صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الأحد 23 سبتمبر 2018 / 10:29

صحف عربية: إيران تجني ثمار عنفها ضد الأقليات

كشف الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً للحرس الثوري الإيراني في الأحواز، وخلف العشرات من القتلى والجرحى، أن طهران تكتوي بنار العنف الذي مارسته بحق الأقليات، وأنها تجني ثمار سياسة التمدد في المحيط الإقليمي عبر تمويل وتسليح الميليشيات التابعة لها.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن إيران بادرت إلى اتهام الولايات المتحدة والسعودية بالوقوف وراء منفذي الهجوم في مسعى تقليدي لربط أزماتها بنظرية المؤامرة، فيما رجح ناشط أحوازي ومعارض للنظام الإيراني تورط النظام في العملية لاستدرار العطف، بعد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وصرف الأنظار عن الأزمات الاقتصادية والسخط الشعبي العارم المندلع في المدن الإيرانية.

عنف مضاد 
وبينما أعلنت منظمة أهوازية وتنظيم داعش مسؤوليتهما عن الاعتداء، واتهمت إيران دولاً إقليمية والولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم، متوعدةً بـ"رد ساحق"، قلل متابعون للشأن الإيراني من تبني تنظيم داعش للهجوم، حسب صحيفة العرب اللندنية، معتبرين أن البيان المفترض للتنظيم الإرهابي يخدم مسعى إيران لوسم منفذي الهجوم بالإرهابيين، بدل البحث عن الأسباب التي تدفع بحركات محلية للجوء إلى العنف للفت النظر إلى مطالبها.

ويرى متابعون، أن "إيران فشلت في الانفتاح على مطالب الأقليات المختلفة في البلاد والاستجابة لها ولو بالحدّ الأدنى، ودفع أسلوبها العنيف في الرد على تلك المطالب إلى عنف مضاد لجأ إليه الأحوازيون والأكراد في الفترة الأخيرة". وقالت الصحفة، إن "هجوم السبت هو الأعنف على الحرس الثوري الذي يعد بمثابة سيف نظام الحكم الديني ودرعه منذ ثورة 1979. ويلعب الحرس الثوري دوراً كبيراً في التدخل الذي تنفذه إيران في دول مثل العراق وسوريا واليمن".

وتجني إيران ثمار هذا التدخل، خاصةً وقوفها وراء تكوين ميليشيات طائفية مسلحة، ما شجع الأقليات على بناء مجموعات شبيهة بها للدفاع عن حقوقها وسط أجواء الخوف والرعب التي يخلقها الخطاب الرسمي الذي يبرر تصفية الخصوم بمبررات دينية ويتهمهم بالخيانة والعمالة للخارج بدل فتح قنوات الحوار معهم والاستماع لمطالبهم، وفق مراقبين.

مسرحية مكشوفة 
ومن جهته، وصف الناشط الأحوازي المعارض للنظام الإيراني محمد مجيد الأحوازي، حادث الأحواز بـ"المسرحية المكشوفة"، مرجحاً "تورط النظام الإيراني في العملية لاستدرار العطف من جهة بعد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وصرف الأنظار عن الأزمات الاقتصادية والسخط الشعبي العارم المندلع في المدن الإيرانية، خاصةً وأن الشبهات تطارد النظام لسوابقه في هذا الاتجاه"، حسبما رصدت صحيفة مكة السعودية.

وقال المعارض الأحوازي على تويتر، إن "النظام الإيراني بدأ يشعر فعلياً بالضغوطات الاقتصادية الأمريكية وبالحراك الثوري المتزايد في الداخل ضد النظام، ويحاول البحث عن حلول تساعده للخروج من هذا المأزق الذي يهدد بقاءه ووجوده"، مضيفاًُ أن "من يقرأ تاريخ الثورة الإيرانية والأحداث التي شهدتها إيران، يجد بأن النظام الإيراني كلما مر بمأزق داخلي، استخدم العمليات المسلحة والتفجيرات، كما حدث في حرق سينما ركس عبادان، وتفجير قبر الإمام الرضا في مشهد، وتفجيرات سامراء.. وغيرها".

واستغرب الأحوازي وصول المدنيين للعرض العسكري في الأحواز- موقع الحادث- الذي كان محظوراً على المدنيين في السابق، وركز الإعلام الإيراني على الأطفال من الحضور، لاسيما صورهم مع أفراد الحرس الثوري ليبدوا وكأنهم "حمائم سلام"، وليسوا قوات إرهابية دمرت اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

دفاع عن النفس 
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان طه الياسين، قوله إن "استهداف العرض العسكري للحرس الثوري الإيراني في مدينة الأحواز أمر طبيعي، ورد فعلي على جرائم نظام الملالي ضد عرب الأحواز"، مشيراً إلى أن "الهجوم ضد إرهاب الحرس الثوري يأتي دفاعاً عن النفس".

واعتبر الياسين، أن "ما حدث في الأحواز مع الحرس الثوري ردة فعل طبيعية من شعب نكل به طيلة عقود الاحتلال الإيراني، مضيفا أن نظام إيران هو الذي ارتكب مجازر المحمرة وكردستان وبلوشستان". مؤكداً أن "الحرس الثوري على قائمة الإرهاب ويدعم الإرهاب، وحينما توجه له ضربات من الشعوب المقهورة فهذا يسمى دفاعاً عن النفس، المكفول بكل الشرائع".

إنكار الظلم والقمع 
ويبدو أن وراء تعجل السلطة الإيرانية الإيراني اتهام من تعتبرهم أعداء الخارج بها، بل، والادعاء أن دولتين خليجيتين وفّرتا للمنفّذين التمويل والتدريب، غايات سياسية، كما يوضح الكاتب إياد أبو شقرا في مقال بعنوان "إيران... والاعتراف المستحيل"، في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، قائلاً إنه "وراء تعجّل اتهام الأعداء الخارجيين ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد: "شدّ العصب القومي" الإيراني ودفعه للالتفاف حول القيادة والتضامن معها. وإنكار وجود الظلم والقمع والترهيب ضد الأقليات غير الإيرانية داخل البلاد. وتبرير أي خطوة مستقبلية للتصعيد الإقليمي بالادعاء أن إيران "شريك" في الحرب على الإرهاب كونها ضحية من ضحاياه".

ويضيف أبو شقرا "الحقيقة أن عرب الأحواز ليسوا وحدهم ضحايا اضطهاد السلطة في طهران وتنكّرها لحقوقهم الإنسانية والقومية، فهناك المعاناة الطويلة للأكراد، والتمييز ضد البلوش والتركمان، والحرمان والتضييق الممارَسان بحق الأقليات الدينية". أما في المناطق العربية داخل إيران، فأدى الاضطهاد والقمع وطمس الهوية إلى ظهور عدد من الحركات السياسية الناشطة منذ عقود، من أبرزها "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" و"الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وفي صميم نضال هذه الحركات مقاومة سياسات تغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب، وسلب الأراضي والهوية العربية، ونهج إقصاء العرب من الحياة السياسية والثقافية، وحرمانهم من الثروات والفرص المتساوية مقارنةً بقوميات إيران الأخرى، حسب المقال.