جهاديون في أفغانستان.(أرشيف)
جهاديون في أفغانستان.(أرشيف)
الإثنين 20 أغسطس 2018 / 13:22

ظل أسامة بن لادن يرخي بثقله على مسيرة ابنه حمزة

استنتج سيث فرانتزمان، كاتب يشارك في تحرير موقع "ذا هيل" الإخباري، من لقاء أجري مع عليا غانم، والدة أسامة بن لادن، ونشر مطلع أغسطس (آب)، أنها لاتزال فخورة بابنها، وأن ابنه حمزة، يسعى إلى السير على نفس الطريق للانتقام لمقتل أبيه في غارة أمريكية تمت باكستان، في 2011.

كما تأثر أسامة بن لادن بتنظيم الإخوان المسلمين الذي شن حملات إرهابية في مصر وسوريا وسواها من المناطق في السبعينات والتسعينات، نشأت تنظيمات جهادية إرهابية، مثل داعش وبوكو حرام، من رحم الفوضى التي أعقبت هجمات 9/11، في كل من أفغانستان وسواها

وقال حسن العطاس، الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن، لصحيفة ذا غارديان البريطانية "عندما ظننا أن كل شيء قد انتهى، خرج حمزة ليقول إنه سوف ينتقم لمقتل أبيه".

ارتباط وثيق
ويشار إلى أن حمزة هو ابن خيرية صابر، إحدى زوجات أسامة بن لادن، وكانت تقيم معه عند اغتياله. وهو لايزال مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بقيادة القاعدة، ويحتمل أنه عبر الحدود من إيران إلى أفغانستان. وهكذا، وبعد 17 عاماً على أحداث 9/11، يحتمل وجود بن لادن آخر في أفغانستان ضمن عدد من القوى الإرهابية، بما فيها مقاتلو داعش وطالبان، من الباحثين عن تبني ماركة الإرهاب.

حكاية العراب
ويرى كاتب المقال أن حكاية بن لادن تشبه إلى حد كبير قصة فيلم "العراب"، بوصفها تمثل حكاية فصائل جديدة تابعة للإرهاب الجهادي، كما كان حال عمليات الإبادة الجماعية التي نفذها داعش في العراق وسوريا، أو عمليات خطف جماعي لصبايا وبيعهن في سوق الرقيق، وكذلك تفجير مساجد على يد تنظيم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا.

وفي اللقاء الأخير، تقول عالية غانم، والدة أسامة بن لادن، إنها لم تنشأ كفتاة مسلمة محافظة. فقد ولدت في اللاذقية لأسرة من الطائفة العلوية.

وتعرض العلويون لهجمات من إسلاميين متشددين. وانتقلت غانم إلى السعودية في خمسينيات القرن الماضي ،عند زواجها من والد أسامة بن لادن. وفي صورة للعائلة التقطت في السبعينيات، أثناء زيارة الأسرة إلى السويد، يبدو أبناؤها كأعضاء في فرقة للبيتلز أكثر من كونهم أفراد أسرة سعودية محافظة. وتزوج أسامة من ابنة خاله، نجوى غانم، وهي أيضاً من اللاذقية، في سوريا. وذلك يعني أن النساء في المرحلة الأولى من حياته تأثرن بالعلمانية السورية، لا بوجهات نظر سنية متشددة.

بداية التأثير
وحسب والدة أسامة بن لادن، بدأت مرحلة التحول في حياة أسامة بن لادن أثناء دراسته للهندسة، عندما تعرف على أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وبدأ يتأثر بأفكارهم.

ويقول كاتب المقال إن سيرة أسامة بن لادن باتت معروفة للجميع بدءاً من انضمامه للمجاهدين في أفغانستان، ومحاربته للسوفيات، ثم تآمره على الولايات المتحدة، وطرده من السعودية في 1991، وإقامته معسكراً في السودان، وهروبه إلى باكستان حيث قتل.

الإخوان
وبرأي الكاتب تكمن أهمية سير حمزة بن لادن على درب أبيه في أنها تكشف أن الجماعات الإرهابية لا تعمل في فراغ. فكما تأثر أسامة بن لادن بتنظيم الإخوان المسلمين الذي شن حملات إرهابية في مصر وسوريا وسواها من المناطق في السبعينات والتسعينات، نشأت تنظيمات جهادية إرهابية، مثل داعش وبوكو حرام، من رحم الفوضى التي أعقبت هجمات 9/11، في كل من أفغانستان وسواها من المناطق.

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة لاستمرار القاعدة بعد مضي 20 عاماً على تفجير التنظيم لسفارتي أمريكا في تنزانيا وكينيا، في 1998. كما نشأت شبكة جديدة للتنظيم الجهادي في شمال أفريقيا وعبر منطقة الساحل في أفريقيا عند الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد. وتخوض الولايات المتحدة حرب ظل هناك، حيث تدرب قوات حكومية محلية حول كيفية محاربة إرهابيين.