سوريا يتظاهرون في إدلب بعد اتفاق سوتشي (أرشيف)
سوريا يتظاهرون في إدلب بعد اتفاق سوتشي (أرشيف)
الخميس 20 سبتمبر 2018 / 13:45

اتفاق إدلب يُبعد النظام.. ولا ينهي الأزمة

24- زياد الأشقر

عن آفاق هدنة إدلب بين روسيا وتركيا، كتب الصحافيان مارتن تشولوف وبيثان ماكرنان في صحيفة "غارديان" البريطانية أن السكان المحليين والثوار الذين تنفسوا الصعداء، يحاولون تقصي تفاصيل الاتفاق الذي استثنى جزءاً كبيراً من المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا، من هجوم تقوده روسيا مدة شهر على الأقل، ويقيم منطقة عازلة تهدف إلى حماية ثلاثة ملايين مدني.

محور الهدنة هو القضاء على تحالف متطرف في المنطقة العازلة، إلى أماكن يتم وضع اللمسات النهائية عليها

وقالا إن هذه المبادرة المفاجئة، التي توسطت فيها تركيا وروسيا الإثنين، تثير المخاوف من كارثة إنسانية واسعة النطاق، وتهيئ المسرح لإبقاء جزء من شمال سوريا خارج سيطرة الحكومة المركزية إلى أجل غير مسمى.

ويعزز هذا الترتيب دور الثوار المدعومين من تركيا في المحافظة الشمالية، ومن المرجح أن يقود الجماعات المتشددة إلى الانسحاب التكتيكي نحو جنوب إدلب حيث ستبقى في الوقت الحاضر، بعيدة عن المدافع الروسية والسورية.

فترة استراحة
واعتبرا أن هذه الخطوة تعد فترة سراحة بالنسبة إلى الجماعات السورية المعارضة، التي كانت تخشى هجوماً كبيراً يهدف إلى إعادة الإقليم الذي يسيطر عليه الثوار إلى سيطرة الحكومة المركزية، ما يسمح لبشار الأسد بتحقيق النصر في الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام.

ومع تصاعد الزخم قبل الهجوم، تزايد قلق داعمي الأسد، روسيا وإيران، من الثمن السياسي الذي سيتحتم عليهم في نهاية المطاف دفعه، لتسببهم في أزمة إنسانية لا مثيل لها في الحرب السورية. وهدأت الخطابات المتشددة من جانب طهران وموسكو، وحلت محلها أرضية مشتركة مع أنقرة، الداعم الرئيسي لما تبقى من المعارضة المناهضة للأسد، والتي زاد نشاطها في شمال سوريا وخشيت أن تتضرر مصالحها إذا تسللت نيران الفوضى على طول حدودها.

صفقة جيدة
ونقلا عن محمود آبي المتحدث باسم شرطة إدلب الحرة، القوة المحلية المدعومة من الثوار، فإن "المدنيين في إدلب يعتقدون أنها صفقة جيدة، فهم يشعرون بالأمل والسعادة حيالها".

وأضاف: "نحن ممتنون لجهود تركيا لمنع الهجوم الروسي والأسد على إدلب. ومع ذلك... لا نثق بروسيا في الصفقة. لكن في الوقت الحاضر هي أفضل من النزوح أو القصف".

 وأضاف: "الصفقة هي من أجل أمن تركيا، لكنها تحفظ ماء الوجه لبوتين وبالشراكة للأسد". ورأى أن "إيران رفضت المشاركة في الهجوم بسبب وضعها العسكري والاقتصادي السيئ. نظام الأسد ضعيف وليس لديه القدرة على الهجوم دون مساعدة الميليشيات الإيرانية".

الأسد غائب
ولاحظ الكاتبان أن نظام الأسد لم يكن ممثلاً في القمة الثنائية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في منتجع سوتشي الروسي، ولم يكن حاضراً في قمة ثلاثية مع إيران في طهران قبل أسبوع.

لم يكن لدى الحكومة السورية أي رد فوري على هذا التطور، الذي يبدو أنه سيعزز وجود تركيا في الشمال، ما يمنح إردوغان يداً أقوى في إدارة المراحل النهائية من الحرب، وما بعدها.

ممر آمن
وقال الكاتبان، إن محور الهدنة هو القضاء على تحالف متطرف في المنطقة العازلة، إلى أماكن توضع اللمسات النهائية عليها حالياً. وسيلتقي مسؤولون من الاستخبارات التركية والروسية قريباً للبحث في أعداد الثوار المتشددين المطلوب منهم الرحيل عن المحافظة.

ويشير الاتفاق إلى أن الذين يوافقون على الخروج سيمنحون ممراً آمناً إلى منطقة صحراوية في شرق محافظة حماة. ونسبا إلى المتحدث باسم هيئة تحرير الشام المتشددة، أن تنظيمه يتوقع التراجع إلى مسافة 7 كيلومترات عن نقطة الترسيم المتفق عليها.

وفي الأثناء، ستتراجع القوات الموالية لنظام الأسد عشرة كيلومترات. ولفت إلى أن المسافة المقترحة بين المعارضة وقوات النظام ستكون 15 كيلومتراً.