الثلاثاء 20 أغسطس 2019 / 22:02

18 أقصوصة "جديدة" لنجيب محفوظ بالإنجليزية

كُشف النقاب في العام الماضي، عن 18 أقصوصة لنجيب محفوظ بين أوراقه القديمة، وعليها تأشيرة تقول: "للنشر في 1994"، وأخيراً، نشرت في 2018، بعد 12 عاماً من رحيل مؤلفها، واليوم، تصدر مترجمةً إلى الإنجليزية، تحت عنوان "الحارة"، بإمضاء روجر آلن.

وفي ذيل الكتاب كلمة تمهيدية بقلم إليف شفق، ومقدمة بقلم المترجم روجر آلن، ونص كلمة محفوظ في احتفال تسليمه جائزة نوبل للآدب في 1988، ترجمها إلى الإنجليزية وألقاها نيابة عنه أمام الأكاديمية السويدية في استوكهولم حواريه الكاتب المسرحي القاص الصحافي المصري محمد سلماوي، مع صورة ضوئية لأربع من هذه الأقاصيص بخط محفوظ نفسه: "نصيبك في الحياة" و"السهم" و"همس النجوم" و"العاصفة"، بحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط.

ويشير عنوان المجموعة إلى المكان المركزي الذي تحتله الحارة في عمل محفوظ ابن حي الجمالية في القاهرة القديمة.

ويضع روجر آلن في مقدمته المجموعة في سياقها الأوسع من كتابات محفوظ، ويصلها بـ"زقاق المدق" و"أولاد حارتنا"، و"حكايات حارتنا" و"أصداء السيرة الذاتية"، فالحارة عنده، وشخصياتها المهمة، مثل الفتوة، وشيخ الحارة، وإمام المسجد، كون صغير انطوى فيه العالم الأكبر، إنه ساحة التقاء نقاط القوة والضعف في الطبيعة البشرية، ومسرح الصراعات والعلاقات والانتصارات والهزائم، وثمة أنفاس صوفية، وانشغال بالعلاقة بين الظاهر والباطن في هذه النصوص التي تمثل فن محفوظ في مرحلته الأخيرة.

وأقاصيص المجموعة بالغة القصر، قد لا تتعدى الأقصوصة منها في بعض الحالات صفحتين أو ثلاث صفحات، وهذا فن يُركز عصير الخبرة، ويكثف المجاز والقصد في التعبير، ويمثل نقلة بعيدة عن الإسهاب السردي والوصفي الذي عهدناه في ملاحم محفوظ القديمة، ابتداءً من روايات المرحلة الواقعية إلى الثلاثية الواقعة في أكثر من ألف صفحة، فالإشارة تغني عن العبارة، والإيماءة تحمل دلالات كثيرة، ويترك القاص لخيال القارئ لينطق بالمسكوت عنه، أو أن يقرأ ما بين السطور.

المواقف في هذه الأقاصيص متنوعة، تشمل أنماطاً بشرية مختلفة، وتصور أحداثاً تبدأ صغيرة ثم لا تلبث أن تكبر وتتعاظم، شحاذ يتنبأ له مجنون الحارة بخير قادم، فيكون الخير موت الشحاذ، رجل يدعى شيخون يعود إلى الحارة بعد غياب، ويلعب دور حلال المشكلات والشافي من الأمراض، فيلبسه شيخ الحارة قميص الكتاف تمهيداً لاقتياده إلى مستشفى المجانين.

ومعلم مكروه لقسوته يلقى مصرعه في يوم السوق بسهم لا يدري أحد من أين جاء، عاصفة ترابية ذات شدة لم يعرف لها الناس مثيلاً من قبل تهب على الحارة، فيرتاع أهلها، ولكن قلة بيضاء الثياب تتماسك وتنتظر طلوع الفجر.

كومة جنيهات ذهبية يعثر عليها الأبناء بعد موت أبيهم المعلم. مقامر ينوي أن يتوب، وأن يتزوج، ولكن أبواب العائلات توصد في وجهه لسمعته السيئة، وفتاة جميلة يرمقها الراوي في شبابه بعين العبادة، ولكنه بعد مرور السنين لا يكاد يتعرف عليها، عقب أن أزالت الشيخوخة ملاحتها.

بكاء وحزن يتحولان إلى ضحك ورقص وغناء، في أحد أفلام جيمس بوند موقف مشابه، إذ يبدأ الفيلم بجنازة زنجية في الجنوب الأمريكي تتحرك في بطء ووقار، قبل جريمة قتل طعناً بسكين، فتنطلق أبواق مهللة، وتتحول الجنازة إلى فرحة وموسيقى ورقص.

يذكر أن روجر آلن مستعرب ومترجم بارز، سبق أن نقل إلى الإنجليزية 5 روايات لمحفوظ، وإحدى مجموعاته القصصية.