السبت 22 مارس 2014 / 17:27

مرشد الثورات ينحر تويتر!

لم يكن أردوغان إلا امتداداً لاختصاصه في الخطابة، ودراسته لها في المعاهد التركية. الإخوانية التركية التي طُعّمت بالمخاتلة السياسية للمناورة مع الحضارة الأوروبية، لم تكن خافية. أيّد الثورة على مبارك، لكنه عارضها حين قامت ضد مرسي. أيد الحرية والكرامة والديموقراطية في عهد مبارك، وعارضها كلها في عصر مرسي.

هذا التناقض الكبير الذي يقوم به أردوغان في سياسته بتركيا، جعلها تخسر دول الخليج، الذي تسعى تركيا إلى النفوذ فيه منذ الثمانينات حين طرحت مشاريع المياه في الخليج، والتي لم تتم بفعل تخبط القرار التركي، الذي بات واضحاً مع تركيا الإخوانية الأردوغانية!

حين برزت قضايا الفساد لأشخاص يحيطون بأردوغان لم ينبس إخوان الخليج ببنت شفة، بل ذهبوا يبحثون عن المعاذير، وتعبوا وهم يبررون الفساد في تيار أردوغان السياسي. الآن يقوم أردوغان نفسه بأكبر عملية قمع للحريات من خلال حجب تويتر!
هذا هو قائد الثورات؟!

هل هذا هو مرشد الحريات والحقوق والديموقراطيات؟!

والأكثر إثارةً للسخرية في هذا الموضوع أن حجب تويتر، نفت الحكومة التركية علاقتها به وعزته إلى قرار داخل "هيئة الاتصالات"، مع أنه جاء بعد خطبة عصماء لأردوغان أكد فيها أنه لن يعبأ لردة الفعل العالمي لحجب تويتر، مهدداً ب"محو تويتر". بعد ساعات، خُنق العصفور الأزرق الصغير في تركيا، على يد المرشح ليكون خليفة للمسلمين من قبل الإخوان!

لا تبحثوا كثيراً، فدعاة الحرية، سيصمتون، أمام حجب أردوغان لتويتر، فمقاييسهم لا علاقة للموضوعية بها، بل هي مفصلة أيديولوجياً على مقاس حزبي إخونجي!