لاعبا سان جيرمان مبابي ونيمار (رويترز)
لاعبا سان جيرمان مبابي ونيمار (رويترز)
الأربعاء 19 سبتمبر 2018 / 20:31

سان جيرمان والخيبات الأوروبية المتكررة

في كل مرة يتردد فيها صدى نشيد دوري الأبطال، تقشعر الأبدان، تتضاعف المشاعر وتقدم بعض الفرق ولاعبوها مستويات تتخطى إمكانياتها، مسحورين من الفرصة الفريدة للعب تحت أنظار أوروبا قاطبة، بل وربما العالم بأكمله.

لكن هذه القاعدة لا تنطبق على باريس سان جيرمان- خاصة في المواعيد الكبرى بالبطولة الأوروبية- ففي كل مرة تتردد فيها نغمات المقطوعة التي ألفها جورج فريدريك هاندل، ترتعش أقدام لاعبي الفريق الباريسي ويتزايد توترهم كأنهم يعانون من "رهاب" من هذه المسابقة.

وكان ملعب آنفيلد بكل عظمته وذكرياته شاهداً على آخر الإحباطات الأوروبية للفريق الباريسي، صاحب الميزانية الهائلة والقائمة العامرة بالنجوم، والذي يبدو حتى الآن عاجزاً عن الضرب بيده فوق الطاولة ليعلن أنه حقاً من ضمن كبار أوروبا.

هدف فيرمينو في الدقيقة 91 كان بمثابة طعنة قاتلة مستحقة ومنتظرة بعد أداء لين وممل غابت فيه السيطرة عن الفريق الباريسي ليستحق الهزيمة، خاصة وأن هدفي الفرنسيين جاءا على عكس سير المباراة التي انتهت لصالح ليفربول بنتيجة 3-2.

فهدف توماس مونييه جاء بعد ارتطام الكرة بأندرو روبرتسون لتصل الكرة للبلجيكي ويسددها، أما هدف كيليان مبابي فكان بعد خطأ في التمرير من المصري محمد صلاح في منتصف الملعب.

والحقيقة الواحدة الثابتة حتى الآن أن الفريق الذي يقوده توماس توخيل والذي كان يلعب سابقاً تحت إمرة أوناي إيمري يواجه صعوبات في التأقلم على المسارح الكبرى، كأنه ممثل لديه إمكانيات عظيمة إلا أنه يعاني من رهاب المسرح، أو في هذه الحالة رهاب من أعظم البطولات الأوروبية.

والدليل على هذا أن باريس سان جيرمان لا يكل أو يمل من إحياء حفلات أهداف على شرف خصومه محلياً في الدوري الفرنسي، دون أن يقدر فريق حتى على مواجهته، لكنه يفعلها دون أن تكون أنظار العالم كله عليه، فمهما بلغ عدد متابعي المباريات المحلية في الدوري الفرنسي- سواء من الملعب أو عبر الشاشات- فإنه لا يمكن مقارنته بمباراة في الـ"تشامبيونز"، خاصة إن كانت أمام خصم كبير.

بهذه الطريقة تختفي كل اللمسات واللمحات العبقرية لنيمار ورفاقه في المواعيد الأوروبية، يضيع البريق ويخفت اللمعان كأنهم نجوم بلا طاقة.

وحدث هذا في سانتياغو برنابيو وفي أليانز أرينا الموسم الماضي، حينما خسروا بثلاثة أهداف لواحدة أمام ريال مدريد وبايرن ميونخ، وعاد الأمر ليتكرر أمس بالخسارة بثلاثة أهداف لاثنين من ليفربول على ملعب آنفيلد أمام 50 ألف متفرج.

ولن تتحسن الأمور كثيراً، إذا لم يجد الفريق الباريسي حلاً لهذه المشكلة، خاصة أن كلا من نابولي الإيطالي والنجم الأحمر الصربي يلعبان معه في نفس المجموعة، وهما فريقان يمتلكان ملعبين كأنهما قطعة من الجحيم بالنسبة لأي خصم بسبب حماس الجماهير وهما سان باولو ورايكو ميتيتش على الترتيب.