الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 / 12:03

صحف عربية: اتفاق سوتشي يتوج بوتين فائزاً أول في سوريا

بعد اتفاق تركيا وروسيا أمس الإثنين، في مدينة سوتشي على تجنيب مدينة إدلب السورية حرباً كانت تهدد بمقتل مئات الآلاف وتشريد السوريين المدنيين، تتزايد التساؤلات عن وجهة المقاتلين في صفوف المعارضة، بعد اتفاق سوتشي، وعن الفائز الحقيقي، في هذه المرحلة من الحرب السورية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، فإن اتفاق سوتشي على إدلب سينفذ على 3 مراحل مختلفة تنفذ أولها قبل منتصف أكتوبر (تشرين أول) المقبل. 

حرب إدلب المؤجلة
تساءلت صحيفة "الغد" الأردنية في مقال مترجم، عن الوجهة الجديدة لكل هؤلاء المقاتلين في إدلب؟.

ويقول كاتب المقال الذي نشر في صحيفة "اندبندنت"، إن السوريين يستطيعون البقاء لكن الأجانب يجب أن يغادروا، كما يصر الجنرال في النظام السوري المدعو سلطان، ولكن من الذي يقبل عودة المقاتلين الأجانب؟ أشك في أن فلاديمير بوتين، الذي يُحدق من على جدار مكتب سلطان بهذه العيون الزرقاء الفاتحة العابسة، سيرحب بعودة الشيشانيين إلى الشيشان.

 ولن تقبل تركمنستان بالتركمان، ولا أوزبكستان بالأوزبك. 

بوتين يشتري الوقت
ونقلت صحيفة "العرب"، عن مراقبين ترجيح سعي الرئيس الروسي في سوتشي لشراء بعض الوقت لإثبات أن نزع السلاح مهمة مستحيلة، وأن الطريقة الوحيدة هي الحرب، مشيرين إلى أن بوتين شدد في أكثر من مرة خلال كلمته في المؤتمر الصحافي المشترك عقب القمة على أن هذه الخطوات باقتراح من أردوغان، وهو ما يعني تحميله مسؤولية الفشل في تحقيق مهمة تبدو أكثر من مستحيلة.

وإلى جانب ذلك تضمن الاتفاق تواريخ ومواعيد قريبة وقصيرة الأجل، مع تكليف تركيا بمهمة تجريد "الإرهابيين" من السلاح وفي مقدمتهم أسلحة جبهة النصرة سابقا، هيئة تحرير الشام، وسلاحها الثقيل، قبل منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

3 مراحل
وفي دمشق هلل الإعلام الموالي للنظام للاتفاق والصفقة الروسية، وقالت صحيفة "الوطن" التي تعد المتحدث غير الرسمي باسم الأسد ودائرة الحكم السوري، إن مصادر دبلوماسية في موسكو كشفت أن الاتفاق الروسي التركي سيكون على ثلاث مراحل: إقامة منطقة "منزوعة السلاح" بعمق 15 كيلومتراً حول مدينة إدلب، قبل منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ثم نزع السلاح الثقيل في المرحلة الثانية، قبل 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بإشراف روسي تركي، ثم أخيراً، في المرحلة الثالثة، دخول مؤسسات الدولة السورية لاستلام مهامها في إدلب قبل نهاية العام.

ويُوحي هذا التبني السوري لاتفاق سوتشي، باقتناع نظام الأسد، بأنه انتهى من الدور التركي في سوريا، بعد إفراغه من مقوماته وأبرزها تسليح ودعم الفصائل المقاتلة من المعارضتين المعتدلة والمتطرفة، التي تمتد من فصائل السوري الحر، إلى بعض الميليشيات الموالية لتركيا، انتهاء بالنصرة سابقاً، بعد الموافقة على اعتبارها تنظيماً إرهابياً، وهو ما أورده الاتفاق حسب الوطن السورية التي قالت إنه يتضمن صراحةً التشديد على "اعتبار الفصائل التي ترفض هذا الاتفاق عدوة حتى للجيش التركي" وليس السوري النظامي، أو الروسي أيضاً.


صفقة الثعلب
أما موقع "بوابة فيتو" المصري الإخباري، فاعتبر سوتشي والاتفاق الروسي التركي، انتصارا مدوياً لبوتين وحده، وهزيمة مدوية لكل من أردوغان وبشار الأسد، فضلاً عن إيران، التي غابت عن المشهد.

واعتبر الموقع في مقال بعنوان "صفقة ثعلب روسيا" الذي أسقط إدلب دون إطلاق رصاصة واحدة، أن إدلب استناداً إلى تحليل لمدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية المصري، مصطفى اللباد،  "لا تمثل قيمة إستراتيجية كبرى لدى موسكو، مقارنة مع تحويل خصم تاريخي مثل تركيا إلى شريك إقليمي لروسيا بعد قرون من العداوة".

واعتبر الموقع أن بوتين نجح في سوتشي في تحقيق نقاط هامة كثيرة، فوافقت تركيا بفضله على اعتبار هيئة تحرير الشام تنظيماً إرهابياً، والقبول بنزع سلاحها ولو بالقوة إذا اقتضى الأمر ذلك، إلى جانب التخلي عن التشكيلات والفصائل الأخرى الكثيرة الموالية أو القريبة من تركيا، وذلك في انتظار تحقيق مكاسب روسية جديدة، وفق اللباد، أبرزها على الأقل " منع تركيا من تحسين علاقاتها مجدداً مع أمريكا والناتو واستغلال التوتر الحالي في العلاقات التركية الأمريكية إلى أقصى مدى ممكن، والحد الأدنى عدم اضطرار تركيا إلى الاستعانة بهما للضغط على روسيا في المعركة حول إدلب".