الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 / 13:35

إيران على حافة الهاوية.. تصدعات في سياساتها الداخلية والخارجية

حذر الصحافي رامين جاهانيغلو، في مقال نشرته صحيفة "إنديان اكسبريس"، من أن الاقتصاد الإيراني بات على حافة الهاوية بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً ضد طهران.

الآراء المختلفة لممثلي النظام الإيراني المتشدد سيكون لها تأثير جوهري على المستقبل السياسي للبلاد وبقاء نظام الملالي في السلطة

 ويشير المقال إلى القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران في طهران في السابع من شهر سبتمبر( أيلول) الجاري، حيث ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني الوضع الراهن في سوريا، وبخاصة الوضع المأساوي في مدينة إدلب التي يسيطر عليها مجموعة من المنظمات الجهادية وتضم قرابة 1,5 مليون مدني نزحوا من مناطق أخرى في سوريا.

انهيار العملة الإيرانية
ولكن يرى جاهانيغلو أن هذه القمة استهدفت أيضاً تغطية كل القضايا ذات الصلة بتوثيق التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث لتفادي تأثير العقوبات المفروضة ضد إيران من الولايات المتحدة.

وقد وعدت كل من تركيا وإيران باتخاذ خطوات ملموسة في ما يتعلق باستخدام العملات الوطنية في التجارة الثنائية بين البلدين، وهو أمر متوقع؛ لمواجهة الضغوط على عملتيهما حيث بدأت روسيا وتركيا وإيران في البحث عن طرق للتخلي عن الدولار في التعاملات التجارية واستبداله بالعملات الوطنية.

ويعتبر جاهانيغلو أن هذه قضية حاسمة بالنسبة للحكومة الإيرانية، وربما تُعد أكثر أهمية من هجوم بشار الأسد ضد إدلب؛ لاسيما أن الريال الإيراني قد انخفض بنسبة 90% مقابل الدولار الأمريكي خلال 10 سنوات فقط. ومطلع الشهر الجاري سجل الريال الإيراني هبوطاً قياسياً إلى أدنى مستوياته أمام الدولار الأمريكي؛ إذ فرضت واشنطن أول مجموعة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران خلال الشهر الماضي ومن المقرر أيضاً أن تفرض عقوبات أكثر صرامة في الرابع من شهر نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، الذي يوافق ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 واحتجاز 52 أمريكياً كرهائن لمدة 444 يوماً.

ضغوط العقوبات الأمريكية

ورداً على ذلك، وعدت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة إذا استمرت العقوبات الأمريكية ولم تعد إيران قادرة على بيع نفطها. وعلى الرغم من أن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب منذ شهر أغسطس( آب) الماضي جاءت ضد إرادة الصين وروسيا والأطراف الأوروبية للاتفاق النووي الإيراني، فإن الشركات الأوروبية الكبرى مثل "توتال" و"ديملر" قطعت علاقاتها التجارية مع طهران خوفاً من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي الوقت نفسه، دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الحكومة الإيرانية، مؤخراً، إلى التخلي عن أي شراكة مع الأوروبيين، وقال خامنئي: "إذا لم تخدم صفقة النووي مصالحنا الوطنية، فيمكننا التخلي عنها".

ويرى كاتب المقال أن السلطات الإيرانية لا ترغب في الدخول في أي مفاوضات مع إدارة ترامب، وهي أقامت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد قرار إعادة فرض العقوبات، وعلى الأرجح ستستغرق المحكمة عدة أشهر لإصدار حكم مؤقت.

عزلة وخيارات محدودة
وفي الوقت ذاته، بدأت الضغوط المالية والاقتصادية في التأثير بالفعل على إيران، وثمة تقارير حول نقص العملة الأجنبية في مكاتب الصرافة الإيرانية. وعلى سبيل المثال أفاد تقرير حديث صادر عن مركز البحوث البرلمانية الإيراني أن هروب رأس المال قبل 20 مارس (آذار) وصل إلى 13 مليار دولار، وأن إيران باتت معرضة للاستغلال من قبل جيرانها، والدليل على ذلك أن الاتفاق الإقليمي الأخير حول بحر قزوين ترك إيران خاسرة، وبسبب العزلة والخيارات المحدودة المتاحة، بدأت إيران مؤخراً في التقرب من باكستان.

ويقول الكاتب: "بينما كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يتحدث مع نظيره الهندي حول علاقات الهند مع إيران، كان وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في إسلام أباد، وأعرب عن أمله في أن تقود القيادة الباكستانية الجديدة إلى إعادة تنشيط مشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان وتخفيف الصعوبات المالية التي تواجه طهران".

ولكن الكاتب يؤكد أن باكستان لا تفضل تطوير ميناء "تشابهار" الإيراني لأنها تعتبره منافساً لميناء "جوادار" الذي تطوره الصين التي تتعامل مع باكستان كشريك إستراتيجي في الوقت الذي تعتبر فيه إيران مجرد سوق للتصدير.

ويختم المقال: "يبدو أن التصدعات بدأت تظهر في السياسات الداخلية والخارجية لإيران، وعلى الأرجح أن الآراء المختلفة لممثلي النظام الإيراني المتشدد سيكون لها تأثير جوهري على المستقبل السياسي للبلاد وبقاء نظام الملالي في السلطة".