الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الخميس 20 سبتمبر 2018 / 12:44

سيناريو بوتين لإدلب يختلف عن نهاية حلب

يرى مايكل هيرش، مراسل بارز لدى موقع "فورين بوليسي"، أن الكرملين يملأ فراغاً تركه تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بتأسيس منطقة منزوعة السلاح في إدلب، شمال سوريا.

باستثناء تحذيرها للأسد من تكرار استخدام أسلحة كيماوية، لم تحرك الولايات المتحدة ساكناً، وكأنها منحت بوتين بطاقة بيضاء في سوريا

فقد أعلنت روسيا وتركيا، قبل يومين، تأسيس تلك المنطقة، ولكن في غياب ملحوظ لأي مشاركة أمريكية في القرار، فضلاً عن غياب أي مبعوث للحكومة السورية.

استعراض روسي
وحسب هيرش، فإن كل ما جرى في سوتشي، في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، كان بمثابة استعراض روسي اكتمل مع التقاط صورة للرئيسين وهما يتصافحان مع ابتسامة عريضة.

ويلفت كاتب المقال لتكرار هذه الحالة في أكثر من مكان بالشرق الأوسط، حيث أضحت روسيا صديقاً للجميع، سواءً كانوا معادين لأمريكا مثل إيران، أو حلفاء، لكن مستائين من سياساتها، مثل تركيا، أو من هم على علاقة وثيقة بواشنطن، مثل إسرائيل.

حادث اللاذقية
ويلفت الكاتب إلى حادث كاد يشعل خلافاً شديداً بين روسيا وإسرائيل. فقد أسقطت دفاعات جوية سورية، كانت تطلق نيرانها على مقاتلات إسرائيلية، طائرة عسكرية روسية، عن طريق الخطأ، في منطقة اللاذقية. ولكن سرعان ما حُل الإشكال بتبادل رسائل وكلمات ودية بين موسكو وتل أبيب.

وبعدما اتهمت وزارة الدفاع الروسية إسرائيل بـ "استفزاز عدائي"، تدخل بوتين وبرّأ إسرائيل، واصفاً مقتل 15 جندياً روسياً بأنه ضمن سلسلة ظروف مأسوية، لأن "طائرة إسرائيلية لم تسقط مقاتلتنا".

المشهد الإقليمي
وحسب مراقبين، تظهر جميع تلك الخطوات التي توجت بصفقة إدلب بين روسيا وموسكو، والتي رحبت بها الولايات المتحدة، كيف تمكن بوتين من التفوق على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما فعل مع أوباما في تولي السيطرة على المشهد الإقليمي.

وعلاوة على ذلك، برع الزعيم الروسي في الاستفادة من خوف واشنطن من التورط بشدة في سوريا، أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

اقتناع
ويبدو، في رأي الكاتب، أن واشنطن أقنعت نفسها بأنها قضت أو تكاد، على تنظيم داعش الذي يمثل التهديد الرئيسي لمصالحها في المنطقة. وباستثناء تحذيرها للأسد من تكرار استخدام أسلحة كيماوية، لم تحرك الولايات المتحدة ساكناً، وكأنها منحت بوتين بطاقةً بيضاء في سوريا.

وسيظهر بوضوح مدى الهيمنة الروسية في الشؤون الدولية بما يفوق ثقلها الاقتصادي، عند انعقاد القمة المقبلة للجمعية العامة في نيويورك، حيث يلتقي زعماء العالم ويعقدون بهدوء صفقات جانبية، ولن يشارك بوتين في هذه اللقاءات، ولكن ترامب سيكون في نيويورك، حيث سيترأس جلسة لمجلس الأمن الدولي، سيكون التركيز فيه على إيران.

ويختم الكاتب رأيه بالإشارة إلى احتمال وفاء روسيا بوعدها وتمنع وقوع كارثة إنسانية في إدلب حيث ينتشر أكثر من مليوني لاجئ.

ويقول روبرت مالي، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق، أوباما، إلى سوريا: "ستكون إدلب اختباراً لافتاً لرغبة بوتين في الإبقاء على علاقة جيدة مع أردوغان بما يكفي لإحداث تطور إيجابي. وقد تكون إدلب حالةً مختلفةً عن قصة حلب، علينا أن نبذل ما في وسعنا لجعلها حالةً مختلفةً فعلاً".