المسؤول في وزارة الخارجية  الأمريكية بريان هوك معلناً إنشاء فريق خاص لإيران.(أرشيف)
المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بريان هوك معلناً إنشاء فريق خاص لإيران.(أرشيف)
الأحد 19 أغسطس 2018 / 12:42

فريق عمل أمريكي للضغط على إيران..خطوة رمزية أم أكثر؟

في معرض تحليله لقرار اتخذه مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بشأن تشكيل مجموعة جديدة بهدف تنسيق الضغط السياسي والاقتصادي للإدارة الأمريكية ضد إيران، يرى روبي غرامر، محرر الأمن القومي والديبلوماسية الأمريكية لدى موقع "فورين بوليسي" أن رئيس الديبلوماسية الأمريكية يسعى لإجبار طهران على وقف "سلوكها العنيف والمزعزع لاستقرار المنطقة"، المتواصل منذ عقود.

لم تخصص موارد جديدة لمجموعة العمل، ولم ترسم استراتيجية مختلفة لها، ولم تمنح أية سلطات حديثة

وقد أطلق بومبيو على الهيئة الجديدة اسم "مجموعة عمل خاصة بإيران"، أثناء مؤتمر صحفي، عقده قبل أيام. وقال إن المجموعة سوف تعمل تحت قيادة بريان هوك، المدير الحالي للتخطيط السياسي لدى وزارة الخارجية الأمريكية.

إشارة إضافية
وحسب غرامر، يتزامن الإعلان عن تشكيل المجموعة الجديدة، مع إعادة فرض الإدارة الأمريكية عقوبات شديدة على صناعة النفط الإيراني، وسواها من القطاعات الاقتصادية الرئيسية. وقد اعتبر الإعلان، في واشنطن، بمثابة إشارة إضافية على انشغال الرئيس الأمريكي ترامب، ببلد وقع قبل ثلاث سنوات صفقة مع الولايات المتحدة من أجل تعليق برنامجه النووي.

وقال بومبيو لصحفيين، يوم الخميس الماضي: "نأمل أن نتوصل سريعاً لاتفاق جديد مع إيران، ولكن يجب أن نشهد تحولات كبرى في سلوك النظام، سواء في الداخل الإيراني أو عند حدود إيران".

وتابع وزير الخارجية الأمريكي: "نحن ملتزمون ببذل قصارى جهودنا الرسمية لتعديل سلوك النظام الإيراني. وستواصل مجموعة العمل الخاصة بإيران التنسيق بشكل وثيق مع وكالات أمريكية أخرى".

توقعات
ويتوقع كاتب المقال أن يترك بريان هوك عمله كمدير لقسم التخطيط السياسي، أحد أشد المناصب أهمية لدى وزارة الخارجية الأمريكية، بعدما عينه وزير الخارجية السابق، ريك تيلرسون، على أن يحل مكانه كيرون سكينر، أكاديمي ومستشار سابق لدى البنتاغون خدم ضمن فريق ترامب خلال المرحلة الانتقالية، في بداية 2017.

ويلفت كاتب المقال إلى امتناع كل من وزارة الخارجية الأمريكية أو سكينر ذاته عن التعليق على موعد ترك هوك لوظيفته، وتسلم سكينر، بعدما كان من أشد المقربين لتيلرسون، ودائم الحضور أثناء مداولات تتعلق بالسياسة الخارجية.

غضب واشنطن
كذلك، أشرف هوك على تعاملات واشنطن مع حلفاء أوروبيين بشأن إيران، قبل وبعد إعلان ترامب عن انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية، في مايو(أيار). وقد أغضب قرار ترامب حلفاء أوروبيين، ممن عارضوا إعادة فرض عقوبات على إيران.

ولمح هوك إلى احتمال إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الإيرانية، ولكن شرط تلبيتها مطالب أمريكية. وقال: "إذا أظهر النظام الإيراني التزامه بإجراء تعديلات جوهرية على سلوكه، عندها يكون الرئيس مستعداً للمشاركة في حوار يهدف لإيجاد حلول". لكن العقوبات لن ترفع، ولن تعود العلاقات الديبلوماسية والتجارية الكاملة مع الولايات المتحدة، كما لن يكون هناك أي تعاون اقتصادي بين طهران وواشنطن، ما لم نر جدية كاملة من قبل النظام الإيراني بشأن تعديل سلوكه".

إعلان رمزي
ولكن معظم المحللين رأوا في الإعلان عن تشكيل المجموعة الجديدة خطوة رمزية لا أكثر. وفي ذات السياق، قال بريت برونين، ديبلوماسي أمريكي أسبق يدير حالياً "غرفة الوضع الدولي" شركة استشارات مقرها في واشنطن: "لم تخصص موارد جديدة للفريق، ولم ترسم استراتيجية أخرى، ولم تمنح مجموعة العمل أية سلطات حديثة".