الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 / 11:09

صحف عربية: إسرائيل وروسيا.. نار تحت الرماد

تدخل العلاقات الروسية-الإسرائيلية مرحلة ضبابية، بعد تبادل بعث رسائل بعضها ينطوي على تهديد دبلوماسي وبعضها يحمل في طياته تهديداً عسكرياً جدياً، لا سيما بعد قيام موسكو بتزويد سوريا بمنظومة "إس 300" الدفاعية، ليس حباً بالنظام السوري بل لفرض قواعد اشتباك جديدة في سوريا تتوافق ومصالحها.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، اعتبر البعض أن قرار روسيا بتزويد سوريا بمنظومة "إس 300" الدفاعية يمثل رداً مناسباً تماماً على تصرفات إسرائيل التي تتحمل مسؤولية تحطم طائرة "إيل 20" الروسية، فيما رأى البعض أن إسرائيل وروسيا شريكان في سوريا، وتربطهما خريطة مصالح مشتركة قوامها القبول الإسرائيلي بتمكين روسيا من فرض مشروعها الذي تريده في سوريا مقابل الحيلولة الروسية دون تعريض أمن إسرائيل للخطر.

قواعد اشتباك جديدة
تعكف القيادة العسكرية الروسية على فرض قواعد اشتباك جديدة في سوريا، وقالت مصادر روسية مراقبة وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، إن إعلان موسكو عن تسليم النظام السوري منظومة "إس 300"، هدفه بعث رسالة إلى إسرائيل ودول حلف الأطلسي عن عزم القيادة العسكرية الروسية على السيطرة الكلية على الأجواء السورية.

ويؤكد الخطوة الروسية الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، بحليفه الرئيس السوري بشار الأسد، بأن "موسكو ستسلّم دمشق أنظمة صواريخ دفاع جوي من نوع (إس 300)".

ورأى مراقبون روس، أن هذا الإعلان يمثل تطوراً سياسياً قد يطرأ على العلاقات العسكرية الروسية الإسرائيلية، كما على حالة التنسيق التي حرص عليها بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، والتي بدأت قبل بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2015.

واعتبر مراقبون في إسرائيل، أن الأمر يعتبر تصعيداً سياسياً روسيا خصوصاً أن الإعلان بشأن إرسال منظومة "إس 300"، جاء بعد أيام من زيارة وفد عسكري إسرائيلي للدفاع عن موقف تل أبيب بشأن موضوع إسقاط الطائرة الروسية فوق مياه اللاذقية على الشاطئ السوري.

إسرائيل شريك روسيا بسوريا
من جهة أخرى، قالت صحيفة "الأهرام" المصرية في مقال رأي كتبه محمد السعيد إدريس، "إن البعض يعتقد أن شركاء روسيا في سوريا هم فقط النظام السورى وإيران وربما تركيا. إسرائيل هي الأخرى شريك لروسيا في سوريا، ولكنها شريك من نوع مختلف، هناك خريطة مصالح روسية-إسرائيلية مشتركة في سوريا قوامها القبول الإسرائيلي بتمكين روسيا من فرض مشروعها الذي تريده في سوريا، مقابل الحيلولة الروسية دون تعريض أمن إسرائيل للخطر من جراء تطورات وتداعيات الأزمة السورية، وفي مقدمة هذه التداعيات تضخم النفوذ السياسي والوجود العسكري لإيران وحلفائها في سوريا وهو الأمر الذى ترفضه إسرائيل رفضاً مطلقاً، وبسببه جرى الحديث عن صفقة إسرائيلية مع روسيا برعاية ودعم أمريكيين تكشفت في قمة بوتين- ترامب في هلسنكي في يوليو (تموز) الماضي، تتضمن مقايضة قبول إسرائيل بالتمكين الروسي في سوريا ولبقاء الرئيس بشار الأسد ضمن معادلة سوريا المستقبلية بإخراج إيران من سوريا".

وأكد إدريس، أنه "أياً كانت درجة صدقية هذه الصفقة فإن الإقرار الروسي بوجود قناة اتصال مع إسرائيل لمنع التصادم العسكري بين البلدين في الأجواء السورية، يعد تأكيداً لجديتها، وعلى ضوئه اعتادت روسيا أن تغض النظر عن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية بالطائرات أو بالصواريخ داخل الأراضي السورية".

قرار نهائي
على صعيد ذي صلة، أعرب الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو، عن قناعته بأن القيادة الروسية ستتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي محاولات إسرائيلية لتقويض توريد منظومات "إس 300" لسوريا.

وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اعتبر كوروتشينكو، أن قرار توريد منظومات "إس 300" لسوريا يمثل رداً مناسباً تماماً على تصرفات إسرائيل التي تتحمل مسؤولية تحطم طائرة "إيل 20" الروسية. وأشار إلى أن من المهم عدم السماح لإسرائيل باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل هذه المنظومات إلى سوريا، وهو احتمال لا يمكن استبعاده.

وتابع: "من المتوقع أن تتخذ القيادة العسكرية الروسية إجراءات لمنع تحقيق هذا السيناريو وأن أي محاولات للجانب الإسرائيلي لتدمير (إس 300) ستقمع بكل قوة وحزم".

تشكيك بنتائج التحقيق
يشكك البعض بنتائج التحقيقات التي تجري في حادثة إسقاط الطائرة الروسية "إيل 20"، ويؤكد الخبراء وفقاً لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أن توضيحات القيادة العسكرية الروسية لم تجب على كثير من الأسئلة لإنارة التحقيقات. 

وتساءل خبراء تحدثوا للصحيفة، لماذا لم تستطع أجهزة الرصد السورية التي توجّه الصواريخ من طراز "إس 200" التفريق بين العدو والصديق؟ وهل يملك السوريون "الأرقام ـ الرموز" والشيفرات العائدة لكل هويات الطائرات الصديقة، لاسيما الروسية التي كانت على بعد أميال قليلة من قواعدها وعلى مرمى شبكة صواريخ "إس 400"؟.

وأضافوا، أين كانت أجهزة قاعدة حميميم ولماذا لم تنقذ طائرة "إيل 20" من الصواريخ السورية التي انطلقت على طريقة "يا رب تِجي بعينو"؟.

وأكد الخبراء، أنه لو لم تكن شبكة "إس 200" قديمة، لَما طرح مثل هذا السؤال الذي يُضيء على أمور أخرى مفادها أن "أجهزة الرصد الروسية تتوقف عند أي عملية اسرائيلية في محيط 400 كلم من حميميم".