الجمعة 21 سبتمبر 2018 / 10:48

صحف عربية: إيران باقية في سوريا بعد اتفاق إدلب

24-أحمد إسكندر

مُنيت محاولات الحكومة الإيرانية لإطلاق مسجونين، وفك تجميد أموالها بالدول الغربية، مقابل الإفراج عن بعض المسجونين الأجانب، بالفشل، واستخدمت إيران حزب الله اللبناني من أجل تأكيد أن لا رغبة لديها في الانسحاب عسكرياً من سوريا، على لسان الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله.

وبحسب صحف عربية، صادرة اليوم الجمعة، جاء "الاستعراض الدفاعي" عن المتهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، متخبطاً وكاشفاً اللثام عن هرمية جرمية إرهابية منظمة، فيما عمدت الميليشيا الحوثية الإرهابية في اليمن، إلى طباعة مناهج دراسية تحوي فكراً عقيماً ضالاَ يشوه العقيدة ويشكك بالسنة النبوية، ويهدم الرموز الإسلامية والتاريخية.

صفقات إيرانية فاشلة
كشف مبعوث خاص لواشنطن بشأن طهران بحسب ما نقلته الجريدة الكويتية أن بلاده تسعى للتفاوض مع إيران على معاهدة جديدة يقرها مجلس الشيوخ الأمريكي، تشمل برنامجها الصاروخي وسلوكها الإقليمي، فيما حاولت طهران خلال العام الماضي الإفراج عن بعض المسجونين الأجانب في إيران، مقابل إفراج الدول بالمقابل عن مسجونين إيرانيين وأموال إيرانية مجمدة في الخارج، لكنها فشلت في لحظاتها الأخيرة.

وحسب المصدر، فإن واشنطن قامت بعرقلة صفقتين لتسليم إيران أموالاً مجمدة في أوروبا، خلال الأشهر الأخيرة، بينها مبلغ 600 مليون جنيه إسترليني كانت محكمة بريطانية حكمت بها كغرامة لمصلحة إيران في بريطانيا، ومبلغ آخر يقدر بـ 300 مليون يورو بحسابات إيرانية في ألمانيا.

إلى ذلك، قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك، قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل إن الولايات المتحدة تسعى للتفاوض على معاهدة مع إيران تشمل برنامجها للصواريخ البالستية وسلوكها الإقليمي.

وشدد على خطط بلاده لفرض عقوبات اقتصادية خانقة على طهران، لإرغامها على تقديم تنازلات بعدة ملفات مستمرة، مؤكدا أن "إجراءات أشد في الطريق".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد حدد في مايو 12 مطلبا يمكن أن تشكل اتفاقا مع إيران، لكن إشارة هوك إلى معاهدة تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، تبدو اتجاهاً جديداً.

باقون في سوريا
في الشأن اللبناني، لن تعد سياسة النأي بالنفس في للبنان قائمة بسبب التصريحات والخطابات التي يلقيها الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله وآخرها خطاب ألقاه، في بيروت، قال فيه إنّ حزبه باق في سوريا "حتى إشعار آخر" وذلك على الرغم من تراجع حدّة القتال.

وبحسب، صحيفة العرب ربط نصرالله، بين البقاء عسكرياً في سوريا ورغبة النظام السوري، في الوقت الذي بلغ فيه التصعيد مع إسرائيل مرحلة جديدة بحديث نصرالله عن صواريخ دقيقة وصلت إلى الحزب في لبنان ، وتأكيد إسرائيل أنها لن تسكت على التلميحات التي وردت في خطابه وتحمل تهديداً إيرانياً مباشراً لها.

وذكرت مصادر سياسية أن السبب الذي يدعو إيران إلى تفادي الإعلان علناً ومباشرة عن رغبتها في البقاء عسكرياً في سوريا يكمن في عدم رغبتها في إفشال مهمّة الوسطاء الدوليين الذين كلفتهم بالسعي لدى الولايات المتحدة من أجل تحسين العلاقات معها، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيلتقي قريباً على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كلاً من الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، والرئيس الإيراني، حسن روحاني.

وعلى الرغم من أنّ نصرالله حرص على حضور المئات من مناصريه إلقائه لخطابه عبر شاشة كبيرة وترديد مناصريه بين وحين والآخر"لبّيك نصرالله"، إلا أن الارتباك بدأ واضحاً على وجه زعيم حزب الله.

