رسم تعبيري. (واشنطن تايمز)
رسم تعبيري. (واشنطن تايمز)
الجمعة 17 أغسطس 2018 / 12:08

تقرير: أوروبا تنظر إلى إيران بعدسات وردية

يقول كليفورد ماي، رئيس مركز الدفاع عن الديمقراطيات، وكاتب عمود لدى صحيفة و"اشنطن تايمز" إن ما ورد في بيان الاتحاد الاوربي بشأن خطة العمل المشترك الشامل في شأن التزام إيران الكامل ببنود الاتفاق النووي، ليس مطابقاً للواقع.

اتضح أن أصدقاء أمريكا على الضفة الأخرى للأطلسي ماضون في النظر إلى رجال الدين في إيران من خلال عدسات وردية، وتبييض أو تجاهل نشاطاتهم الشريرة وغير المشروعة

ونقل عن أولي هاينونين، خبير عمل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 27 عاماً، أن البيان كله "مضلل"، بحجة أن ما ورد في تقارير الوكالة الذرية غير متطابق مع ما ورد في بيان الاتحاد الأوروبي. فقد قالت وكالة الطاقة في تقاريرها إنها تواصل التحقق من عدم تحويل المواد النووية إلى أسلحة، ولكنها لم تؤكد أن برامج إيران النووية ما زالت سلمية.

تجاهل
وأشار هاينونين إلى عدم تفكيك إيران برنامجها النووي، بل عوضاً عنه "تواصل تطوير أجهزة طرد مركزي جديدة، وتراكم يورانيوم، وتبني بهدوء بنية تحتية". وأضاف العالم أن تهريب الموساد لأرشيف طهران النووي "يكشف عن شكوك قديمة بشأن نوايا إيران". ويبدو أن الاتحاد الأوروبي مصمم على تجاهل تلك المعلومات الاستخباراتية.

عدسات وردية
وحسب كاتب المقال، اتضح أن أصدقاء أمريكا على الضفة الأخرى للأطلسي ماضون في النظر إلى رجال الدين في إيران من خلال عدسات وردية، وتبييض أو تجاهل نشاطاتهم الشريرة وغير المشروعة.

ويشير الكاتب إلى وجوب ذكر تلك النشاطات الإيرانية، والتي تشمل تمويل وتشكيل حركات جهادية في عدد من الدول، وتسليح المتمردين الحوثيين سراً في اليمن، ودعم مجموعات مرتبطة بالقاعدة في أفغانستان، وتطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وتهديد حرية الملاحة في ممرات مائية دولية. وخرق حقوق الإنسان في الداخل الإيراني، وكان آخرها اعتقال مسيحيين إيرانيين بتهمة" التوجه نحو مهد المسيحية".

جرائم

وبرأي الكاتب، وصل الأمر لدرجة أن جرائم نفذت على التراب الأوروبي لم يكن لها أثر عند صياغة بيان الاتحاد الأوروبي. فقد أحبطت، في نهاية يونيو(حزيران) سلطات أمنية في بلجيكا وفرنسا وألمانيا مؤامرة لتفجير تجمع كبير في باريس لمنشقين إيرانيين في المنفى. وقد حضرت ذلك الاجتماع شخصيات أمريكية وأوروبية بارزة.

ويشير الكاتب إلى أن العقل المدبر وراء تلك المكيدة الإرهابية هو أسد الله أسدي، ديبلوماسي إيراني مقيم في بلجيكا. واعتقل أسدي في ألمانيا، حيث لا يتمتع بحصانة ديبلوماسية، ويشاع أنه جند بلجيكيين من أصول إيرانية، ووفر لهم متفجرات خلال لقاء تم في لوكسمبورغ.
وبعد بضعة أسابيع، طردت هولندا ديبلوماسيين إيرانيين على صلة باغتيال أحمد مولى نيسي، معارض إيراني.

وكشف تقرير صدر في يوليو(تموز) عن مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي أن "تلك الجرائم ليست إلا نقطة بحر كبير. فقد ارتكب قتلة مأجورون لصالح الجمهورية الإسلامية، طوال عشرات السنين، عمليات اغتيال وجرائم إرهابية في أوروبا".

ورغم ذلك، بدت مسؤولة الملف الخارجي في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني مبتسمة ومرحة عند لقائها بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في فيينا في الشهر الماضي. وفي لقاء مع مجلة "وول ستريت جورنال"، عرض مسؤول فرنسي، لم يرغب بذكر اسمه، سبباً يمنع مسؤولين أوروبيين من مساءلة حكام إيران، قائلاً: "يبقي هؤلاء على حوار ديبلوماسي مع النظام الديني آملين بدفعه إلى شيء من الانضباط وتأجيل بعض جوانب برنامج أسلحته النووية".

ولكن برأي الكاتب، يصوغ قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا سياساتهم استناداً لكراهيتهم للرئيس الأمريكي ترامب، ولعدم رغبتهم بالاعتراف بأنهم انصاعوا لصفقة أوباما رغم كونهم أذكياء بما يكفي للإقرار بعيوبها القاتلة، ولإيمانهم، بفعالية التهدئة.