الأحد 9 سبتمبر 2018 / 10:21

صحف عربية: الحوثيون متمسكون بتاريخهم المناهض للسلام

24 - إعداد: حسين حرزالله

أحال مستشار الرئيس اليمني عضو لجنة المشاورات ياسين مكاوي، فشل جهود السلام في جنيف إلى انفصام إدارة العملية السياسية من قبل الأمم المتحدة، بينما تؤكد مواقف ميليشيا الحوثي المرتبكة وغير المتفقة مع الواقع السياسي والعسكري والتحولات المتسارعة في اليمن، ارتهان الحوثي إلى القرار الإيراني المطلق.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن تخلُّف الحوثيين عن المفاوضات شيء معهود بهم وأسلوبهم لابتزاز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فيما رأى مسؤول يمني أن الانقلابيين غير معنيين بإحلال السلام في اليمن لأنه سيسلبهم السلطة.

انفصام أممي 
قال مستشار الرئيس اليمني عضو لجنة المشاورات ياسين مكاوي، بحسب صحيفة "عكاظ"، إن انفصام إدارة العملية السياسية من قبل الأمم المتحدة والحديث بوجهين مختلفين، جزء من السبب في عرقلة جهود السلام، محملاً مبعوث الأمم المتحدة والحوثيين المسؤولية الكاملة عن إفشال السلام.

ووصف المؤتمر الصحافي لمبعوث الأمم المتحدة بغير الموفق ومخيب لآمال الشعب اليمني قائلاً: "للأسف الشديد المبعوث الأممي مارتن غريفيث لم يكن موفقاً في مؤتمره الصحافي ولم يحدد من أفشل المشاورات مع أن الشواهد تبين أن المعطلين هم الحوثيون"، موضحاً بأن تعطيل الميليشيا للمرة الرابعة ليس بجديد فهم يكررون هذه العملية في آخر لحظة دائماً ولا يريدون السلام المنشود والمستدام لليمنيين.

وأضاف "أفشل الحوثيون مشاورات جنيف وبيل والكويت، واليوم أيضاً قاموا بإفشالهم للمشاورات"، داعياً المجتمع الدولي وخصوصاً المبعوث الأممي، أن يكون واثقاً وأن يتعامل خارج الانفصام الذي يمارسه في العملية السياسية.

وأشار إلى أن "العمليات العسكرية مستمرة وستحقق الانتصار والحسم، فهذه الفئة الضالة لا تعرف إلا لغة السلاح".

رهانات عقائدية
وذكر مراقبون أن الحوثيين من خلال سلوكهم المتعّنت في ما يتعلق بانخراطهم في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة والتي كانت محطتها الرابعة في جنيف، ورفضوا الذهاب إليها متعللين بذرائع واهية، تثير علامات الاستفهام حول هامش المناورة الذي لا يزالون يراهنون عليه، في ظل الواقع السياسي والعسكري والتحولات المتسارعة التي تعصف بالمشهد اليمني منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم في مارس (آذار) 2015.

وأضافوا بحسب صحيفة "العرب" اللندنية، أن أحد أسباب المواقف الحوثية المرتبكة والغامضة والتي لا تنسجم مع القراءة السياسية الواقعية يعود في الأساس إلى حالة الارتهان المطلق من قبل الحوثيين للقرارات والإملاءات الإيرانية التي تصب في صالح طهران ومقايضتها المجتمع الدولي بالملف اليمني واستثماره لصالح أهداف إيرانية بحتة.

وأشار الصحيفة إلى قائمة محتملة من الفرضيات التي تفسر حقيقة الموقف الحوثي ورهاناته، التي يطمح من خلالها إلى استمرار سيطرته على صنعاء والوصول إلى قلب المنطقة القبلية في اليمن، وترك معركة الحديدة معلّقة، مستفيداً لتحقيق ذلك من نتائج الانقسامات التي يزرعها حزب الإصلاح بين المعسكر الآخر، والحملات التي تقودها قطر وإيران ضد التحالف العربي، والمواقف المرتبكة للأمم المتحدة وبعض الدول الغربية.

