الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الجمعة 17 أغسطس 2018 / 09:21

هكذا أطاح اعتقال قس أمريكي بالاقتصاد التركي

منذ أشهر، يحتدم التوتر بين واشنطن وأنقره بشأن استمرار اعتقال القس الأمريكي أندرو برانسون بتهمة ارتباطه بالمحاولة الانقلابية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 2016. وخلال الأسابيع الأخيرة، وصلت تلك التوترات إلى درجة الغليان، ما قاد لفرض الإدارة الأمريكية عقوبات ورفع قيمة تعريفات جمركية، ولإغراق الاقتصاد التركي في أزمة كبرى، ومع تراجع كبير لقيمة الليرة.

كانت القشة الأخيرة بالنسبة لمستثمرين دوليين، قرار أردوغان تعيين صهره وزيراً للمالية

وفي ظل تردد صدى هذه الأزمة حول العالم، تطرح أسئلة عن احتمالات تأثيرها على الاقتصاد الدولي. برأي كولوم لينش، مراسل ديبلوماسي لدى موقع "فورين بوليسي" وزميليه روبي غرامر، محرر أمن قومي، ولارا سليغمان محررة السياسة الخارجية الأمريكية، لم تكن الأزمة الاقتصادية التركية وليدة اللحظة، بل بدأت منذ بعض الوقت بسبب ارتفاع معدلات الفائدة دولياً، وفتور اهتمام مستثمرين بأسواق صاعدة كالسوق التركية. ويضاف إليه أن معظم الدين التركي بالدولار الأمريكي، ما يجعل سداده بالغ الكلفة بالنسبة لليرة المتراجعة.

لكن، حسب آرون شتاين، زميل بارز لدى مجلس الأطلسي، كانت القشة الأخيرة بالنسبة لمستثمرين دوليين، قرار أردوغان تعيين صهره وزيراً للمالية.

استراتيجية تركية
ويلفت كتاب المقال إلى سعي تركيا لاتباع استراتيجية تقارب مع إيران وروسيا، منافسين استراتيجيين للولايات المتحدة. فقد تعاونت أنقره مع كلا البلدين في استراتيجية حول سوريا، واندفعت نحو صفقة شراء نظام دفاع صاروخي ( S-400) من موسكو.

وتوقع مراقبون ومحللون أن تصطدم أنقره مع الغرب. وقال أيكان إردمر، برلماني تركي سابق يعمل حالياً مع مركز الدفاع عن الديمقراطيات، إن النزاع وصل إلى نقطة أعمق من مجرد سجن قس أمريكي، "فمنذ بعض الوقت، بدأ أردوغان في إبعاد تركيا عن حلف الناتو والتوجه نحو روسيا وإيران، وبدا أن التصادم مع حلفائها في الناتو ليس سوى مسألة وقت".

ميل للتصعيد
ويرى كتاب المقال أن الأزمة الحالية تضع زعيمين سياسيين لدى كليهما شعور بأهميته الشخصية، في مواجهة حامية مع ميل لمزيد من التصعيد، وإن كان بشأن خلافات ثانوية. فقد سعى ترامب للاستفادة من هواجس تركية اقتصادية كي يضمن إطلاق سراح القس برانسون. ويزعم البيت الأبيض بأن برانسون ضحية "حملة تشويه سياسي غير نزيهة وغير عادلة".

شائعة
ويلفت الكتاب الثلاثة لصدور إشاعة بأن ترامب توصل، في الشهر الماضي، إلى اتفاق مع أردوغان يقضي بإطلاق سراح برانسون في مقابل أن تحرر إسرائيل امرأة تركية متهمة بتمويل حركة حماس. وقد خرجت المرأة، إبرو أوزكان، من السجن في 16 يوليو( تموز)، لكن بقي برانسون رهن الإقامة الجبرية. وتوقفت محادثات بين الولايات المتحدة وتركيا، في 8 أغسطس( آب)، بعدما سعى وفد تركي لرفع عقوبات عن بنك تركي. وبعد يومين، تغريد ترامب بأنه سوف يضاعف قيمة تعريفات جمركية على الفولاذ والألومينيوم التركي، متوقعاً أن تتراجع قيمة الليرة وحيث قال: "تتهاوى ليرتهم بسرعة كبيرة في مقابل دولارنا القوي. علاقاتنا مع تركيا ليست على ما يرام، في الوقت الحالي".

محاولات
ويشير الكتاب لمواصلة مسؤولين أمريكيين وأتراك لقاءاتهم بهدف إنهاء الأزمة. لكن هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قالت لصحفيين، يوم الأربعاء: "لا أخبار جديدة عن برانسون. وقد تحقق بعض التقدم بشأن إعادته إلى الولايات المتحدة على الفور. وقلنا، منذ بعض البعض الوقت، إن مدة اعتقاله زادت عن حدها".