واتسم خطابه بلهجة تحدّ استهدفت التغطية على اهتزاز صورته في الأوساط الشيعية اللبنانية، وظهر ذلك من خلال تشديده على أهمّية مكافحة الفساد في لبنان واعترافه بحصول حالات فساد في بيئة حزب الله نفسها.

مظلومية مفتعلة
على صعيد محاكمة المتهمين بما يعرف بقضية اغتيال الحريري بحسب ما ذكرته المستقبل اللبنانية، اتبع دفاع المتهمين سياسة "النفي للنفي" دون أدلة مضادة، ولم يقم الدفاع وزناً لقوس عدالة المحكمة وهيبتها ورئيسها، وضرب بعرض الحائط كل أصول اللياقة والقانون، وحوَل مرافعته إلى عرض ساخر واستفزازي و"تشبيحي"، لا يخلو من "المظلومية" المفتعلة.

وعلى الرغم من التسهيلات والحقوق القانونية القصوى لفريق مكتب الدفاع لحماية مصالح المتهمين والتي خصص له أسبوعاً كاملاَ مع تمديد ساعات إضافية مقابل ثلاثة ايام ونصف اليوم للإدعاء آثر محامي المتهمين لابروس، التغطية على قصور أدلته عبر النفي والتشكيك وعجزه عن مواجهتها بأدلة مضادة، وتنفيذ "عملية إنتحارية قضائية وقانونية" بتحقير المحكمة، وانتهاك حرمة محكمة الدرجة الأولى ورئيسها وإطلاق التهم بانحيازه والتعرض شخصياً للمدعي العام وفريقه.

غير أن حكمة القاضي راي، أحبطت "عملية لابروس"، وقطعت الطريق على هذا المحامي عبر تعطيل مفاعيل توتره العالي ومناكفاته المكشوفة من جراء دفاعه الضعيف، الذي أفقده توازنه خلال الجلسة، فلم يمكّنه من جرّ المحكمة والقضية الحساسة التي ينظر فيها إلى مكان آخر، وقابله بروية لا تخلو من حزم مع تنبيهه المتواصل إلى أنه لا يتعامل مع المحكمة ومعه شخصياَ باللياقة المفترضة.

منهاج مؤدلجة
في الشأن اليمني عمدت ميليشيا الحوثي الإرهابية على استبدالها بمناهج مؤدلجة وذكرت "صحيفة الرياض" السعودية أن المناهج التي وضعها الحوثي تقضي تماماً على أساس المجتمع اليمني وتعمل على تحريف فكر الطفل، وزرع العدائية بداخله، وتعزيز الانتماء للميليشيات الإرهابية، حيث بدأت الميليشيات بطباعة هذه المنشآت بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" الذي تم تقديمه بداية عام 2015.

وتكفلت الأمم المتحدة بدعم مطابع الميليشيات في صنعاء بما يزيد على ألف طن من الورق، ألا ان الاحتجاجات والرفض الرسمي والشعبي اليمني جاء لإنقاذ الطلاب اليمنيين من فكر الميليشيات الحوثية الطائفية حيث أوقفت المنظمة دعمها لطباعة المنهاج.

وحاولت "اليونيسيف" تبرير موقفها للخروج من الأزمة التي وقعت بها، في بيان يوضح بأنهم حصلوا على تأكيدات مسبقة من صنعاء بأنه لن يتم إجراء أي تغييرات أثناء طباعة الكتب المدرسية لكن ما حدث هو العكس.

هذا وقد خططت ميليشيا الحوثي الإيرانية باختراق الفكر اليمني العربي بدعم إيراني، وشكلت لذلك الهدف لجنة مكونة من 50 أكاديمياً من الموالين لها، وأولتهم مهمة الإشراف على تأليف المناهج الدراسية في المدارس الحكومية والأهلية بطابع الطائفية وأفكار ميليشيا الحوثي، وأدلجت العملية التعليمية بما يخدم المشروع الإيراني في المنطقة.

واستبدلت الميليشيات أسماء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وحذفت سيرهم الملهمة التي ترفع من قدرهم وتشيد ببطولاتهم في سبيل رفع راية الإسلام عالياً من المناهج.