الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الإثنين 20 أغسطس 2018 / 11:27

نيويورك بوست: أردوغان يقود تركيا إلى كارثة

حذرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية في افتتاحيتها من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على قيادة بلاده إلى الخراب، وقد بدأ فعلا خطواته الأولى نحو تدمير اقتصاد تركيا.

طريق أردوغان إلى الازدهار يبدو مسدوداً؛ إذ تبلغ قيمة ديون تركيا الخارجية 217 مليار دولار أمريكي، كما تعتبر واحدة من أكبر الدول التي تواجه العجز التجاري

وترى الصحيفة أن الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب اعتقال الأخيرة للقس الأمريكي أندرو برانسون بتهم إرهابية ملفقة ليست السبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تشهدها تركيا؛ إذ إن جذور المشكلة تتمثل في إصرار رجل تركيا القوي "أردوغان" على الدفع ببلاده إلى الانهيار.
  
هوس بالسلطة المطلقة
وتقول نيويورك بوست "على الرغم من أن صعود أردوغان إلى السلطة كان بناء على وعوده بحكومة نزيهة وتحقيق الازدهار الاقتصادي، وقد شهدت تركيا بعضاً منهما في سنوات حكمه المبكرة، فإن هوسه بالحصول على السلطة المطلقة قد أفسد تلك الإنجازات، فضلاً عن تعمد أردوغان سحق المعارضة من جميع منافسيه المحتملين".

وتلفت الصحيفة إلى أن برانسون ليس الرهينة الوحيدة التي يحتفظ بها أردوغان في محاولة فاضحة لإجبار واشنطن على تسليم حليفه السابق، رجل الدين فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في بنسلفانيا منذ وقت طويل، ويتهمه أردوغان بأنه وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة لعام 2016، بالإضافة إلى كشف الفساد الكبير في النظام قبل بضع سنوات.

ومع ذلك منح الانقلاب الفاشل أردوغان ذريعة لاتخاذ إجراءات صارمة وإحكام قبضته على البلاد، شملت اعتقال 50 ألف شخص وتشريد قرابة 110 ألف موظف حكومي من وظائفهم بزعم ارتباطهم بحركة غولن. وعلاوة على ذلك، أسكتت الصحافة التركية التي كانت تتمتع بالحرية من قبل.

طريق مسدود
وتصف "نيويورك بوست" طريق أردوغان إلى الازدهار بأنه يبدو مسدوداً؛ إذ تبلغ قيمة ديون تركيا الخارجية 217 مليار دولار أمريكي، كما تعتبر واحدة من أكبر الدول التي تواجه العجز التجاري في دول الأسواق الناشئة، وقبل الأزمة الأخيرة ارتفعت معدلات التضخم وفقدت العملة التركية نصف قيمتها خلال الأشهر الأخيرة.

وفي ظل هذه الأجواء، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات ضد تركيا خلال الشهر الجاري بسبب رفض أردوغان إطلاق سراح برانسون، كما يهدد ترامب باتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة. ورداً على ذلك دعا أردوغان إلى مقاطعة أجهزة "آيفون" وغيرها من المنتجات الإلكترونية الأمريكية، الأمر الذي وصفته الصحيفة بأنه تهديدات جوفاء ولن تحشد حتى مؤيدي حكمه المستبد الذين يتناقص عددهم.
  
وتلفت "نيويورك بوست" إلى أنه بين حالة الطوارئ التي أعلنها بعد الانقلاب الفاشل وانتصاراته في التصويت اللاحق (إضافة إلى السنوات التي أمضاها في تطهير الجيش) استولى أردوغان على سلطة شبه كاملة، رغم أن سياساته تقوض عجلة الاقتصاد في البلاد. وللأسف يعاني الشعب التركي، وستتزايد المعاناة إذا استمر أردوغان في منصبه، ولكن الدلائل تشير إلى أن أردوغان لا يأنه لهذا الأمر.

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها "لا يزال أمام تركيا طريق طويل حتى تصل ينهار اقتصادها تماماً مثل فنزويلا، ولكن أردوغان اتخذ بالفعل أولى الخطوات في هذا الاتجاه، ومن المحتمل أن يقود النهج المتشدد لفريق ترامب في إصابة ذلك الطاغية بصدمة تجعله يعود إلى صوابه".