كما أكد باحثون سياسيون أنه لا يمكن قراءة سلوك جماعة عقائدية مثل الجماعة الحوثية الانقلابية، ضمن سياق سياسي بحت، نتيجة سيطرة التيار الراديكالي المتعصب الذي لا يؤمن بالبراغماتية السياسية، معتقداً أنه يخوض حرباً مقدسة، تستند بشكل كبير إلى معتقدات دينية وأوهام الولاية والتمكين في أوقات القوة والمظلومية في مراحل الانكسار.

وأوضح الباحث السياسي اليمني ثابت الأحمدي، أن قبول الحوثيين بالمفاوضات السياسية يعني "تنازلهم عن الحق الإلهي المتوارث وفق النظرية (الهادوية)، التي تستمد مزعوم شرعيتها من السماء لا من الشعب، أو من المفاوضات والاتفاقات والحوارات"، مضيفاً أن الحوثيون خلال تاريهم السياسي "لم يفوا قطّ بوعد قطعوه ولم يلتزموا باتفاق أبرموه، منذ بداية الحرب الأولى في العام 2004".

استياء من المبعوث الأممي
ومن جانبه، قال وزير الدولة اليمني، وعضو الوفد المفاوض في جنيف، الدكتور محمد العامري، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "تخلُّف الحوثيين عن المفاوضات، شيء معهود بهم، ومردّ ذلك يعود إلى أنهم يمارسون ابتزاز الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، من خلال هذه التصرفات الرعناء التي يقدمون عليها".

وأشار العامري، إلى موجة استياء عارمة انتابت وفد الشرعية المفاوض، بسبب "تلكؤ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، في اتخاذ خطوة أكثر صرامة لجلب الحوثيين لطاولة المفاوضات".

وأضاف أن "تخلف الحوثيين عن المفاوضات، بعث رسالة واضحة وهي أنهم لا يرغبون في السلام وأنهم يعرقلون مسيرة المفاوضات وهذا شيء يفهمه الكل، لكن الشيء الذي لا نفهمه، الموقف من المبعوث الخاص الذي كان من المفترض أن يحملهم المسؤولية، وأن يضغط عليهم وأن يعلن للرأي العام أن هؤلاء يعرقلون عملية السلام".

وقال وزير الدولة اليمني "للأسف وجدنا من المبعوث تبريراً وتمييعاً لهذا الموقف لصالح الحوثيين، وهذا ما رفضناه وأصدرنا بشأنه بياناً رسمياً صريحاً، أكدنا فيه أننا مستاؤون من موقف المبعوث الخاص لليمن"، مؤكداً أن الحوثيين "غير مهمومين بمعاناة الشعب اليمني ولا يلتفتون إلى الكوارث المأساوية التي كانوا سبباً في وقوعها عليه".

وشدد العامري على أن مشروع الحوثيين الطائفي والعنصري في اليمن، لا يمكن أن يمرر إلا بالعنف وبالدعم الإيراني اللامحدود، ولا يمكن أن يكون مقبولاً سياسياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً.

"مراوغة" السلام
ونقلت صحيفة "الحياة"، عن وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبدالباسط القايدي: "أن الحوثيين ينظرون إلى السلام محطة تسلبهم السلطة التي اغتصبوها بقوة السلاح"، معتبراً عدم حضور وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية إلى مفاوضات جنيف "سلوكاً انقلابياً، يثبت عدم جدية الحوثيين في إحلال السلام في اليمن".

وأضاف القايدي "بالعودة إلى تاريخ الحوثي، نجد أن هذه الجماعة ولدت من رحم البندقية في 2004، متمردة على الدولة والمجتمع، وخلال عقد ونصف العقد من الزمن، هو عمر هذه الميليشيات، سال الدم اليمني غزيراً، ونقضوا أكثر من 100 اتفاق وعهد التزموه أمام وسطاء داخليين وخارجيين"،

وأكد أن سلوك وفد الحوثي الأخير "ليس شاذاً"، ويأتي في سياق السلوك المتجذر والأصيل لجماعة انقلابية نشأت في مستنقع الموت والدمار والخراب.