرحمن عام 732. واعلن إمام مسجد بواتييه الكبير بو بكر الحاج عمور أن المسجد، الذي هو عبارة عن قاعة للصلاة تتسع لـ 700 مؤمن ومئذنة بطول 22 متراً، أمكن بناءه بفضل أموال مؤسسة "قطر الخيرية". وفي مقطع فيديو يعترف إمام بواتييه بأنه استفاد من الأموال القطرية لمواصلة بناء المسجد، الذي توقف لسنوات عدة بسبب نقص التمويل من المؤمنين المحليين. وقال الإمام: "ما قمنا ببنائه هو بفضل الله وبمساعدة منظمة قطر الخيرية".

مسجد السلام في نانت
وأضاف أن أحد المساجد التي يتم تمويلها بشكل كبير من أموال قطرية هو مسجد السلام في نانت. ومع مئذنة بارتفاع 17 متراً وإضاءة خارجية في الليل، فإن المسجد "ينير مدينة نانت". وقبل ذلك كان المؤمنون يصلون في مسجد الرحمة ومسجد الفرقان (الذي كان في السابق كنيسة القديس كريستوف، قبل ان يتحول إلى قاعة صلاة إسلامية). كما تتدفق الأموال القطرية إلى مدينة مولهاوس، وهي مدينة إلزاسية، حيث ساعدت "قطر الخيرية" في بناء مركز النور، الذي يضم مسجداً كبيراً. وفي مرسيليا تمول الأموال القطرية أيضاً المسجد الكبير في المدينة الذي يستوعب ما بين عشرة ألاف و14 ألف مصلٍ.

مسجد باريس

ومنحت الحكومة القطرية ملايين الأورو لبناء المسجد الكبير في باريس. ثم هناك ما يعرف بـ"الجامع الكبير في سان دني" الذي يقع في ضاحية سان دوني بباريس. كما تصادف أن سان دني هي موطن لكاتدرائية شهيرة هي كنيسة سان دوني، التي تحتوي على المقبرة الملكية التي دفن فيها العديد من ملوك فرنسا، بمن فيهم شارل مارتل. يبدو أن أمير قطر لديه فهم للتاريخ الفرنسي أكبر من فرنسيين كثر. وخلص إلى أن على الديمقراطيات أن تأخذ حذرها من قطر.