صورة رمزية لأجواء العيد.(أرشيف)
صورة رمزية لأجواء العيد.(أرشيف)
الأحد 19 أغسطس 2018 / 19:07

كيف تفرح بالعيد؟

بورك شعب يعشق صناعة الفرح، ويحارب صناع الموت. وتحية لجنودنا البواسل في جبهات الواجب

في سيرة من تستعصي سيرته على النسيان مواقف عطاء لا ينضب، وحب لا يخبو، وعاطفة لا تشيخ. بقي ذكر الشيخ زايد في قلوب من عرفه ومن لم يعرفه، من عايشه ومن سمع عنه، لأنه وببساطة كان يحب أن يرى الفرح في عيون الآخرين.

يعرف عنه رحمه الله أن خرج في جولة تفقدية لأبوظبي قبل العيد بيوم، فاستوقفته امرأة تشكو غياب زوجها في السجن في قضية ديون ومطالبات مالية. فرفق رحمه الله بدمعتها، ولم يبت ليلته أو يصبح في يوم العيد إلا وهذا الزوج السجين بين أهله هو ومئات غيره ممن تكفل رحمه الله بتسديد ديونهم.

صارت بعدها عادة سنوية عند حكام الإمارات في مكارم العيد التي لم تتوقف، فكّاً للعاني، وقضاء للدين، ومساعدة للمحتاج. في بلد يعرف كيف يفرح بالعيد وكيف يصنع الفرح.

مجالس حكام الإمارات في العيد هي مجالس أهل وعشيرة. يقدم فيها أبناء الوطن إلى كبير العائلة، فيسلّمون ويهنئون ويباركون. وعلى مثل هذه العادة تعوَّد الوطن: مؤسساته وأفراده.

الجهود التي تبذلها حملة الحج الرسمية للدولة ليست في مسار مختلف، وكذلك وزارة الداخلية في إدارتها للحركة والمرور، ومثلها كافة مؤسسات المجتمع الذي جعلت من العيد احتفاء لا عطلة. إنها جميعاً وفق الرؤية نفسها، ومنطلقة من التوجه ذاته. توجه المؤسس ورؤية القيادة.

حين تنظر الإمارات للسعادة، وتجعلها مرتكزاً أساسياً في حياة المجتمع، فإنها تعي أن السعادة تشمل جميع جوانب الشخصية: الروحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.

إن من هيأ الله له هذه البيئة، وحظي بالعيش على هذه الأرض، بقي عليه أن يقوم بدوره ويعرف كيف يفرح بالعيد في بلد يصنع الفرح للعالم؟

أول ما يجب عليك أن تفعله هو الالتزام بالفكر الذي أنتجه المجتمع وارتضاه وتراضى عليه، لا بالخروج عنه، أو الهروب منه. أولئك الذين يهربون من العيد بالسفر نقول لهم عبارة خطها مسافر حكيم: "إن من لا يحب المكان الذي سافر منه، لن يحبه المكان الذي يسافر إليه".

وثاني ما نوصيك به هو أن ترسم البسمة على وجهك رسماً، وتصنعها على شفاه المحيطين بك صنعاً، وبقدر ما تذهب بعيداً، فإنك تكون رشيداً سديداً. وانظر إلى التفاتة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تلمس في أيام العيد مصاب كيرالا، مشيداً برجالها ومتعاطفاً مع الوضع الصعب الذي يعيشه أبناؤها بسبب الأحوال الجوية الصعبة وما سببته من خسائر في الأرواح والممتلكات.

فبورك شعب يعشق صناعة الفرح، ويحارب صناع الموت. وتحية لجنودنا البواسل في جبهات الواجب.