الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أرشيف)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أرشيف)
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 / 15:28

محلل لـ 24: حل الدولتين وحماية دولية أبرز معالم خطاب عباس في الأمم المتحدة

24 - القدس - علي عبيدات

يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد غد الخميس خطاباً في الأمم المتحدة، بعد سلسلة من الإجراءات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وإعلان ما يسمى بـ "صفقة القرن".

وقال المحلل السياسي الفلسطيني بكر أبو بكر، في حديث لـ 24، إن "خطاب الرئيس المتوقع في الأمم المتحدة سيركز على 3 محاور أساسية".

وأضاف أن  "المحور الأول سيركز على التأكيد التاريخي للرواية الفلسطينية والتي هي على النقيض من الرواية الإسرائيلية، ويهدف إلى كسر الرواية التاريخية الإسرائيلية التي لا سند لها، وأيضاً كسر الرواية التاريخية الأمريكية الحديثة التي حاول فيها الرئيس الأمريكي ترامب أن يعطي للإسرائيليين حق قديم تاريخي في هذه البلاد، ومن المتوقع من الرئيس أن يحطم هذه الرواية بالدلائل العديدة".

وتابع أن "خطاب الرئيس سيركز في محوره الثاني على التسوية وحل الدولتين، والذي سيكون أمام تحد ما بين أن ينخرط في المفاوضات أو لا ينخرط عبر الوسيط الأمريكي، فهو وضع مجموعة من الشروط للدخول في المفاوضات، وهذا يتركز حول مدى الاستجابة إلى هذه الشروط، والتي تتركز حول الإجراءات الأمريكية بحق فلسطين، وأيضاً مشاركة دولية في المفاوضات ضمن مرجعية قانونية".

وأوضح أنه من المهم الاستناد في المفاوضات إلى المبادرة العربية عام 2002، لأن فكرة عدم المفاوضات ليست مطروحة، إنما الأشكال في المفاوضات المشروطة والعودة إليها مرهون بتحقيق هذه الشروط.

وأكد أبو بكر أن المفردات التي من المتوقع أن يتحدث عنها الرئيس في خطابه هي الحماية الدولية، وأن الكيان الإسرائيلي كيان احتلالي استعماري عنصري، وإدانة الاستيطان، بالإضافة إلى تأكيده على أن القدس عاصمة فلسطين، والتأكيد على حل الدولتين.

وذكر أنه من الممكن أن يطالب الرئيس بحماية دولية لدولة فلسطين، أو من الممكن أن يطالب باعتراف دولي بفلسطين كدولة كاملة العضوية وليس فقط دولة مراقب في الأمم المتحدة، مشيراً إلى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين، وأيضاً المطالبة بمؤتمر دولي من أجل الحل وليس فقط مع أمريكا لأنها أخرجت نفسها بنفسها من أن تكون وسيطاً نزيهاً للحل.

وكما أكد أن الكلمة ستكون بهذا السياق ولن تخرج عنه، وأنه سيحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة حول قيامه بدوره في حل القضية الفلسطينية.

وحول ما خرج من تصريحات حول إمكانية إعلان الرئيس أن دولة فلسطين دولة محتلة والمطالبة باعتراف دول العالم بذلك، أوضح أن القصة ليست بتلك السهولة المتوقعة، فإعلان دولة فلسطين أنها تحت الاحتلال هو أمر ليس بجديد، وعندما تم الاعتراف بها كعضو مراقب في عام 2012 في الأمم المتحدة كان بذات السياق وهو ما يؤكد عليه باستمرار، مشيراً إلى أن القصة تكمن في الخروج من الإعلان إلى الإجراءات، وهو ما يترب عليه العديد من الأمور وخاصة أنه بحاجة إلى العديد من الإجراءات القانونية وأيضاً كيف ستكون عليه شكل السلطة بعد هذا القرار.

وأضاف أنه إذا حملت الأمم المتحدة هذا القرار وخرجت من مرحلة السلطة كمؤسسات إلى مرحلة الدولة كاملة العضوية كمؤسسات في الأمم المتحدة فهذا بحاجة إلى اعتراف دولي كامل، وهذا سينتقل إلى التغيير المؤسسي أما إذا لم يحصل ذلك فيكون الأصل عبر المؤتمر الدولي.

وحول نتائج هذه الدورة من الأمم المتحدة المتوقعة، قال إن "الحراك الدولي لا يمكن أن يكون كافي على الإطلاق، فهذا الحراك مهم ولكنه دون الضغط العربي والوحدة الفلسطينية لا يمكن حصول شيء"، مضيفاً أننا نفتقد إلى جناحين من 3".

وتابع أن "الحراك الدولي مهم والأداء القانوني مهم ولكن ضعف الأوراق العربية التي لم تستطع لغاية الآن أن تلتف حول القضية الفلسطينية لن يكون له تأثير كبير في المجال الدولي، رغم وجود العديد من دول العالم مع فلسطين إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن الدعم العربي، متعدد الجوانب سواء الاقتصادي أو الجغرافي أو الاستراتيجي، الذي يجب بناء علاقة قوية معه، بالإضافة الى الوحدة الوطنية لأنه بلا الوحدة الوطنية الكل سيلقي بنا وراء الظهر، وتحقيق هذه الجوانب الثلاث من الممكن أن يؤدي إلى نتيجة أما إذا لم تتحقق فنحن سنكون في فضاء مفتوح".