مسافرة تحمل جواز سفرها (انستغرام)
مسافرة تحمل جواز سفرها (انستغرام)
السبت 22 سبتمبر 2018 / 00:16

طوابير طويلة بمطار مصراته بعد إغلاق مطار طرابلس بسبب القتال

تمتد الصفوف لمسافات طويلة خارج صالة المغادرة وحتى مرأب السيارات في مطار مصراتة الليبي الصغير، بعد أن أصبح آخر بوابة للخروج من البلاد والقدوم إليها إثر تسبب القتال في إغلاق آخر مطار عامل في العاصمة طرابلس.

وحتى من يقفون في الصف الطويل بأمتعتهم يعتبرون محظوظين، لأن هناك من يجلس على الرصيف في انتظار فرصته للوقوف في الصف في حين استلقى أحدهم، متوسداً حقيبته، على السير المتوقف الذي يستخدم لنقل الأمتعة.

وكان مطار مصراتة في شمال غرب ليبيا على ساحل البحر المتوسط يتعامل مع ثلاث أو أربع رحلات يومياً حتى الشهر الماضي.

وكانت جماعات مسلحة، تتقاتل من أجل السيطرة على المناطق وزيادة النفوذ على بعد مئتي كيلومتر إلى الغرب، قد أطلقت صواريخ صوب المطار الرئيسي في طرابلس في أحدث اشتباكات تشهدها البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.

ويقول مسؤولون إن ذلك تسبب في تحويل الرحلات إلى مطار مصراتة ومنذ ذلك الحين تكدس ما يصل إلى ستة آلاف مسافر في صالته الصغيرة لتقلهم عشرات الرحلات يومياً.

وقال سليمان الجهيمي المتحدث باسم المطار "مطار مصراتة طبعاً غير قادر على استيعاب هذا العدد من الرحلات".

وفي قسم آخر من المبنى ينتظر عشرات المهاجرين من دول أفريقية أخرى لطائرات تابعة للأمم المتحدة لتقلهم لأوطانهم بعد أن أوقفوا في ليبيا لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا.

وفي موقع آخر من المطار ينتظر رجال أعمال بجوار عائلات عالقة ومسنين على كراس متحركة، إذ أن المدينة لا تضم إلا عدداً محدوداً من الغرف الفندقية فيما تتعرض الرحلات الجوية بشكل متكرر للتأخير أو الإلغاء مما يضطر الكثيرين للانتظار لسبع ساعات أو أكثر.

وبخلاف مصراتة، فالخيارات المتاحة هي مطار صغير للغاية في مدينة زوارة في غرب البلاد بمحاذاة الحدود مع تونس ويستخدمه الدبلوماسيون في بعض الأحيان، كما أن هناك أيضاَ مطارات أقل ازدحاماً في شرق ليبيا تديرها حكومة منافسة لتلك التي تدعمها الأمم المتحدة في الغرب.

وتلك المطارات تقع على مسافات غير بعيدة من بعضها البعض على الساحل الليبي بعيداً عن الصحراء في جنوب البلاد التي تشهد هي الأخرى فوضى ومعارك بين القبائل وبين جماعات مسلحة أخرى مما أدى لإغلاق المطار في مدينة سبها الرئيسية في تلك المنطقة في يناير (كانون الثاني) 2014.

وقال بشير حسن بعد إجهاد الرحلة الطويلة للوصول إلى مصراتة: "عندنا مأساة في الطريق... في المواصلات وفي الطيران... طبعا مفيش طيران في الجنوب لا لمصراتة ولا لطرابلس" في إشارة إلى أنه اضطر للقيادة طوال الطريق وأضاف "عانيت معاناة شديدة جدا".