مناصررون لحماس ينظمون تظاهرة مؤيدة لقطر في غزة.(أرشيف)
مناصررون لحماس ينظمون تظاهرة مؤيدة لقطر في غزة.(أرشيف)
الإثنين 20 أغسطس 2018 / 14:28

تقرير: جهود قطر لغزة تثير الشكوك

كتب الصحافي سيث فرانتزمان في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن قطر تسعى إلى لعب دور في السياسة الإسرائيلية لغزة، وسط الأزمة المتفاقمة مع حماس في الأشهر الستة الأخيرة، معتبراً أن هذه الجهود أثارت قلقاً مع العزلة التي تعانيها قطر بسبب مساعي واشنطن لإبرام "صفقة القرن" ونزاع الدوحة مع جيرانها الخليجيين.

الصفقة الحقيقية لهذه السنة تكمن في آمال قطر بتحقيق توع من الاتفاق لغزة يشمل مصر وإسرائيل وحماس الولايات المتحدة، مع إبقاء رام الله وتركيا بعيدتين عنه

ويلفت الصحافي إلى أن النقاشات الأخيرة المتعلقة بوقف النار قد تعيد قطر إلى مجموعة الدول الساعية إلى حل بين إسرائيل وغزة.

وبثت القناة العاشرة في الإذاعة الإسرائيلية الأسبوع الماضي أنه في يونيو (حزيران)، التقى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في قبرص المبعوث القطري إلى الدوحة محمد العمادي، وبحث معه خصوصاً في الأزمة الإنسانية في القطاع. ويمكن قطر أن توفر ما يصل إلى 350 مليون دولار في سياق اتفاق جديد لاتفاق سلام بين إسرائيل وغزة، علماً أنها قدمت نحو 800 مليون دولار منذ 2014.

هدنة طويلة مع حماس
ويوم الخميس، أفاد تقرير آخر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وقال الصحافي إن المناقشات المعقدة بين إسرائيل ومصر، وحماس ومصر، والولايات المتحدة، وقطر، و- بين إسرائيل وقطر، هي الخلفية للمحاولة الحالية لإيجاد هدنة طويلة المدى مع حماس.

العمادي
وفي يوليو (تموز)، أبلغ العمادي إلى الجزيرة أن قطر تناقش اتفاقاً لوقف النار مدته خمس أو عشر سنوات مع إسرائيل، في ما بدا رسائل إلى كل من حماس وأمريكا.

وقال إن "المصريين منخرطون عملياً...ولكن المشكلة هي أن المصريين ليسوا موثوقين من حماس. لأنه منذ أكثر من سنة، قدم المصريون وعوداً لحماس لإتمام مصالحة مع فتخ، لكنهم لم ينفذوها".

من هذا المنطلق، قال الصحافي إن القصة الأعمق هي أن العمادي حاول تصوير قطر على أنها الشريك "ذو الصدقية" للجانبين. ولكن من هما هذا الجانبان، حماس وفتح، أم حماس ومصر، أم حماس وإسرائيل، أم حماس والولايات المتحدة؟.

عباس وتركيا
وإلى تذكيره بالتقارب بين قطر وتركيا منذ إعلان الرباعي مقاطعته للدوحة، لفت الصحافي إلى أنه منذ إعلان الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2017 أنها ستنقل سفارتها إلى القدس، تقربت القيادة الفلسطينية من تركيا. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أخيراً إنه سيقف مع أنقرة بمواجهة الولايات المتحدة، وهو أجرى محادثات في الأردن الأسبوع الماضي وأعلن رفضه الخطة الأمريكية قبل أن يطير إلى الدوحة.

ورأى الصحافي أن هذا الأمر يثير فوضى معقدة، ولكن مع تكتلين من حلفاء متمايزين. وتقيم قطر وتركيا والسلطة الفلسطينية وحماس مستويات مختلفة من العلاقات، وتتمتع إسرائيل ومصر والولايات المتحدة بعلاقات ودية. لذا فإن الحديث عن اتفاق لوقف النار بين إسرائيل وحماس يجري في ظل رغبة قطر للاضطلاع بدور في المعسكرين.

أي دور تلعبه قطر؟
ويتساءل الصحافي أي دور هذا الذي تلعبه قطر؟. ففي اجتماعاته في الدوحة مطلع أغسطس، أشاد عباس بجهود قطر في إعادة إعمار غزة، ولكنه لفت إلى أن هذه الجهود يجب أن تمر "من حلال السلطة الشرعية للحكومة الفلسطينية".

وحضر رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يذهب إلى رام الله ولم يلتق عباس الغاضب على ما يبدو من إمكان إعطاء الاتفاق شرعية لحكم حماس في غزة. وهو يريد أن تمر المساعدات الإنسانية عبر رام الله ولا يريد تمكين حماس.
ومن جهتها، عندما تبحث قطر في موضوع غزة فهي لا تأتي دائماً على ذكر السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، ادعى العمادي في فبراير بأنه "إذا كنا نساعد حماس، فهل تعتقدون أن إسرائيل ستسمح لنا بالدخول والخروج؟".

ممر بحري عبر قبرص!
والأكثر غرابة ما قالته قناة الميادين من أن حناس ستحظى بتوع من الممر البحري إلى قبرص، وأن قطر ستدفع رواتب في غزة، متجاوزة العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على الرواتب في القطاع.

الصفقة الحقيقية
ويؤكد الصحافي أن الدوحة مستعدة للقيام بما كل في استطاعتها للعب دور، لأنها تحاول إظهار قدرتها لواشنطن، بعدما حاولت العام الماضي تعبئة مجموعات ضغط في واشنطن من خلال أصوات مؤيدة لإسرائيل ودفعت مبالغ كبيرة. إلا ان هذه المحاولة لم تنجح، لذا تواصلت الدوحة مع جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات اللذين كلفهما ترامب الدفع للتوصل إلى اتفاق سلام.

وقبل اللقاء المفترض بين قطريين وليبرمان في قبرص، اجتمع أمير قطر مع فريق غرينبلات-كوشنر. وعلى رغم كل الحديث عن "صفقة القرن"، فإن الصفقة الحقيقية لهذه السنة تكمن في آمال قطر بتحقيق توع من الاتفاق لغزة يشمل مصر وإسرائيل وحماس الولايات المتحدة، مع إبقاء رام الله وتركيا بعيدتين عنه. وبالتأكيد، ستكون تركيا، الحليف الأوثق لقطر حالياً، قلقة من هذا الشأن.